معنى قوله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد وقوله هذا نذير من النذر الأولى
تفسير قوله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد و هذا نذير من النذر الأولى
القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، وهو النور الذي يضيء لنا دروب الحياة، والهادي إلى الصراط المستقيم. وقد حوى بين دفتيه آيات بينات، تحتاج إلى تدبر وتأمل لفهم معانيها العميقة والمرامي النبيلة. من بين هذه الآيات، تبرز آيتان كريمتان تستدعيان الوقوف عندهما والتأمل فيهما، وهما:
- قوله تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (القصص: 85)
- وقوله تعالى: هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ (النجم: 56)
وسنتناول في هذا المقال تفسير هاتين الآيتين الكريمتين، مع الاستعانة بتفاسير العلماء الأجلاء، ومحاولة فهمهما في سياقهما التاريخي واللغوي، مع الإشارة إلى بعض الدروس والعبر المستفادة منهما. ونستلهم في ذلك ما ورد في فيديو اليوتيوب بعنوان معنى قوله تعالى إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد وقوله هذا نذير من النذر الأولى المتاح على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=IkLyZo0Vpug
تفسير قوله تعالى إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ
تخاطب هذه الآية الكريمة النبي صلى الله عليه وسلم في وقت عصيب من حياته، وهو وقت هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بالحزن الشديد لمفارقته وطنه ومسقط رأسه، مكة المكرمة، البلد الذي أحبه وأحب أهله. فنزلت هذه الآية لتطمئنه وتبشره بالعودة إليها منتصراً.
معنى فرض عليك القرآن:
يشير فرض عليك القرآن إلى عدة معاني متداخلة، منها:
- إنزال القرآن عليك: أي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أنزل عليك هذا القرآن، وكلفك بتبليغه للناس.
- العمل بأحكام القرآن: أي أن الله سبحانه وتعالى أمرك بالعمل بأحكام هذا القرآن، وتطبيقه في حياتك وحياة أمتك.
- تبليغ القرآن: أي أن الله سبحانه وتعالى كلفك بتبليغ هذا القرآن للناس كافة، والدعوة إلى الإسلام.
معنى لرادك إلى معاد:
اختلف المفسرون في تفسير كلمة معاد في هذه الآية على عدة أقوال، أشهرها:
- مكة المكرمة: وهذا هو القول الراجح، ويعني أن الله سبحانه وتعالى سيردك إلى مكة المكرمة منتصراً، لتفتحها وتعود إليها عزيزاً مكرماً. وقد تحقق هذا الوعد بالفعل، حيث عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فاتحاً في السنة الثامنة للهجرة.
- الجنة: أي أن الله سبحانه وتعالى سيردك إلى الجنة في الآخرة، وهي دار النعيم المقيم، جزاءً لك على صبرك وثباتك وجهادك في سبيل الله.
- يوم القيامة: أي أن الله سبحانه وتعالى سيردك إلى يوم القيامة للحساب والجزاء، حيث سيجزيك خير الجزاء على ما قدمت لأمتك من خير وهدى.
دلالات الآية:
تحمل هذه الآية الكريمة العديد من الدلالات والمعاني، منها:
- تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم: كانت هذه الآية بمثابة رسالة طمأنينة وتثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم في وقت الشدة والصعاب، لتذكره بأن الله معه ولن يخذله.
- الوعد بالنصر: كانت هذه الآية بمثابة وعد بالنصر والتمكين للنبي صلى الله عليه وسلم، ليطمئن قلبه ويعلم أن الله سينصره على أعدائه.
- بيان فضل القرآن: تبين هذه الآية فضل القرآن الكريم وأهميته، فهو سبب النصر والتمكين والعودة إلى الوطن.
- التحذير من الضلال: تحذر هذه الآية من الضلال والانحراف عن طريق الحق، وتبين أن الله هو الهادي إلى الصراط المستقيم.
تفسير قوله تعالى هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ
تأتي هذه الآية الكريمة في سورة النجم، وهي سورة مكية تتحدث عن الوحي والنبوة، وتؤكد على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله. وتشير هذه الآية إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو نذير من جنس النذر الذين أرسلهم الله تعالى إلى الأمم السابقة.
معنى هذا نذير:
تشير كلمة هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتصفه بأنه نذير، أي منذر ومخوف، يحذر الناس من عذاب الله وعقابه إذا استمروا في ضلالهم وكفرهم.
معنى من النذر الأولى:
تشير عبارة من النذر الأولى إلى الأنبياء والرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى الأمم السابقة، مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام. والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعاً من الرسل، بل هو من جنسهم، يحمل نفس الرسالة، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والتحذير من الشرك والمعاصي.
دلالات الآية:
تحمل هذه الآية الكريمة العديد من الدلالات والمعاني، منها:
- إثبات النبوة: تثبت هذه الآية نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤكد على أنه رسول من عند الله.
- تأكيد الرسالة: تؤكد هذه الآية على أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي نفس رسالة الأنبياء السابقين، وهي الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك.
- التحذير من التكذيب: تحذر هذه الآية من التكذيب بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتبين أن من يكذبه فقد كذب بجميع الأنبياء والمرسلين.
- التذكير بالأمم السابقة: تذكر هذه الآية بالأمم السابقة التي كذبت رسل الله، وكيف أهلكها الله بسبب كفرها وعنادها.
الخلاصة
إن الآيتين الكريمتين اللتين تناولناهما في هذا المقال تحملان في طياتهما العديد من المعاني والدلالات العظيمة. فقوله تعالى إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ هو وعد بالنصر والتمكين للنبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيت له في وقت الشدة والصعاب. وقوله تعالى هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ هو تأكيد على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وتذكير بالأمم السابقة التي كذبت رسل الله فأهلكها الله.
فعلينا أن نتدبر هذه الآيات ونعمل بها، وأن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبره وثباته وجهاده في سبيل الله، وأن نحذر من التكذيب برسل الله، وأن نتعظ بما حدث للأمم السابقة. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من المهتدين بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن يرزقنا الفهم الصحيح لكلامه، والعمل به، والدعوة إليه. آمين.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة