ما هي شهادة الله للرسول ومعنى قوله وما على الرسول إلا البلاغ بالايات والحكمة

ما هي شهادة الله للرسول ومعنى قوله وما على الرسول إلا البلاغ بالايات والحكمة

يشكل فهم شهادة الله للرسول صلى الله عليه وسلم حجر الزاوية في فهم الرسالة الإسلامية برمتها. فالله سبحانه وتعالى، وهو الحق المطلق، قد اصطفى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم لحمل أمانة الرسالة وتبليغها للناس كافة. هذه الشهادة ليست مجرد إقرار بالنبوة، بل هي تأييد مطلق للرسول في قوله وفعله وهديه. وهي دليل قاطع للمؤمنين، وحجة دامغة على الكافرين، على صدق الرسالة المحمدية ووجوب اتباعها. هذا المقال سيتناول بعمق جوانب شهادة الله للرسول، ويفصل معنى قوله تعالى وما على الرسول إلا البلاغ بالآيات والحكمة، مستضيئًا بما جاء في الفيديو المنشور على اليوتيوب والذي يحمل نفس العنوان.

شهادة الله للرسول: أوجه متعددة وبرهان قاطع

تتجلى شهادة الله للرسول صلى الله عليه وسلم في صور شتى، تتضافر لتشكل برهانًا قاطعًا على نبوته ورسالته. يمكننا أن نوجز هذه الأوجه في النقاط التالية:

• القرآن الكريم: هو المعجزة الخالدة، وكلام الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. القرآن الكريم بأسلوبه المعجز، وبلاغته الفائقة، وتشريعاته الحكيمة، وأخباره الصادقة، يشهد للرسول بالصدق والأمانة. تحدى الله به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، فعجزوا عن ذلك، وهذا دليل قاطع على أنه من عند الله، وأنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
• الوحي: هو الطريقة التي كان يتلقى بها الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، والهدى الرباني. كان الوحي ينزل عليه في صور مختلفة، منها ما هو مباشر، ومنها ما هو عن طريق جبريل عليه السلام. هذا الوحي هو شهادة من الله للرسول بأنه مختار ومصطفى لحمل الرسالة.
• تزكية الله للرسول في القرآن: لقد زكى الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة من القرآن الكريم، وأثنى عليه بأوصاف عظيمة، مثل قوله تعالى: وإنك لعلى خلق عظيم (القلم: 4)، وقوله تعالى: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم (التوبة: 128). هذه التزكية هي شهادة من الله للرسول بالكمال الإنساني، والرحمة والرأفة بالخلق.
• نصر الله للرسول: لقد نصر الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في مواقف كثيرة، وأيده بالملائكة، وأعانه على أعدائه. هذا النصر هو شهادة من الله للرسول بأنه على الحق، وأن الله معه يؤيده وينصره. ومن أبرز صور هذا النصر، نصره في غزوة بدر، وفتح مكة، وانتشار الإسلام في ربوع الأرض.
• التأييد بالمعجزات: أيد الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالمعجزات الحسية والمعنوية، التي تدل على أنه مرسل من عند الله. من المعجزات الحسية، انشقاق القمر، وتفجر الماء من بين أصابعه، ومن المعجزات المعنوية، القرآن الكريم، وتأثيره في القلوب والعقول.

معنى قوله تعالى وما على الرسول إلا البلاغ بالآيات والحكمة

قوله تعالى وما على الرسول إلا البلاغ بالآيات والحكمة (النحل: 44) يوضح مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم الأساسية. فالله سبحانه وتعالى لم يكلف الرسول بأن يهدي الناس قسرًا، أو أن يجبرهم على الإيمان. بل كلفه فقط بأن يبلغهم رسالة الله بوضوح وبيان، وأن يشرح لهم الآيات القرآنية، وأن يعلمهم الحكمة، وهي السنة النبوية الشريفة.

تفسير المفردات:

• البلاغ: هو الإيصال والإعلام. أي أن مهمة الرسول هي إيصال رسالة الله إلى الناس بوضوح وبيان، دون تحريف أو تغيير.
• الآيات: هي الآيات القرآنية، وهي كلام الله الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
• الحكمة: اختلف العلماء في تفسير الحكمة، ولكن الراجح أنها السنة النبوية الشريفة، وهي أقوال وأفعال وتقريرات الرسول صلى الله عليه وسلم. فالسنة هي التي تشرح القرآن الكريم، وتبين معانيه، وتفصل أحكامه.

دلالات الآية:

• تحديد مهمة الرسول: الآية تحدد مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم في البلاغ، أي إيصال رسالة الله إلى الناس.
• نفي الإكراه في الدين: الآية تدل على أنه لا إكراه في الدين، وأن الرسول ليس مكلفًا بإجبار الناس على الإيمان.
• أهمية السنة النبوية: الآية تدل على أهمية السنة النبوية، وأنها مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، وأنها تفسر القرآن الكريم، وتبين معانيه.
• مسؤولية الناس: الآية تدل على أن الناس مسؤولون عن اختيارهم، وأنهم سيحاسبون على أعمالهم. فالله قد بين لهم الحق، وأرسل إليهم الرسول، ولم يبق لهم عذر.

الخلاصة:

إن شهادة الله للرسول صلى الله عليه وسلم هي شهادة قاطعة، وبرهان ساطع، على صدق نبوته ورسالته. هذه الشهادة تتجلى في القرآن الكريم، والوحي، وتزكية الله للرسول، ونصر الله للرسول، والتأييد بالمعجزات. ومهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي البلاغ بالآيات والحكمة، أي إيصال رسالة الله إلى الناس بوضوح وبيان، وتعليمهم القرآن والسنة. والناس مسؤولون عن اختيارهم، وسيُحاسبون على أعمالهم.

إن فهم هذه الحقائق يرسخ الإيمان في قلوب المؤمنين، ويزيدهم يقينًا بصدق الرسالة المحمدية، ويحثهم على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به في أقواله وأفعاله. كما أنه يدعو غير المسلمين إلى التفكير والتدبر في هذه الحقائق، والبحث عن الحق، حتى يهديهم الله إلى نور الإسلام.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا لفهم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يهدينا صراطه المستقيم.

ملاحظة: هذا المقال مستوحى من الفهم العام للموضوع، ويهدف إلى تقديم شرح مفصل وواضح. يجب الرجوع إلى المصادر الموثوقة والتفاسير المعتمدة لتعميق الفهم.

رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=oaCzUjNL7K0