من هم الذين آذو رسول الله موسى وكيف برأه الله مما قالوا بالآيات والحكمة
من هم الذين آذوا رسول الله موسى وكيف برأه الله مما قالوا بالآيات والحكمة
يتناول هذا المقال موضوعًا هامًا من قصص الأنبياء في القرآن الكريم، ألا وهو قصة النبي موسى عليه السلام وما تعرض له من أذى من قومه، وكيف برأه الله عز وجل مما اتهموه به. هذه القصة تحمل في طياتها دروسًا عظيمة في الصبر والثبات على الحق، وكيف أن الله تعالى ينصر رسله وعباده المؤمنين في نهاية المطاف. وبالاستناد إلى الآيات القرآنية والحكمة المستنبطة منها، سنحاول تسليط الضوء على تفاصيل هذا الموضوع بشكل مفصل.
من هو النبي موسى عليه السلام؟
موسى بن عمران عليه السلام، هو أحد أولي العزم من الرسل، وهو من أنبياء بني إسرائيل. ولد في مصر في فترة عصيبة كان فرعون يستعبد بني إسرائيل ويقتل أبناءهم الذكور. أُوحي إلى أمه أن تضعه في تابوت وتلقيه في اليم، فأوصله الماء إلى قصر فرعون. تربى موسى في بيت فرعون دون أن يعلموا حقيقته، حتى شب وترعرع.
بعد فترة، قتل موسى رجلًا قبطيًا بالخطأ، فخاف وهرب إلى مدين، حيث تزوج ابنة الشيخ الكبير وعاش هناك عشر سنوات. ثم أمره الله تعالى بالعودة إلى مصر ليواجه فرعون ويدعو قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد.
الأذى الذي تعرض له النبي موسى من قومه
على الرغم من أن الله تعالى أنعم على بني إسرائيل بالعديد من النعم، وأنجاهم من فرعون وجنده، إلا أنهم لم يشكروا الله حق الشكر، بل آذوا نبيهم موسى عليه السلام بأنواع مختلفة من الأذى، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل. ومن أبرز صور الأذى التي تعرض لها موسى عليه السلام:
- الطعن في نسبه: ذكر بعض المفسرين أن بني إسرائيل اتهموا موسى عليه السلام بعيب في خَلقه، أو أن به مرضًا جلديًا، مما دفعه إلى الاعتزال عنهم والاغتسال وحده. وهذا الاتهام كان يهدف إلى النيل من مكانته بينهم والتشكيك في نبوته.
- التمرد والعصيان: بعد أن أنجاهم الله من فرعون، طلب منهم موسى أن يدخلوا الأرض المقدسة، لكنهم رفضوا وقالوا: إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا ۖ فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (المائدة: 22). هذا الرفض والعصيان أظهر عدم امتثالهم لأمر الله ونبيهم.
- عبادة العجل: عندما ذهب موسى لميقات ربه لتلقي التوراة، قام قومه بصناعة عجل من الذهب وعبدوه من دون الله. هذا الفعل الشنيع أثار غضب موسى عليه السلام وأظهر مدى ضلالهم وانحرافهم عن الحق.
- المجادلة وكثرة الأسئلة: كان بنو إسرائيل يجادلون موسى في أمور الدين ويكثرون من الأسئلة التي لا طائل منها، مما كان يسبب له الضيق والإزعاج. وقد ذكر القرآن الكريم أمثلة كثيرة على ذلك، مثل قصتهم مع البقرة التي أمرهم الله بذبحها.
- اتهامه بالقتل: اتهم بنو إسرائيل موسى عليه السلام بقتل هارون عليه السلام، وهذا الاتهام الباطل كان يهدف إلى تشويه صورته والنيل من مصداقيته.
كيف برأ الله موسى عليه السلام مما قالوا
لم يترك الله تعالى نبيه موسى وحيدًا في مواجهة الأذى والافتراءات التي تعرض لها من قومه، بل برأه وأظهر براءته للناس بالآيات والحكمة. ومن صور تبرئة الله لموسى عليه السلام:
- الآيات والمعجزات: أيد الله تعالى موسى عليه السلام بالعديد من الآيات والمعجزات التي أظهرت صدق نبوته وقوة رسالته. ومن هذه المعجزات: العصا التي تتحول إلى ثعبان، واليد التي تخرج بيضاء من غير سوء، وفلق البحر، وإنزال المن والسلوى. هذه المعجزات كانت دليلًا قاطعًا على أن موسى مرسل من الله تعالى.
- الوحي والنصر: أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام بالتوراة، وهي كتاب هداية ونور لبني إسرائيل. كما وعده الله بالنصر على فرعون وجنده، وأنجاه وقومه من الظلم والاستعباد. هذا الوحي والنصر كانا دليلًا على أن الله مع موسى ويحميه من كيد الكائدين.
- إظهار براءته من التهم: عندما اتهم بنو إسرائيل موسى عليه السلام بقتل هارون، أظهر الله تعالى براءته بأن أحيا هارون وتحدث وشهد ببراءة موسى. هذه المعجزة أخرست ألسنة المشككين وأظهرت للجميع أن موسى بريء مما اتهموه به.
- العقوبة للمعتدين: عاقب الله تعالى الذين آذوا موسى عليه السلام وأنكروا نبوته بأنواع مختلفة من العقوبات، مثل الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. هذه العقوبات كانت عبرة للمعتبرين ودليلًا على أن الله لا يرضى بالظلم والاعتداء على رسله.
الحكمة المستنبطة من قصة أذى موسى عليه السلام
تحمل قصة أذى موسى عليه السلام العديد من الدروس والعبر التي يمكن الاستفادة منها في حياتنا اليومية. ومن أبرز هذه الدروس:
- الصبر والثبات على الحق: يجب على المؤمن أن يصبر على الأذى والابتلاءات التي يتعرض لها في سبيل الله، وأن يثبت على الحق ولا يلين أمام الضغوط والتحديات.
- حسن الظن بالله تعالى: يجب على المؤمن أن يحسن الظن بالله تعالى وأن يثق بأنه سينصره ويفرج كربه في نهاية المطاف.
- الحذر من الفتن والشهوات: يجب على المؤمن أن يحذر من الفتن والشهوات التي قد تزين له الباطل وتصده عن الحق.
- التوبة والاستغفار: يجب على المؤمن أن يسارع إلى التوبة والاستغفار إذا أذنب أو أخطأ، وأن يعود إلى الله تعالى نادمًا مستغفرًا.
- الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة: يجب على المؤمن أن يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتجنب الجدال العقيم والتعصب للرأي.
الخلاصة
إن قصة أذى النبي موسى عليه السلام من قومه وكيف برأه الله تعالى، هي قصة عظيمة تحمل في طياتها دروسًا قيمة في الصبر والثبات على الحق، وحسن الظن بالله تعالى، والحذر من الفتن والشهوات. يجب علينا أن نتعلم من هذه القصة وأن نقتدي بالأنبياء والمرسلين في صبرهم وثباتهم وإخلاصهم لله تعالى. ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
آمل أن يكون هذا المقال قد قدم فهمًا واضحًا وشاملًا لموضوع أذى النبي موسى وكيف برأه الله. ولمزيد من التفاصيل، يمكنكم الرجوع إلى الفيديو المشار إليه في بداية المقال.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة