ليس البتراء هذا الموقع في الأردن يُعد من الوجهات المفضلة للسياح

ليس البتراء... هذا الموقع في الأردن يُعد من الوجهات المفضلة للسياح

انتشر عبر منصة اليوتيوب فيديو بعنوان ليس البتراء... هذا الموقع في الأردن يُعد من الوجهات المفضلة للسياح، وهو فيديو يسلط الضوء على موقع أثري هام في الأردن، ألا وهو موقع أم قيس الأثري. وبينما تشتهر الأردن عالميًا بمدينة البتراء الوردية، إلا أن أم قيس، بجمالها التاريخي وإطلالاتها الساحرة، بدأت تكتسب شعبية متزايدة كوجهة سياحية مفضلة، تستحق أن تكون في صدارة اهتمامات الزوار.

أم قيس ليست مجرد موقع أثري، بل هي رحلة عبر الزمن، تأخذ الزائر إلى عصور مختلفة، بدءًا من الحضارة الهلنستية والرومانية، مرورًا بالفترة البيزنطية والإسلامية. هذه الطبقات المتراكمة من التاريخ تمنح أم قيس شخصية فريدة، وتجعلها أكثر من مجرد مجموعة من الآثار القديمة، بل هي قصة حية تحكي عن صعود وسقوط الحضارات، وتأثيرها على المنطقة.

الفيديو المذكور ( https://www.youtube.com/watch?v=NeYwJzlV1PE ) يقدم نظرة عامة جذابة على الموقع، مع التركيز على أهم المعالم الأثرية والإطلالات البانورامية التي يتمتع بها. ولكي نفهم حقًا قيمة أم قيس، يجب أن نتعمق أكثر في تاريخها وأهميتها الثقافية والمعمارية.

تاريخ أم قيس: رحلة عبر العصور

يعود تاريخ أم قيس إلى العصر الهلنستي، حيث كانت تُعرف باسم جدارا. كانت المدينة جزءًا من حلف الديكابوليس، وهو تحالف يضم عشر مدن هلنستية مهمة في المنطقة. ازدهرت جدارا كمركز ثقافي واقتصادي، واشتهرت بالفلاسفة والشعراء، ومن بينهم الشاعر ميلياغروس، الذي ولد وعاش في جدارا.

في عام 63 قبل الميلاد، استولى الرومان على جدارا، وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية. شهدت المدينة ازدهارًا عمرانيًا وثقافيًا في العصر الروماني، حيث بُنيت العديد من المباني العامة، مثل المدرجات والحمامات والأعمدة. كما أصبحت جدارا مركزًا تجاريًا هامًا، بفضل موقعها الاستراتيجي على طريق التجارة الذي يربط بين دمشق وفلسطين.

في العصر البيزنطي، أصبحت جدارا مركزًا مسيحيًا مهمًا، وتم بناء العديد من الكنائس في المدينة. ومع ذلك، تعرضت المدينة لزلزال مدمر في عام 749 ميلادي، أدى إلى تدمير جزء كبير منها. لم تستعد جدارا مكانتها السابقة بعد الزلزال، وتضاءلت أهميتها تدريجيًا.

في العصر الإسلامي، عُرفت المدينة باسم أم قيس، واستمرت كقرية صغيرة. لم تشهد أم قيس ازدهارًا كبيرًا في العصر الإسلامي، وظلت تعتمد على الزراعة والتجارة المحلية.

أهم المعالم الأثرية في أم قيس

تضم أم قيس العديد من المعالم الأثرية الهامة التي تعكس تاريخها الطويل والمتنوع. من بين هذه المعالم:

• المدرج الروماني: وهو أحد أبرز المعالم الأثرية في أم قيس، ويتميز بحجمه الكبير وتصميمه المعماري الرائع. كان المدرج يستخدم للعروض المسرحية والمناسبات العامة، ويتسع لآلاف المتفرجين.
• شارع الأعمدة: وهو شارع طويل مرصوف بالحجارة، تحيط به الأعمدة من الجانبين. كان شارع الأعمدة الشارع الرئيسي في جدارا الرومانية، ويضم العديد من المحلات التجارية والمباني العامة.
• الحمامات الرومانية: وهي مجموعة من الحمامات العامة التي كانت تستخدم للاستحمام والاسترخاء. تتميز الحمامات الرومانية بتصميمها المعماري المتقن، وتضم العديد من الغرف والقاعات.
• الكنائس البيزنطية: توجد في أم قيس بقايا العديد من الكنائس البيزنطية، والتي تعكس أهمية المدينة كمركز مسيحي في العصر البيزنطي. تتميز الكنائس البيزنطية بالفسيفساء الجميلة والزخارف الدينية.
• المتحف الأثري: يضم المتحف الأثري في أم قيس مجموعة من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في الموقع، وتشمل التماثيل والأواني الفخارية والعملات المعدنية.

إطلالات بانورامية ساحرة

بالإضافة إلى معالمها الأثرية، تتميز أم قيس بإطلالاتها البانورامية الساحرة على بحيرة طبريا وهضبة الجولان. يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة من أعلى التلال التي تقع عليها المدينة، والتقاط الصور التذكارية الرائعة.

إن موقع أم قيس المرتفع يمنحها ميزة استراتيجية وجمالية، حيث يمكن للزائر رؤية مساحات واسعة من الأراضي المحيطة، مما يجعل التجربة السياحية أكثر إثارة وإمتاعًا.

لماذا أم قيس وجهة سياحية مفضلة؟

تتعدد الأسباب التي تجعل أم قيس وجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار، ومن بين هذه الأسباب:

• التاريخ الغني: تتمتع أم قيس بتاريخ طويل ومتنوع، يعود إلى العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. هذا التاريخ الغني يمنح المدينة شخصية فريدة، ويجعلها مكانًا مثيرًا للاهتمام لمحبي التاريخ والآثار.
• المعالم الأثرية الهامة: تضم أم قيس العديد من المعالم الأثرية الهامة التي تعكس تاريخها الطويل والمتنوع. هذه المعالم تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وتجعل أم قيس وجهة سياحية هامة في الأردن.
• الإطلالات البانورامية الساحرة: تتميز أم قيس بإطلالاتها البانورامية الساحرة على بحيرة طبريا وهضبة الجولان. هذه الإطلالات تجعل الزيارة إلى أم قيس تجربة لا تُنسى.
• الهدوء والسكينة: تتميز أم قيس بالهدوء والسكينة، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاسترخاء والهروب من صخب الحياة اليومية.
• القرب من مناطق سياحية أخرى: تقع أم قيس بالقرب من مناطق سياحية أخرى في شمال الأردن، مثل مدينة جرش وقلعة عجلون. هذا يجعلها نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف المنطقة.

خلاصة

أم قيس هي جوهرة تاريخية تقع في شمال الأردن، وتستحق أن تكون في صدارة اهتمامات الزوار. فهي ليست مجرد موقع أثري، بل هي قصة حية تحكي عن صعود وسقوط الحضارات، وتأثيرها على المنطقة. بفضل تاريخها الغني ومعالمها الأثرية الهامة وإطلالاتها البانورامية الساحرة، أصبحت أم قيس وجهة سياحية مفضلة للعديد من الزوار، الذين يبحثون عن تجربة فريدة ومميزة.

الفيديو الذي أشرنا إليه في البداية هو مجرد لمحة عن جمال أم قيس وسحرها. لكي نختبر هذا السحر بأنفسنا، يجب علينا أن نخطط لزيارة إلى هذا الموقع الأثري الرائع، وأن نستمتع بكل لحظة فيه.