نقد فيديو شوف أتباع مسلم والبخاري الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء

يثير فيديو اليوتيوب المعنون بـ شوف أتباع مسلم والبخاري الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء جدلاً واسعاً، مدعياً أن بعض المنتسبين إلى مذهبَي الإمام مسلم والإمام البخاري قد نسبوا صفة الفقر إلى الله تعالى والعياذ بالله، وزعموا أن البشر أغنياء عنه. هذا الادعاء خطير ويتطلب فحصاً دقيقاً وموضوعياً.

من الضروري التأكيد على أن العقيدة الإسلامية الصحيحة تنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص وعيب، وتثبت له الكمال المطلق والغنى المطلق. فالله هو الغني الحميد، وكل ما في الكون مفتقر إليه في وجوده وبقائه. القول بأن الله فقير هو كفر صريح ومخالفة صريحة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

تحتاج الادعاءات المطروحة في الفيديو إلى تدقيق وتحليل. فقد يكون المقصود هو فهم خاطئ لبعض النصوص أو أقوال العلماء، أو قد يكون اقتطاعاً للنصوص من سياقها الأصلي، مما يؤدي إلى تحريف المعنى. من المهم جداً الرجوع إلى المصادر الأصلية والتأكد من صحة نسبة الأقوال إلى أصحابها، وفهمها في ضوء القواعد الشرعية وأصول التفسير.

منهجية التعامل مع النصوص الشرعية تقتضي الجمع بين النصوص ذات الصلة، وفهمها في سياقها التاريخي واللغوي، والاستعانة بتفسيرات العلماء الموثوقين. لا يجوز الاكتفاء بنص واحد أو قول واحد لمعارضة أصل ثابت من أصول الدين.

ينبغي الحذر من نشر الفتن وإثارة النعرات بين المسلمين. الطعن في الأئمة والعلماء الذين خدموا الإسلام وتركوا لنا تراثاً عظيماً ليس من أخلاق المسلمين. علينا أن نتعلم كيف نختلف بأدب واحترام، وأن نتحاور بعلم وحكمة، وأن نسعى إلى الحق ونتجنب التعصب والتحيز.

في الختام، يجب التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها أو تصديقها، والتحلي بالوعي والنقد البناء، والسعي إلى فهم الإسلام فهماً صحيحاً وسليماً بعيداً عن التحريف والتطرف.