تحليل فيديو أمة مسلم والبخاري والأزهر والحرمين المشركين.. ومن كتاب الله والحكمة

يثير فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=XG2w8jVii6I&pp=0gcJCYsJAYcqIYzv جدلاً واسعاً لما يحتويه من ادعاءات خطيرة تطال صميم المعتقدات الإسلامية. يزعم الفيديو، كما يوحي العنوان، أن الأمة الإسلامية الحالية تعيش في شرك، ويتهم مؤسسات دينية عريقة كالأزهر الشريف والحرمين الشريفين بالتورط في هذا الشرك. كما يطعن الفيديو في صحة صحيح البخاري، وهو أحد أصح الكتب بعد القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة.

يعتمد الفيديو في طرحه على تفسيرات انتقائية لآيات من القرآن الكريم، ويقدمها على أنها دليل قاطع على صحة ادعاءاته. يتم التركيز على مفهوم الحكمة في القرآن، ويدعي الفيديو أنه يمتلك الفهم الصحيح لهذه الحكمة، وأن المؤسسات الدينية التقليدية قد ضلت الطريق عنها.

من الضروري التعامل مع مثل هذه الفيديوهات بحذر شديد. فادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة وتكفير المسلمين من القضايا الخطيرة التي تتطلب تمحيصاً عميقاً ونقاشاً هادئاً. يجب على المشاهد أن يكون على دراية بالمصادر الإسلامية الموثوقة وأن يعود إلى العلماء المتخصصين لفهم صحيح الدين. الاعتماد على فيديو واحد أو رأي شخصي قد يؤدي إلى فهم مغلوط للإسلام وتعاليمه.

الطعن في صحيح البخاري هو طعن في سلسلة طويلة من الرواة الذين نقلوا لنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري يخضع لدراسة وتمحيص مستمر من قبل العلماء، وقد بذلت جهود كبيرة للتحقق من صحة الأحاديث الواردة فيه. الطعن فيه دون دليل علمي رصين هو أمر مرفوض.

أما اتهام الأزهر والحرمين الشريفين بالشرك فهو اتهام باطل ولا أساس له من الصحة. هذه المؤسسات تمثل صروحاً شامخة للدين الإسلامي، وقد بذلت وتبذل جهوداً جبارة لنشر الإسلام الصحيح وتعليم المسلمين. اتهامها بالشرك هو تجني كبير وإهانة لملايين المسلمين حول العالم.

في الختام، يجب التأكيد على أهمية التمسك بالوحدة الإسلامية والابتعاد عن الفرقة والتحزب. يجب أن يكون هدفنا هو فهم الإسلام بشكل صحيح ونشره بالدعوة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وليس بتكفير المسلمين وتشويه صورة الإسلام.