نظرة في فيديو بيان كذب البخاري ومسلم في أحاديثهم المنسوبة كذباً للرسول الكريم بالدليل من القرآن الكريم

يثير فيديو بعنوان بيان كذب البخاري ومسلم في أحاديثهم المنسوبة كذباً للرسول الكريم بالدليل من القرآن الكريم جدلاً واسعاً حول مدى صحة الأحاديث النبوية المنسوبة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمروية في أشهر كتب الحديث، وهما صحيح البخاري وصحيح مسلم. يتناول الفيديو، كما يوحي العنوان، فكرة أساسية وهي أن بعض الأحاديث الموجودة في هذين الكتابين تتعارض مع القرآن الكريم، وبالتالي فهي مكذوبة ومنسوبة كذباً إلى الرسول.

تعتمد الحجة الرئيسية التي يقدمها الفيديو على فكرة أن القرآن الكريم هو المصدر الأول والأوحد للتشريع في الإسلام، وأن أي حديث يتعارض مع آياته فهو باطل ولا يمكن اعتباره جزءاً من السنة النبوية الصحيحة. يقدم الفيديو أمثلة لأحاديث معينة، ويدعي أنها تخالف نصوصاً قرآنية واضحة، مما يستدعي التشكيك في صحة هذه الأحاديث وفي مصداقية جامعيها.

من المهم التأكيد على أن هذا الموضوع يثير نقاشاً حاداً بين العلماء والباحثين في علوم الحديث. فمن جهة، هناك من يرى أن صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح الكتب بعد القرآن، وأن الأحاديث الموجودة فيهما قد خضعت لتدقيق وتمحيص شديدين من قبل علماء الحديث، وأن أي تعارض ظاهري بينها وبين القرآن يمكن تفسيره من خلال فهم أعمق للنصوص أو من خلال قواعد علم أصول الفقه.

ومن جهة أخرى، هناك من يشكك في صحة بعض الأحاديث، ويؤكد على ضرورة إخضاعها للنقد والتحليل المستمر، مع التركيز على مدى توافقها مع القرآن الكريم والعقل السليم. ويرى هؤلاء أن الاعتماد المطلق على أي كتاب، مهما بلغت مكانته، دون تمحيص وتدقيق قد يؤدي إلى الوقوع في أخطاء فادحة.

بغض النظر عن الموقف الذي يتخذه المشاهد، فإن هذا الفيديو يطرح أسئلة مهمة حول طبيعة السنة النبوية ومكانتها في الإسلام، وحول كيفية التعامل مع الأحاديث النبوية في ضوء القرآن الكريم. إنه يدعو إلى التفكير النقدي والبحث المستمر، وإلى عدم التسليم المطلق بأي رأي دون فحص وتمحيص.

من الضروري عند مشاهدة هذا الفيديو، أو أي فيديو آخر يتناول موضوعات دينية حساسة، التحلي بروح البحث العلمي الموضوعي، والاطلاع على آراء مختلفة، والتفكير ملياً في الحجج والبراهين المقدمة، قبل تكوين رأي نهائي.