نقد فيديو الصلاة الحركية بدعة من أتباع مسلم والبخاري

يدور هذا المقال حول نقد فيديو منشور على اليوتيوب بعنوان الصلاة الحركية بدعة من أتباع مسلم والبخاري. والدليل من كتاب الله الذي ينطق بالحق. يهدف هذا الفيديو، كما يبدو من عنوانه، إلى الطعن في صحة الصلاة كما هي ممارسة شائعة بين المسلمين، مدعياً أنها بدعة استُحدثت باتباع أقوال الإمامين مسلم والبخاري، وأن الدليل الحقيقي يكمن في القرآن الكريم وحده.

بدايةً، يجب التأكيد على أن السنة النبوية الشريفة، بما في ذلك ما ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم)، هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. وقد أمر الله تعالى بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضع عديدة من القرآن، مما يدل على أهمية اتباع سنته في فهم وتطبيق تعاليم الدين. إن اختزال الدين في القرآن الكريم وحده وتجاهل السنة النبوية هو منهجية خاطئة تؤدي إلى فهم قاصر ومغلوط للإسلام.

إن الادعاء بأن الصلاة الحركية بدعة هو ادعاء خطير يحتاج إلى دليل قاطع وبرهان ساطع. والصلاة كما تعلمناها ونمارسها تتضمن أركاناً وشروطاً وأفعالاً وأقوالاً مستمدة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نقلها الصحابة رضوان الله عليهم جيلاً بعد جيل. إن الطعن في هذه الممارسة المتواترة عبر الأجيال هو طعن في الدين نفسه وفي سلامة نقله إلينا.

عادة ما يستند أصحاب هذا الطرح إلى تفسيرات معينة لآيات قرآنية، محاولين استنباط معاني تخالف الفهم السائد والمستقر لدى جمهور العلماء والأمة. وهذا الأمر يستدعي الحذر والتدقيق، فليس كل من قرأ القرآن وفهمه بلغ مرتبة الاجتهاد والاستنباط. إن تفسير القرآن الكريم يحتاج إلى علم غزير ومعرفة واسعة بالسنة النبوية وأصول الفقه وقواعد اللغة العربية، فضلاً عن سلامة القصد وتجرد النية.

من الضروري التنبيه إلى أن هذه النوعية من الفيديوهات غالباً ما تعتمد على أساليب الإثارة والتهويل، وتستخدم لغة حادة واتهامات جزافية بهدف جذب الانتباه وإثارة الجدل. ويجب على المسلم العاقل أن يتأنى ويتريث قبل تصديق مثل هذه الادعاءات، وأن يلجأ إلى أهل العلم والاختصاص للتثبت من صحتها.

ختاماً، فإن الدعوة إلى التمسك بالقرآن الكريم هي دعوة محمودة ومطلوبة، ولكن يجب أن تكون في إطار الفهم الصحيح والشامل للدين، الذي يشمل أيضاً السنة النبوية المطهرة. إن رفض السنة النبوية بحجة الاكتفاء بالقرآن هو منهجية خاطئة تؤدي إلى التضليل والانحراف عن الصراط المستقيم. فلنتقِ الله في ديننا ولنحرص على اتباع الحق والهدى.