من هم الذين أضاعوا الصلاة وإتبعوا الشهوات من كتاب الله الذي ينطق بالحق
من هم الذين أضاعوا الصلاة وإتبعوا الشهوات من كتاب الله الذي ينطق بالحق
يشكل موضوع إضاعة الصلاة واتباع الشهوات قضية محورية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. إنه موضوع يمس جوهر العلاقة بين العبد وربه، ويهدد استقامة الفرد والمجتمع على حد سواء. الفيديو المعنون من هم الذين أضاعوا الصلاة وإتبعوا الشهوات من كتاب الله الذي ينطق بالحق (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=HdZFnOLTl_c) يتناول هذا الموضوع الخطير، مستندا إلى آيات الكتاب الحكيم، محاولا استجلاء معانيه وتطبيقاته في واقعنا المعاصر.
إن إضاعة الصلاة لا تعني بالضرورة تركها بالكلية، وإنما قد تشمل التهاون في أدائها، وتأخيرها عن وقتها المحدد، وعدم إتمام أركانها وشروطها، وفقدان الخشوع والتدبر فيها. فالصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي لقاء بين العبد وربه، ومناجاة لله عز وجل، وتطهير للقلب والروح. فإذا خلت الصلاة من هذه المعاني، فقدت قيمتها وأثرها.
أما اتباع الشهوات، فيعني الانغماس في الملذات الدنيوية، والانقياد للرغبات المحرمة، وإيثارها على طاعة الله ورضوانه. والشهوات ليست محرمة بالكامل، فالإنسان مفطور على حب الشهوات، ولكن المذموم هو الاستغراق فيها، والانشغال بها عن ذكر الله، والوقوع في المحرمات التي تؤدي إلى هلاك الدنيا والآخرة.
الآيات القرآنية المتعلقة بإضاعة الصلاة واتباع الشهوات
القرآن الكريم يزخر بالآيات التي تحذر من إضاعة الصلاة واتباع الشهوات، وتتوعد مرتكبيها بالعذاب الأليم. من أبرز هذه الآيات قوله تعالى في سورة مريم: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (مريم: 59). هذه الآية الكريمة تصور لنا حال أقوام جاءوا من بعد الأنبياء والصالحين، فتركوا الصلاة وتهاونوا بها، وانغمسوا في الشهوات والملذات، فاستحقوا بذلك العذاب والهلاك.
كلمة غيًّا في الآية تحمل معاني متعددة، منها: الخسران والضلال، والوادي في جهنم الذي يسيل منه صديد أهل النار. وهذا يدل على شدة الوعيد لمن يضيع الصلاة ويتبع الشهوات.
وفي سورة المدثر، يذكر الله تعالى حال المجرمين في النار، وسبب دخولهم إليها، فيقول: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (المدثر: 42-47). هذه الآيات تبين أن من أهم أسباب دخول النار ترك الصلاة، وعدم إطعام المسكين، والانشغال بالباطل، وتكذيب يوم القيامة.
وفي سورة المنافقون، يصف الله تعالى حال المنافقين الذين يتخلفون عن الصلاة، ويؤدونها رياء وسمعة، فيقول: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (المنافقون: 142). هذه الآية تذم التكاسل عن الصلاة، والرياء فيها، وعدم ذكر الله إلا قليلا. فالصلاة يجب أن تكون خالصة لله، وخاشعة، ومملوءة بالذكر والتسبيح.
أسباب إضاعة الصلاة واتباع الشهوات
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى إضاعة الصلاة واتباع الشهوات، منها:
- ضعف الإيمان: الإيمان هو الدافع الأساسي للطاعة، والمانع من المعصية. فإذا ضعف الإيمان في قلب الإنسان، سهل عليه ترك الصلاة، والانغماس في الشهوات.
- الجهل بأهمية الصلاة وعظيم فضلها: كثير من الناس لا يعرفون قيمة الصلاة، ولا يدركون فضلها العظيم، وأنها عمود الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
- الصحبة السيئة: الصاحب ساحب، فالمرء يتأثر بمن يصاحب. فإذا كان الأصحاب متهاونين في الصلاة، ومنغمسين في الشهوات، فمن السهل أن يتأثر بهم الإنسان، ويقتدي بهم.
- الانشغال بالدنيا وملذاتها: الدنيا فتنة، وقد تشغل الإنسان عن ذكر الله، وعن أداء الفرائض، والانغماس في الشهوات المحرمة.
- التسويف والتأجيل: كثير من الناس يؤجلون التوبة، ويؤخرون أداء الصلاة، بحجة أنهم سوف يتوبون في المستقبل. وهذا من تلبيس الشيطان، الذي يزين لهم المعصية، ويصرفهم عن الطاعة.
- الفتن والشبهات: كثرة الفتن والشبهات في هذا الزمان، قد تؤدي إلى تزيين الباطل، وتشويه الحق، وصرف الناس عن طريق الهداية والاستقامة.
علاج إضاعة الصلاة واتباع الشهوات
هناك طرق عديدة لعلاج إضاعة الصلاة واتباع الشهوات، منها:
- تقوية الإيمان بالله تعالى: وذلك من خلال التفكر في آيات الله، والتدبر في معاني القرآن، والإكثار من ذكر الله، والعمل الصالح.
- التعلم الشرعي: وذلك من خلال قراءة الكتب الدينية، وسماع المحاضرات والدروس، وسؤال أهل العلم، لزيادة المعرفة بأحكام الشريعة، وفضل الطاعة، وعقاب المعصية.
- مصاحبة الصالحين: وذلك من خلال اختيار الأصدقاء الصالحين الذين يعينون على الطاعة، ويذكرون بالله، ويحثون على الخير.
- الابتعاد عن مواطن الفتن: وذلك من خلال تجنب الأماكن التي تكثر فيها المعاصي، والبعد عن المواقع والبرامج التي تعرض المحرمات.
- المبادرة بالتوبة النصوح: وذلك من خلال الإقلاع عن الذنوب، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، ورد الحقوق إلى أصحابها.
- الدعاء والإلحاح على الله: وذلك من خلال سؤال الله الهداية والتوفيق، والاستعانة به على ترك المعاصي، والثبات على الطاعة.
- تذكر الموت والقبر والآخرة: هذا التذكر يزهد الإنسان في الدنيا، ويرغبه في الآخرة، ويحمله على الاستعداد للقاء الله.
أثر الصلاة على الفرد والمجتمع
الصلاة لها أثر عظيم على الفرد والمجتمع، فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتصلح الأخلاق، وتقوي الروابط الاجتماعية، وتزيد في الرزق، وتدفع البلاء. فإذا أقيمت الصلاة في المجتمع، استقامت أحواله، وزادت بركته، وانتشر فيه الخير والأمن والسلام.
أما إذا ضيعت الصلاة، وانتشرت الفواحش والمنكرات، فسد المجتمع، وكثر فيه الظلم والفساد، وحل به البلاء والعذاب. فالصلاة هي صمام الأمان للمجتمع، وحصنه الحصين من الشرور والآفات.
خاتمة
في الختام، نؤكد على أهمية المحافظة على الصلاة، وإقامتها على الوجه الأكمل، والابتعاد عن الشهوات المحرمة، والتوبة إلى الله من جميع الذنوب والمعاصي، والاستعانة بالله على الثبات على الطاعة، حتى نلقى الله وهو راض عنا. فالفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، إنما يكون بطاعة الله ورسوله، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه، والعمل الصالح.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة