عراقجي طهران ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك
عراقجي: طهران ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك
أثار تصريح نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي ورد في فيديو منشور على يوتيوب، ضجة واسعة النطاق. فقد صرح عراقجي بأن طهران ستدرس إرسال قوات عسكرية إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك بشكل رسمي. هذا التصريح يمثل تطوراً مهماً في الموقف الإيراني المعلن تجاه الأزمة السورية، ويثير تساؤلات حول مستقبل الدور الإيراني في المنطقة.
منذ اندلاع الأزمة السورية، قدمت إيران دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للحكومة السورية. لكن هذا الدعم اتخذ في الغالب شكل مستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة متحالفة مع إيران، ولم يكن هناك إعلان رسمي عن إرسال قوات عسكرية إيرانية نظامية على نطاق واسع. تصريح عراقجي يوحي بإمكانية تغيير هذه السياسة.
هذا التصريح يثير عدة نقاط تستحق التحليل. أولاً، يشير إلى أن إيران تضع شروطاً لإرسال قواتها، وأهمها طلب رسمي من الحكومة السورية. هذا الشرط يهدف على الأرجح إلى إضفاء شرعية على أي تدخل عسكري إيراني، وتجنب اتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة.
ثانياً، يطرح السؤال حول الظروف التي قد تدفع دمشق لطلب تدخل عسكري إيراني مباشر. هل يتعلق الأمر بتصعيد خطير في الأزمة، أو بتراجع كبير في قدرات الجيش السوري، أو بتهديد وجودي للنظام؟ الإجابة على هذا السؤال تحدد مدى جدية هذا التصريح، وما إذا كان مجرد رسالة سياسية أم استعداد فعلي للتدخل.
ثالثاً، لا يمكن تجاهل ردود الفعل الإقليمية والدولية المحتملة على هذا التصريح. فدول مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، اللتان تعتبران إيران تهديداً لأمنهما القومي، ستنظران إلى أي تدخل عسكري إيراني مباشر في سوريا بقلق بالغ. كما أن الولايات المتحدة، التي تتواجد قواتها في سوريا، من المرجح أن تعارض بشدة أي تصعيد من هذا النوع.
في الختام، تصريح عراقجي حول إمكانية إرسال قوات إيرانية إلى سوريا يمثل تطوراً مهماً يستدعي المتابعة الدقيقة. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا التصريح سيتحول إلى واقع، وما هي التداعيات المحتملة على الأزمة السورية وعلى المنطقة بأكملها.
مقالات مرتبطة