قرار تاريخي وتصعيد خطير: الجيش الإسرائيلي يسحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي

أثار قرار الجيش الإسرائيلي بسحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي ردود فعل غاضبة ومستنكرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. يعتبر هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، تصعيداً خطيراً ينذر بتداعيات وخيمة على الوضع المتوتر أصلاً في مدينة الخليل، ويزيد من تعقيد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

يهدف هذا المقال إلى تحليل هذا القرار، واستعراض خلفياته، وتأثيراته المحتملة، وتسليط الضوء على المخاوف المشروعة التي يثيرها لدى الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

خلفيات القرار

يعتبر الحرم الإبراهيمي، الذي يقع في قلب مدينة الخليل القديمة، موقعاً دينياً وتاريخياً بالغ الأهمية للمسلمين واليهود على حد سواء. ومنذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967، شهد الحرم الإبراهيمي سلسلة من الإجراءات والسياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تغيير طابعه وتركيبته الديموغرافية، وتقويض الوجود الفلسطيني فيه.

تُوّجت هذه الإجراءات بمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، والتي ارتكبها المستوطن باروخ جولدشتاين، وأسفرت عن استشهاد عشرات المصلين الفلسطينيين. وبعد هذه المجزرة، تم تقسيم الحرم الإبراهيمي بين المسلمين واليهود، وفرضت قيود مشددة على دخول الفلسطينيين إليه.

واليوم، يأتي قرار سحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي ليضاف إلى سلسلة هذه الإجراءات، ويعزز من سيطرة الجيش الإسرائيلي على الحرم، ويحرم البلدية من دورها في الحفاظ على الموقع التاريخي والديني، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين الفلسطينيين.

تأثيرات القرار المحتملة

يثير قرار الجيش الإسرائيلي بسحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي العديد من المخاوف المشروعة، من بينها:

• تغيير الطابع الإسلامي للحرم الإبراهيمي: يخشى الفلسطينيون من أن يكون الهدف من هذا القرار هو تغيير الطابع الإسلامي للحرم الإبراهيمي، وتحويله إلى موقع يهودي بالكامل.
• تقويض الوجود الفلسطيني في الخليل القديمة: يعتبر الفلسطينيون أن هذا القرار جزء من مخطط إسرائيلي لتهجيرهم من الخليل القديمة، وضمها إلى إسرائيل.
• تصعيد التوتر والعنف: من المرجح أن يؤدي هذا القرار إلى تصعيد التوتر والعنف في مدينة الخليل، وزيادة الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.
• تقويض عملية السلام: يعتبر هذا القرار ضربة قاصمة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ويقوض فرص التوصل إلى حل عادل وشامل للنزاع.

الموقف الدولي

أثار قرار الجيش الإسرائيلي بسحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي إدانة واسعة من المجتمع الدولي. فقد أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء هذا القرار، وطالبت إسرائيل بالتراجع عنه.

تعتبر الأمم المتحدة أن الحرم الإبراهيمي موقع تراث عالمي، وأن أي تغيير في وضعه القانوني أو الإداري يجب أن يتم بالتنسيق مع منظمة اليونسكو.

خلاصة

يمثل قرار الجيش الإسرائيلي بسحب صلاحيات بلدية الخليل في الحرم الإبراهيمي تصعيداً خطيراً ينذر بتداعيات وخيمة على الوضع في مدينة الخليل وعلى عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. يتطلب هذا القرار تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للتراجع عنه، وحماية الحرم الإبراهيمي والحقوق الفلسطينية.