حكم تارك الصلاة الحركية و الافقية الفرق بين الصلاة الافقية و الرأسية كيف تبدأ الصلاة و كيف تنتهى

حكم تارك الصلاة الحركية والأفقية: تحليل وتفصيل

تعتبر الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وعمود الدين، وأساس الصلة بين العبد وربه. وقد وردت في فضلها نصوص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، تدل على أهميتها وعظيم مكانتها. ومما لا شك فيه أن ترك الصلاة لهو أمر جلل وخطير، يستوجب التوقف والتأمل لمعرفة حكمه الشرعي، والآثار المترتبة عليه.

يقدم فيديو اليوتيوب بعنوان: حكم تارك الصلاة الحركية و الأفقية الفرق بين الصلاة الافقية و الرأسية كيف تبدأ الصلاة و كيف تنتهى تحليلاً مفصلاً لهذا الموضوع الهام، ويتناول جوانبه المختلفة بأسلوب واضح ومبسط. هذا المقال يهدف إلى تقديم تلخيص شامل وموسع لأهم النقاط التي وردت في الفيديو، مع إضافة بعض التفصيلات والآراء الفقهية ذات الصلة.

حكم تارك الصلاة: نظرة عامة

اختلف العلماء في حكم تارك الصلاة على قولين رئيسيين:

1. القول الأول: كفر تارك الصلاة مطلقاً. وهو قول جمهور السلف، وبعض أهل الحديث، وذهب إليه الإمام أحمد في إحدى الروايات عنه، وبعض الصحابة والتابعين. يستند أصحاب هذا القول إلى أدلة قوية من القرآن والسنة، منها قوله تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (التوبة: 11). فقد اشترطت الآية لإثبات الأخوة في الدين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، مما يدل على أن تركهما يخرج من الدين. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الكفر - أو الشرك - ترك الصلاة (رواه مسلم).
2. القول الثاني: أن تارك الصلاة لا يكفر إلا إذا جحد وجوبها. وهو قول جمهور الفقهاء من الأحناف والمالكية والشافعية، ورواية أخرى عن الإمام أحمد. ويرون أن ترك الصلاة مع الإقرار بوجوبها يعتبر فسقاً ومعصية كبيرة، ولكنه لا يصل إلى حد الكفر المخرج من الملة. يستدلون بأدلة منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء: 48). فيرون أن ترك الصلاة يدخل في عموم ما دون ذلك، أي الذنوب التي يمكن أن يغفرها الله تعالى. ويؤولون حديث بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة على أنه كفر دون كفر، أي كفر عملي لا كفر اعتقادي.

بغض النظر عن الاختلاف في الحكم بالكفر من عدمه، فإن جميع العلماء متفقون على أن ترك الصلاة ذنب عظيم وكبيرة من كبائر الذنوب، ويستحق صاحبه العقاب الشديد في الدنيا والآخرة. فقد قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون: 4-5). وقال صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله (رواه الترمذي).

الصلاة الحركية والصلاة الأفقية والرأسية: توضيح المفاهيم

يشير الفيديو إلى مصطلحات الصلاة الحركية و الصلاة الأفقية والرأسية. وقد يقصد بـ الصلاة الحركية هي الصلاة التي نؤديها بالأفعال والأقوال الظاهرة، أي القيام والركوع والسجود والتسبيح والدعاء. وهي الصورة الظاهرة للصلاة التي يعرفها الجميع.

أما مصطلحات الصلاة الأفقية والرأسية، فيمكن فهمها على النحو التالي:

• الصلاة الأفقية: قد تشير إلى التركيز على الجوانب الشكلية الظاهرية للصلاة، مثل إتقان الحركات والأقوال، دون استحضار القلب والخشوع. وهي الصلاة التي تؤدى كعادة روتينية، دون تفكر في معانيها ودلالاتها.
• الصلاة الرأسية: قد تشير إلى الصلاة التي تجمع بين الجانبين الظاهري والباطني، أي إتقان الحركات والأقوال مع استحضار القلب والخشوع، والتفكر في معاني الآيات والأذكار، والتواصل الروحي مع الله تعالى. وهي الصلاة التي تؤثر في سلوك المصلي وتزكيه، وتنهه عن الفحشاء والمنكر.

بمعنى آخر، الصلاة الحقيقية هي التي تكون رأسية، تجمع بين الظاهر والباطن، وتؤثر في قلب المصلي وسلوكه. أما الصلاة الأفقية، فهي ناقصة الأثر، وقد لا تحقق المقصود منها.

كيف تبدأ الصلاة وكيف تنتهي: خطوات عملية

يوضح الفيديو كيفية البدء في الصلاة وكيفية إنهائها، وهي خطوات أساسية يجب على كل مسلم معرفتها:

1. النية: وهي عزم القلب على فعل الصلاة، وتحديد نوعها (فرض أو نفل)، وعدد ركعاتها. ولا يشترط التلفظ بالنية باللسان، بل يكفي استحضارها في القلب.
2. تكبيرة الإحرام: وهي قول الله أكبر عند بداية الصلاة، وهي الركن الأول من أركان الصلاة. يجب أن تكون التكبيرة صحيحة النطق، وأن تؤدى مع رفع اليدين إلى حذو المنكبين أو الأذنين.
3. دعاء الاستفتاح: وهو دعاء يقال بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة، وله صيغ متعددة، منها: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
4. قراءة الفاتحة: وهي الركن الثاني من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونها. يجب قراءتها بتمعن وتدبر، مع مراعاة أحكام التجويد.
5. قراءة ما تيسر من القرآن: بعد قراءة الفاتحة، يقرأ المصلي ما تيسر له من القرآن الكريم.
6. الركوع: وهو الانحناء بحيث تستوي الظهر مع الرأس، مع وضع اليدين على الركبتين. ويقال فيه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات أو أكثر.
7. الرفع من الركوع: والاعتدال قائماً، مع قول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
8. السجود: وهو وضع الجبهة والأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين على الأرض. ويقال فيه: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات أو أكثر.
9. الرفع من السجود: والجلوس بين السجدتين، مع قول: رب اغفر لي، رب اغفر لي.
10. السجود الثاني: وهو السجود مرة أخرى كما في السجود الأول.
11. القيام للركعة الثانية: والقيام للركعة الثانية وتكرار ما فعل في الركعة الأولى، مع مراعاة عدم قراءة دعاء الاستفتاح.
12. التشهد: في نهاية الركعة الثانية (في الصلوات الثنائية أو الثلاثية أو الرباعية)، يجلس المصلي للتشهد، ويقول: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
13. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: بعد التشهد، يصلي المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
14. الدعاء: بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو المصلي بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.
15. التسليم: وهو قول السلام عليكم ورحمة الله مرتين، مرة عن اليمين ومرة عن اليسار. وبالتسليم تنتهي الصلاة.

خلاصة

الصلاة هي عمود الدين، وأهم أركان الإسلام بعد الشهادتين. وتركها لهو أمر خطير يستوجب التوبة والاستغفار. يجب على كل مسلم أن يحافظ على الصلاة في وقتها، وأن يؤديها بخشوع وتدبر، وأن يجتنب جميع ما يفسدها أو ينقص من أجرها. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا من المقيمين للصلاة، ومن الذين هم على صلاتهم دائمون.

رابط الفيديو الأصلي: https://www.youtube.com/watch?v=JWP5UH0gqkg