من طبيب عيون إلى طاغية كيف سطّرت الصدفة مصير سوريا تحت حكم الأسد
من طبيب عيون إلى طاغية: كيف سطّرت الصدفة مصير سوريا تحت حكم الأسد؟
يثير فيديو اليوتيوب بعنوان من طبيب عيون إلى طاغية.. كيف سطّرت الصدفة مصير سوريا تحت حكم الأسد؟ تساؤلات جوهرية حول طبيعة السلطة والانتقال غير المتوقع لها، وكيف يمكن لحوادث وظروف غير متوقعة أن تشكل تاريخ أمة بأكملها. يتناول الفيديو، الذي يلقي الضوء على صعود بشار الأسد إلى السلطة في سوريا، قصة تحول غير عادي لشخص كان بعيداً عن عالم السياسة إلى قائد لدولة تعيش أزمات متتالية.
الفكرة الأساسية التي يطرحها الفيديو هي أن بشار الأسد لم يكن الخيار الأول لخلافة والده، حافظ الأسد. كان باسل الأسد، الشقيق الأكبر، هو الوريث المفترض وكان يتم إعداده لهذه المهمة. لكن حادثاً مأساوياً، وفاة باسل في حادث سيارة، قلب الموازين وغير مسار الأحداث بشكل جذري. هذا الحادث المفاجئ فتح الباب أمام بشار، طبيب العيون الذي كان يعيش حياة هادئة في لندن، للعودة إلى سوريا والدخول في معترك السياسة.
يستعرض الفيديو كيف تم تجهيز بشار سريعاً لتولي السلطة. تم إدخاله إلى الكلية العسكرية، وخضع لتدريب مكثف لتعويض سنوات الغياب عن المشهد السياسي. بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، تولى بشار السلطة وسط توقعات بإصلاحات سياسية واقتصادية. في البداية، ظهرت بعض البوادر الإيجابية، مثل السماح ببعض الحريات الإعلامية والاقتصادية، مما أثار الآمال في تغيير حقيقي.
لكن، كما يوضح الفيديو، سرعان ما تبددت هذه الآمال. استمر النظام في القبضة الأمنية الحديدية، وقمع أي معارضة. ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، كشف النظام عن وجهه القمعي بشكل كامل، واستخدم العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين، مما أدى إلى حرب أهلية مدمرة لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.
إن الفيديو يقدم تحليلاً تاريخياً مهماً لكيفية وصول بشار الأسد إلى السلطة، ويشير إلى أن الصدفة لعبت دوراً محورياً في هذا الصعود. ومع ذلك، يؤكد الفيديو أيضاً على أن طبيعة النظام السياسي القائم في سوريا، والموروث عن حافظ الأسد، كان له دور كبير في تحديد مسار الأحداث وتطورها. إنها قصة تحذر من مخاطر التوريث السياسي، وأهمية وجود مؤسسات ديمقراطية قوية تضمن انتقالاً سلمياً للسلطة، وتمنع تحول الأفراد إلى حكام مطلقين.
باختصار، يقدم الفيديو نظرة ثاقبة ومثيرة للتفكير في تاريخ سوريا الحديث، ويدعو إلى التأمل في كيفية تأثير الأحداث غير المتوقعة على مسار التاريخ، وأهمية التعلم من الماضي لتجنب تكرار الأخطاء.
مقالات مرتبطة