المبعوث الأممي لسوريا الأوضاع في سوريا ليست مرتبطة فقط بإيران وتركيا وروسيا
المبعوث الأممي لسوريا: الأوضاع في سوريا ليست مرتبطة فقط بإيران وتركيا وروسيا
في تصريح حديث، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا على أن الأزمة السورية ليست مجرد صراع محصور بين إيران وتركيا وروسيا، بل هي أزمة متعددة الأبعاد تتجاوز هذه القوى الإقليمية والدولية. هذا التصريح، الذي جاء في سياق مقابلة أو مؤتمر صحفي (كما يظهر في الفيديو المنشور على يوتيوب)، يلقي الضوء على تعقيدات المشهد السوري وتشابكاته المتداخلة.
غالباً ما يتم اختزال الصراع السوري في التدخلات الخارجية من قبل هذه الدول الثلاث المذكورة، مع التركيز على دعم إيران للنظام السوري، والعمليات العسكرية التركية في الشمال السوري، والدور الروسي المحوري في دعم الحكومة السورية عسكرياً وسياسياً. لكن المبعوث الأممي يشير إلى أن هذا التصور غير مكتمل، وأنه يتجاهل عوامل أخرى مؤثرة بنفس القدر، إن لم يكن أكثر.
من بين هذه العوامل، يمكن ذكر:
- الدور التاريخي والاستعماري: جذور الأزمة السورية تعود إلى فترة ما قبل التدخلات الإقليمية الحالية، وتشمل إرث الاستعمار والانقسامات الطائفية والعرقية التي عمقتها السياسات الداخلية.
- المسؤولية الداخلية: لا يمكن تجاهل مسؤولية النظام السوري في قمع الاحتجاجات الشعبية السلمية في بداية الأزمة، الأمر الذي أدى إلى تصاعد العنف وتحولها إلى حرب أهلية شاملة.
- الجماعات المتطرفة: ظهور وانتشار الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش وغيرها ساهم في تعقيد المشهد، وجذب مقاتلين أجانب من مختلف أنحاء العالم، مما أدى إلى تدويل الصراع.
- الجهات الفاعلة غير الحكومية: دور الميليشيات المحلية والجهوية، بالإضافة إلى الجماعات المسلحة المدعومة من قوى خارجية أخرى، يلعب دوراً هاماً في تحديد مسار الأحداث.
- التأثيرات الإقليمية والدولية الأخرى: دول أخرى، مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية، لها مصالح وتأثيرات في سوريا، سواء من خلال الدعم العسكري والمالي للمعارضة أو من خلال الدبلوماسية والضغط السياسي.
- الأزمة الإنسانية: الأزمة الإنسانية الهائلة التي خلفتها الحرب، بما في ذلك ملايين اللاجئين والنازحين، تخلق ضغوطاً هائلة على الدول المجاورة وعلى المجتمع الدولي، وتزيد من تعقيد الحل السياسي.
تصريح المبعوث الأممي يهدف إلى التأكيد على ضرورة اتباع نهج شامل لحل الأزمة السورية، يأخذ في الاعتبار جميع هذه العوامل المتداخلة، ولا يركز فقط على التدخلات الإقليمية والدولية. إن الحل السياسي المستدام في سوريا يتطلب حواراً شاملاً بين جميع الأطراف السورية، وبدعم من المجتمع الدولي، مع التركيز على معالجة جذور الأزمة، وضمان حقوق جميع السوريين، وتحقيق المصالحة الوطنية.
إن تجاهل هذه الحقائق سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع، وتفاقم المعاناة الإنسانية، وتقويض الاستقرار الإقليمي. لذلك، من الضروري أن يتبنى المجتمع الدولي رؤية أكثر شمولية وتعقيداً للأزمة السورية، وأن يعمل على إيجاد حل سياسي عادل ودائم يلبي تطلعات الشعب السوري.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة