تصاعد الحراك الإسرائيلي الرافض لحرب غزة.. ما مآلاته؟

شهدت إسرائيل، منذ بداية حرب غزة، حراكًا متصاعدًا يعبّر عن رفض قطاعات من المجتمع الإسرائيلي لهذه الحرب وتداعياتها. يطرح هذا الحراك تساؤلات مهمة حول مآلاته المحتملة وتأثيره على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

يتخذ هذا الحراك أشكالاً متعددة، منها المظاهرات والاعتصامات التي تنظمها منظمات حقوقية وناشطون يساريون، بالإضافة إلى الأصوات المنتقدة التي ترتفع من داخل الأحزاب السياسية المعارضة وحتى من بعض الأوساط الأكاديمية والإعلامية. وتتراوح مطالب هذه الحركات بين الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإيجاد حل سياسي للصراع يضمن حقوق الفلسطينيين.

لا شك أن هذا الحراك يواجه تحديات كبيرة. فالرأي العام الإسرائيلي، في معظمه، ما زال يدعم الحرب، خاصة في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من غزة. كما أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتخذ موقفًا متصلبًا وترفض أي تنازلات للفلسطينيين. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يتم تصوير المعارضين للحرب على أنهم خونة أو متعاطفين مع الإرهاب، مما يزيد من صعوبة عملهم.

ومع ذلك، فإن استمرار هذا الحراك وتصاعده يحمل دلالات مهمة. فهو يشير إلى وجود قطاع من المجتمع الإسرائيلي يرفض منطق الحرب والعنف، ويدعو إلى حلول سلمية للصراع. وقد يساهم هذا الحراك، على المدى الطويل، في تغيير الرأي العام الإسرائيلي، وفي الضغط على الحكومة لتبني سياسات أكثر اعتدالاً تجاه الفلسطينيين.

إن مآلات هذا الحراك غير واضحة بعد. فمن الممكن أن يضعف ويتلاشى مع مرور الوقت، خاصة إذا لم يتمكن من تحقيق مكاسب ملموسة. ولكن من الممكن أيضًا أن يستمر في النمو والتوسع، وأن يصبح قوة مؤثرة في السياسة الإسرائيلية. وفي كلتا الحالتين، فإن وجود هذا الحراك يمثل بصيص أمل في مستقبل أكثر سلامًا وعدلاً في المنطقة.

الرابط للفيديو الأصلي: https://www.youtube.com/watch?v=NFzxelHefNo