ندم السنوار على طوفان الأقصى هل يعيد الحياة لغزة كما كانت
ندم السنوار على طوفان الأقصى: هل يعيد الحياة لغزة كما كانت؟
تسببت الحرب الدائرة في غزة، والتي اندلعت إثر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، في دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح. وقد أثارت هذه الأحداث نقاشًا واسعًا حول جدوى العملية، وتداعياتها على مستقبل القطاع المحاصر. ومؤخرًا، ظهرت تكهنات حول ما إذا كان يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، قد بدأ يشعر بالندم على إطلاق هذه العملية، وما إذا كان هذا الندم يمكن أن يفتح الباب أمام حلول تعيد الحياة إلى طبيعتها في غزة.
الرابط التالي يقود إلى فيديو يوتيوب يناقش هذا الموضوع بالتفصيل: https://www.youtube.com/watch?v=ymj6TmnKBRo
تحليل التكهنات حول ندم السنوار
إن فكرة ندم السنوار على طوفان الأقصى هي فكرة معقدة ومثيرة للجدل. فمن ناحية، لم يصدر عن السنوار أو أي قيادي في حماس أي تصريح رسمي يعبر عن الندم. بل على العكس، استمرت الحركة في التعبير عن قناعتها بصحة قرارها، وتأكيدها على أن العملية كانت ضرورية لمواجهة الحصار الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى. ومع ذلك، فإن حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بغزة، والتي فاقت كل التوقعات، قد تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن السنوار قد يكون بدأ يراجع حساباته.
تستند التكهنات حول ندم السنوار إلى عدة عوامل، منها:
- حجم الدمار الهائل في غزة: لقد تحولت أحياء بأكملها في غزة إلى أنقاض، وتشرد مئات الآلاف من السكان. كما تضررت البنية التحتية بشكل كبير، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه. هذا الدمار غير المسبوق يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المكاسب التي حققتها حماس من العملية تستحق هذا الثمن الباهظ.
- الخسائر البشرية الفادحة: لقد فقد الآلاف من الفلسطينيين حياتهم، معظمهم من المدنيين الأبرياء. كما أصيب عشرات الآلاف بجروح خطيرة. هذه الخسائر البشرية تترك جراحًا عميقة في المجتمع الفلسطيني، وقد تدفع البعض إلى التساؤل عما إذا كان من الممكن تجنبها.
- العزلة الدولية المتزايدة لحماس: لقد أدت عملية طوفان الأقصى إلى زيادة العزلة الدولية لحماس، وتصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول. هذا الأمر يجعل من الصعب على الحركة الحصول على الدعم المالي والسياسي الذي تحتاجه لإعادة بناء غزة.
- الضغوط الداخلية المتزايدة: قد يواجه السنوار ضغوطًا داخلية متزايدة من قبل الفصائل الفلسطينية الأخرى، وكذلك من قبل السكان المدنيين الذين تضرروا بشدة من الحرب. هذه الضغوط قد تدفعه إلى البحث عن حلول سياسية تنهي الحرب وتعيد الحياة إلى طبيعتها في غزة.
هل يمكن لندم السنوار أن يعيد الحياة لغزة كما كانت؟
حتى لو كان السنوار يشعر بالندم على إطلاق عملية طوفان الأقصى، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيكون قادرًا على إعادة الحياة إلى غزة كما كانت. فالوضع في غزة معقد للغاية، ويتأثر بعوامل متعددة، منها:
- موقف إسرائيل: تلعب إسرائيل دورًا حاسمًا في مستقبل غزة. فإسرائيل تسيطر على المعابر الحدودية، وتفرض حصارًا على القطاع منذ سنوات. إذا لم ترفع إسرائيل الحصار، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد البناء، فمن المستحيل إعادة بناء غزة.
- موقف المجتمع الدولي: يحتاج إعادة بناء غزة إلى دعم مالي وسياسي كبير من المجتمع الدولي. إذا لم يقدم المجتمع الدولي هذا الدعم، فسيستغرق الأمر سنوات طويلة لإعادة بناء القطاع.
- وحدة الصف الفلسطيني: تحتاج غزة إلى حكومة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة القطاع بكفاءة وفعالية. إذا استمر الانقسام الفلسطيني بين حماس والسلطة الفلسطينية، فسيكون من الصعب تحقيق الاستقرار والتنمية في غزة.
- نزع سلاح حماس: تعتبر إسرائيل والعديد من الدول الأخرى أن نزع سلاح حماس شرط أساسي لتحقيق السلام والاستقرار في غزة. إذا لم يتم نزع سلاح حماس، فستظل غزة مهددة بالصراعات المسلحة في المستقبل.
بالنظر إلى هذه العوامل، يبدو أن إعادة الحياة إلى غزة كما كانت مهمة صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة. فالحرب الدائرة قد غيرت الواقع في غزة بشكل جذري، وتركت جراحًا عميقة في المجتمع الفلسطيني. ومع ذلك، فإن ذلك لا يعني أن الأمل قد فقد تمامًا. فإذا توفرت الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف المعنية، وإذا تم بذل جهود حقيقية لإعادة بناء غزة وتحقيق السلام والاستقرار، فمن الممكن أن يتحقق مستقبل أفضل للقطاع المحاصر.
الخلاصة
إن التكهنات حول ندم السنوار على إطلاق عملية طوفان الأقصى هي مجرد تكهنات، ولا يوجد دليل قاطع عليها. ومع ذلك، فإن حجم الدمار والمعاناة التي لحقت بغزة، والعزلة الدولية المتزايدة لحماس، والضغوط الداخلية المتزايدة، قد تدفع البعض إلى الاعتقاد بأن السنوار قد يكون بدأ يراجع حساباته. وحتى لو كان السنوار يشعر بالندم، فإن إعادة الحياة إلى غزة كما كانت مهمة صعبة للغاية، وتتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية. فإسرائيل والمجتمع الدولي والفلسطينيون أنفسهم يجب أن يعملوا معًا لإعادة بناء غزة وتحقيق السلام والاستقرار في القطاع المحاصر.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة