هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أجندة إيرانية أم أهداف داخلية الكاتب الصحفي هاني مسهور يجيب
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر: أجندة إيرانية أم أهداف داخلية؟ تحليل بناءً على رؤية هاني مسهور
يشكل البحر الأحمر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، وممرًا مائيًا بالغ الأهمية يربط بين الشرق والغرب، ويحمل عبره نسبة كبيرة من النفط والغاز والبضائع الأخرى. ومع تصاعد حدة الصراع في اليمن، أصبحت هذه المنطقة مسرحًا لتوترات متزايدة، خاصة مع تزايد هجمات جماعة الحوثي على السفن التجارية والعسكرية المارة عبر البحر الأحمر. يثير هذا الوضع تساؤلات جوهرية حول دوافع هذه الهجمات، وهل هي نابعة من أجندة إيرانية تدعمها، أم أنها تهدف إلى تحقيق أهداف داخلية بحتة تخص الصراع اليمني نفسه؟
يعرض فيديو بعنوان هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أجندة إيرانية أم أهداف داخلية الكاتب الصحفي هاني مسهور يجيب (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=AsRlD4z2ask) تحليلًا معمقًا لهذه القضية من وجهة نظر الكاتب الصحفي هاني مسهور، الذي يقدم رؤية تستند إلى خبرته الطويلة في الشأن اليمني والمنطقة. سنحاول في هذا المقال استعراض أهم النقاط التي تناولها مسهور، وتحليلها وتقييمها في سياق الوضع الإقليمي والدولي.
الأجندة الإيرانية: دعم وتمويل وتوجيه
لا يمكن إنكار دور إيران في دعم جماعة الحوثي، سواء بالمال أو السلاح أو التدريب. يعتبر مسهور، وغيره من المحللين، أن إيران تستغل الصراع في اليمن لتعزيز نفوذها في المنطقة، وخلق نقطة ضغط استراتيجية على دول الخليج والمجتمع الدولي. تعتبر إيران الحوثيين وكيلًا لها في المنطقة، وتستخدمهم لتحقيق أهدافها الخاصة، بما في ذلك:
- تهديد الملاحة الدولية: عبر استهداف السفن في البحر الأحمر، تسعى إيران إلى إرسال رسالة مفادها أنها قادرة على تعطيل حركة التجارة العالمية، وأنها قوة لا يمكن تجاهلها في المنطقة.
- الضغط على السعودية: تعتبر السعودية خصمًا إقليميًا لإيران، ويدعم الحوثيون إيران في حربها بالوكالة ضد السعودية في اليمن. تهدف الهجمات في البحر الأحمر إلى الضغط على السعودية لتقديم تنازلات في المفاوضات، وتخفيف الضغط العسكري على الحوثيين في اليمن.
- تعزيز نفوذها في المنطقة: من خلال دعم الحوثيين، تسعى إيران إلى ترسيخ وجودها في اليمن، وتحويله إلى قاعدة انطلاق لعملياتها في المنطقة.
يشير مسهور في تحليله إلى أن الدعم الإيراني للحوثيين ليس مجرد دعم مادي، بل هو دعم استراتيجي وتكتيكي، حيث تقدم إيران للحوثيين الخبرة والتدريب اللازمين لتطوير قدراتهم العسكرية، بما في ذلك القدرة على استهداف السفن في البحر الأحمر. كما أن إيران تقدم للحوثيين الدعم السياسي والإعلامي، وتدافع عنهم في المحافل الدولية.
الأهداف الداخلية: السيطرة والبقاء
بالإضافة إلى الأجندة الإيرانية، يرى مسهور أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تهدف أيضًا إلى تحقيق أهداف داخلية، تتعلق بالصراع اليمني نفسه. من بين هذه الأهداف:
- تعزيز موقعهم التفاوضي: يسعى الحوثيون من خلال هذه الهجمات إلى إجبار الأطراف الأخرى على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بشروطهم، وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
- إظهار القوة: تهدف الهجمات إلى إظهار قوة الحوثيين وقدرتهم على التأثير في الأحداث، وإثبات أنهم قوة لا يمكن تجاهلها في اليمن.
- حشد الدعم الشعبي: يحاول الحوثيون من خلال هذه الهجمات حشد الدعم الشعبي لهم، من خلال تصوير أنفسهم على أنهم يدافعون عن اليمن ضد التدخل الأجنبي.
- تشتيت الانتباه عن المشاكل الداخلية: تواجه المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، وتسعى الجماعة من خلال هذه الهجمات إلى تشتيت الانتباه عن هذه المشاكل، وتحويل الأنظار إلى الصراع الخارجي.
يشير مسهور إلى أن الحوثيين يستخدمون خطابًا وطنيًا ودينيًا لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر، ويصورون أنفسهم على أنهم يدافعون عن اليمن ضد العدوان السعودي الأمريكي. كما أنهم يستغلون معاناة الشعب اليمني بسبب الحرب والحصار لحشد الدعم لهم، وتجنيد المزيد من المقاتلين.
توازن المصالح: تقاطع الأهداف
يؤكد مسهور أن العلاقة بين إيران والحوثيين هي علاقة توازن مصالح، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه الخاصة، ولكن في إطار تعاون وتنسيق. تستفيد إيران من الحوثيين لتحقيق أهدافها الإقليمية، ويستفيد الحوثيون من الدعم الإيراني لتعزيز قوتهم وتحقيق أهدافهم الداخلية.
يرى مسهور أن هذه العلاقة معقدة ومتغيرة، وتخضع لظروف الصراع في اليمن والوضع الإقليمي. قد تتغير أولويات كل طرف مع مرور الوقت، وقد تنشأ خلافات بينهما في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام، العلاقة بين إيران والحوثيين هي علاقة استراتيجية طويلة الأمد.
تداعيات الهجمات على الأمن الإقليمي والدولي
لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، حيث تهدد حركة الملاحة الدولية، وترفع تكلفة التأمين على السفن، وتزيد من التوترات في المنطقة. كما أنها تزيد من خطر نشوب صراع أوسع نطاقًا، قد يجر دولًا أخرى إلى الحرب.
يرى مسهور أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف هذه الهجمات، وحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر. كما أنه يدعو إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
الحلول المقترحة: طريق نحو السلام
يقدم مسهور في تحليله بعض الحلول المقترحة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتحقيق السلام في اليمن، من بينها:
- تكثيف الجهود الدبلوماسية: يدعو مسهور إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل في اليمن، يضمن مشاركة جميع الأطراف في السلطة، ويحقق الأمن والاستقرار في البلاد.
- فرض عقوبات على الحوثيين: يدعو مسهور إلى فرض عقوبات دولية على قادة الحوثيين المتورطين في هجمات البحر الأحمر، ومصادرة أصولهم، ومنعهم من السفر.
- تقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني: يدعو مسهور إلى تقديم الدعم الإنساني للشعب اليمني، الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة، وتوفير الغذاء والدواء والمأوى للنازحين والمتضررين من الحرب.
- تعزيز الأمن البحري: يدعو مسهور إلى تعزيز الأمن البحري في البحر الأحمر، من خلال زيادة الدوريات البحرية، وتوفير الحماية للسفن التجارية، وتبادل المعلومات بين الدول المعنية.
يؤكد مسهور أن الحل العسكري ليس هو الحل الأمثل للأزمة اليمنية، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد القادر على تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
خلاصة
في الختام، يمكن القول أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هي نتيجة لتداخل أجندة إيرانية وأهداف داخلية، حيث تستغل إيران الصراع في اليمن لتعزيز نفوذها في المنطقة، ويسعى الحوثيون إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية من خلال هذه الهجمات. لهذه الهجمات تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، وتتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقفها، وتحقيق السلام في اليمن. تحليل هاني مسهور يقدم رؤية متوازنة ومستنيرة لهذه القضية المعقدة، ويساهم في فهم أبعادها المختلفة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة