رعب غزة: اضطرابات نفسية تلاحق جنود الاحتلال

يثير فيديو منشور على اليوتيوب بعنوان يتبولون على أنفسهم ويعانون من الكوابيس .. رعب معارك غزة يصيب عددا من جنود الاحتلال باضطرابات نفسية تساؤلات خطيرة حول الأثر النفسي المدمر الذي خلفته العمليات العسكرية في غزة على الجنود المشاركين فيها. الفيديو، الذي سرعان ما انتشر على نطاق واسع، يسلط الضوء على شهادات مزعومة لجنود إسرائيليين يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) نتيجة لتجاربهم القتالية في القطاع المحاصر.

يدعي الفيديو أن العديد من الجنود يعانون من أعراض حادة تشمل التبول اللاإرادي، والكوابيس المتكررة، والقلق الشديد، والاكتئاب، وحتى نوبات الهلع. كما يزعم الفيديو أن هذه الأعراض تعكس بشدة وحشية المعارك التي شهدوها، والظروف القاسية التي عايشوها، والخوف الدائم من الموت والإصابة.

من المهم التأكيد على أن صحة هذه الادعاءات الواردة في الفيديو تحتاج إلى تحقيق مستقل وموثوق. فغالباً ما تكون المعلومات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك المتعلقة بالنزاعات المسلحة، عرضة للتضليل والدعاية المغرضة. ومع ذلك، فإن الفيديو يثير قضية مهمة وحساسة وهي الأثر النفسي للحروب على الجنود المشاركين فيها.

لا شك أن المشاركة في العمليات العسكرية، وخاصة تلك التي تشهد قتالا عنيفا وتؤدي إلى خسائر في الأرواح، تترك ندوبا عميقة في نفوس الجنود. فمشاهدة الموت والدمار، والتعرض للخطر الدائم، وتحمل مسؤولية إيذاء الآخرين، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة وطويلة الأمد.

إن الاعتراف بهذه المشكلة وتقديم الدعم النفسي المناسب للجنود العائدين من مناطق النزاع أمر ضروري لضمان تعافيهم واندماجهم مجددا في المجتمع. يجب على الحكومات والمؤسسات العسكرية والمجتمع المدني العمل معا لتوفير برامج علاجية شاملة ومتخصصة للجنود الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة وغيرها من المشكلات النفسية المتعلقة بالحروب.

بغض النظر عن صحة التفاصيل المحددة الواردة في الفيديو، فإن هذه القضية تذكرنا بالتكلفة البشرية الباهظة للنزاعات المسلحة، والتي لا تقتصر على الضحايا المدنيين بل تشمل أيضا الجنود المشاركين في القتال.