رامي منصور: إسرائيل تحاول استغلال الاستنفار الأميركي في المنطقة لاستدراج حزب الله

في تحليل متعمق ومثير للقلق، يطرح الباحث والمحلل السياسي رامي منصور في فيديو جديد على يوتيوب فرضية مفادها أن إسرائيل تسعى جاهدة لاستغلال حالة الاستنفار الأميركي المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط، بهدف استدراج حزب الله اللبناني إلى صراع عسكري واسع النطاق. ويعرض منصور حججه بطريقة منطقية مدعومة بمعطيات وتحليلات سياسية راهنة، مما يثير تساؤلات مهمة حول مستقبل المنطقة.

يركز منصور في تحليله على عدة نقاط رئيسية. أولاً، يشير إلى أن التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، والذي يتجلى في التعزيزات العسكرية الأميركية المتزايدة في المنطقة، يوفر غطاءً لإسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية قد تكون غير ممكنة في الظروف العادية. ويؤكد أن إسرائيل قد ترى في هذا الوضع فرصة سانحة لتصفية حسابات قديمة مع حزب الله، وتقويض قدراته العسكرية، دون أن تواجه رد فعل دولي قوياً.

ثانياً، يوضح منصور أن إسرائيل قد تكون حريصة على استغلال الوضع الحالي لجر حزب الله إلى معركة استنزاف طويلة الأمد. ويرى أن إسرائيل تدرك جيداً أن حزب الله يواجه ضغوطاً داخلية متزايدة في لبنان، بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة. ولذلك، قد تحاول إسرائيل استغلال هذه الضغوط لإضعاف حزب الله من خلال إشراكه في صراع عسكري مكلف يستهلك موارده ويهدد استقراره.

ثالثاً، لا يستبعد منصور أن تكون إسرائيل تسعى إلى تغيير قواعد اللعبة في المنطقة من خلال توجيه ضربة قاصمة لحزب الله، بهدف إعادة رسم خريطة النفوذ والقوة في المنطقة. ويشير إلى أن إسرائيل قد ترى في حزب الله تهديداً وجودياً لأمنها القومي، وأنها قد تكون مستعدة لاتخاذ خطوات جريئة للتخلص من هذا التهديد، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة باندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.

بالطبع، يقر منصور بأن هذه الفرضية قد تكون مجرد سيناريو محتمل، وأن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على مسار الأحداث في المنطقة. ومع ذلك، فهو يحذر من أن المخاطر حقيقية، وأن على المجتمع الدولي أن يكون على أهبة الاستعداد لمنع اندلاع صراع عسكري جديد في الشرق الأوسط. ويدعو إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات ونزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان.

ختاماً، يقدم فيديو رامي منصور تحليلاً مثيراً للتفكير حول الأهداف المحتملة لإسرائيل في ظل الوضع الإقليمي الراهن. ويثير أسئلة مهمة حول مستقبل المنطقة، ويحث على ضرورة الحذر واليقظة لتجنب كارثة إنسانية.