مقابر لبنان لم تسلم من العدوان الإسرائيلي والأهالي يواجهون صعوبات في دفن ذويهم
مقابر لبنان لم تسلم من العدوان الإسرائيلي والأهالي يواجهون صعوبات في دفن ذويهم
الرابط للفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=MbotBntbRKI
لطالما كانت المقابر في مختلف الثقافات والحضارات أماكن مقدسة تحظى بالاحترام والتبجيل. فهي تمثل مثوى الأموات، ومكانًا للذكرى والتأمل، وروابط تربط الأحياء بالراحلين. إلا أن العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، والذي وثقه هذا الفيديو المنشور على يوتيوب، يظهر انتهاكًا صارخًا لهذه القدسية، حيث لم تسلم حتى المقابر من قصفه وتدميره، مما يضاعف من معاناة الأهالي ويزيد من صعوباتهم في دفن ذويهم وتأبينهم.
الفيديو الوثائقي المشار إليه، والذي يحمل عنوان مقابر لبنان لم تسلم من العدوان الإسرائيلي والأهالي يواجهون صعوبات في دفن ذويهم، يلقي الضوء على حجم الدمار الذي لحق بالمقابر في المناطق الحدودية الجنوبية من لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي. يظهر الفيديو مشاهد مؤلمة لقبور مدمرة، وشواهد متناثرة، وأضرحة مهدمة، مما يعكس حجم الاستهداف المتعمد لهذه الأماكن المقدسة. لا يقتصر الأمر على تدمير القبور فحسب، بل يتعداه إلى تعطيل إجراءات الدفن الطبيعية، حيث يواجه الأهالي صعوبات جمة في الوصول إلى المقابر بسبب القصف المستمر، والخوف من التعرض للخطر، وتدمير الطرق المؤدية إليها.
إن استهداف المقابر في أي صراع مسلح يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر بشكل قاطع استهداف الأعيان المدنية، بما في ذلك أماكن العبادة والمقابر. فالمقابر تمثل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات، وتدميرها يعتبر اعتداءً على الذاكرة الجماعية وإهانة لمشاعر الناس ومعتقداتهم. إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من جرائم حرب في لبنان، بما في ذلك استهداف المقابر، يستدعي إدانة دولية واسعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
يبرز الفيديو أيضًا معاناة الأهالي في المناطق المتضررة، حيث يتحدثون بحرقة وأسى عن فقدانهم لأحبتهم وصعوبة دفنهم بشكل لائق. يروون قصصًا مؤلمة عن اضطرارهم إلى تأجيل دفن الموتى بسبب القصف المستمر، أو دفنهم في أماكن بديلة وغير مجهزة، أو حتى دفنهم سرًا خوفًا من التعرض للخطر. هذه المعاناة تضاعف من الفجيعة والألم الذي يشعر به الأهالي، وتزيد من شعورهم بالظلم واليأس.
بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية التي يواجهها الأهالي في دفن ذويهم، يواجهون أيضًا صعوبات نفسية واجتماعية كبيرة. فالمقابر تمثل مكانًا للزيارة والتأبين، حيث يذهب الناس لقراءة الفاتحة على أرواح موتاهم، وتقديم العزاء لأسرهم، وتقاسم الذكريات معهم. إلا أن تدمير المقابر يحرم الأهالي من هذا الحق، ويجعلهم يشعرون بفقدان جزء من تاريخهم وهويتهم. كما أن تدمير القبور يثير لديهم مشاعر الغضب والحزن والإحباط، ويجعلهم يشعرون بأن موتاهم لم يسلموا حتى وهم في قبورهم.
إن استهداف المقابر في لبنان ليس مجرد حادث عرضي، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير البنية التحتية للمجتمع اللبناني، وزرع الخوف والرعب في قلوب الناس، وتقويض مقومات صمودهم. هذه السياسة تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين في لبنان، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
إن ما يحدث في لبنان من تدمير للمقابر واستهداف للمدنيين يذكرنا بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في فلسطين المحتلة، حيث قامت بتدمير العديد من المقابر الإسلامية والمسيحية، وحولت بعضها إلى حدائق عامة أو مواقف للسيارات. هذه الممارسات تعكس عقلية استعمارية عنصرية تهدف إلى محو الذاكرة الفلسطينية وتغيير هوية الأرض. يجب على العالم أن يقف في وجه هذه الممارسات، وأن يدعم حق الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني في العيش بكرامة وأمان على أرضهم.
الفيديو الذي نحن بصدده يمثل صرخة استغاثة من الأهالي في المناطق المتضررة، ونداء إلى الضمير الإنساني لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وحماية المدنيين، واحترام حرمة المقابر. يجب علينا جميعًا أن نساهم في نشر هذا الفيديو، وإيصال صوت هؤلاء الأهالي إلى العالم أجمع، لعلنا نتمكن من إحداث تغيير إيجابي، ووقف هذه الجرائم البشعة.
إن تدمير المقابر في لبنان هو تذكير لنا جميعًا بأهمية الحفاظ على الذاكرة والتاريخ، واحترام حقوق الإنسان، والوقوف في وجه الظلم والعدوان. يجب علينا أن نتعلم من هذه الأحداث، وأن نعمل معًا من أجل بناء عالم يسوده السلام والعدل والمساواة، عالم يحترم فيه حق كل إنسان في العيش بكرامة وأمان، وفي دفن موتاه بسلام.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن نعبر عن تضامننا الكامل مع الأهالي في المناطق المتضررة، وأن نؤكد لهم أننا لن ننساهم ولن نخذلهم. سنظل إلى جانبهم في محنتهم، وسندعمهم بكل ما أوتينا من قوة حتى يتمكنوا من إعادة بناء حياتهم، وتجاوز هذه المحنة الصعبة.
مقالات مرتبطة