Now

بايدن يجب أن نقضي على حماس كما فعلنا مع بن لادن

تحليل لتصريح بايدن حول حماس وبن لادن: سياقات ودلالات وردود أفعال

يشكل تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يربط فيه بين حركة حماس وأسامة بن لادن، والذي انتشر على نطاق واسع بعد نشره على موقع يوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=9m8h3GMCxB0)، موضوعًا بالغ الأهمية يستدعي تحليلًا معمقًا. لا يتعلق الأمر هنا بمجرد مقارنة عابرة، بل يتعلق بتحديد السياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع قضايا معقدة مثل الإرهاب والصراع الفلسطيني الإسرائيلي. هذا المقال يسعى إلى تفكيك هذا التصريح، والكشف عن سياقاته، ودلالاته المحتملة، وردود الأفعال التي أثارها.

سياق التصريح: الحرب على غزة وتصاعد التوتر

يأتي هذا التصريح في خضم حرب مدمرة في قطاع غزة، اندلعت عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس. هذه العملية وما تبعها من رد فعل إسرائيلي عنيف، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية في القطاع. وسط هذه الأزمة الإنسانية، تعرضت الإدارة الأمريكية لضغوط متزايدة من مختلف الأطراف. فمن جهة، هناك ضغوط داخلية وخارجية تدعوها إلى دعم إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها. ومن جهة أخرى، هناك ضغوط مماثلة تدعوها إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفلسطينيين، والانخراط في حل سياسي عادل وشامل.

في هذا السياق، يهدف تصريح بايدن إلى تحقيق عدة أهداف. أولاً، هو بمثابة رسالة دعم قوية لإسرائيل، وتأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمنها. ثانيًا، هو محاولة لتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، من خلال تصوير حماس كتهديد وجودي مماثل لتهديد تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن. ثالثًا، هو ربما يهدف إلى تهدئة الرأي العام الأمريكي المتخوف من توسع الصراع في المنطقة، من خلال التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تسمح بانتشار الإرهاب وتزعزع الاستقرار.

دلالات التصريح: مقارنة معقدة ومثيرة للجدل

المقارنة بين حماس وبن لادن تحمل دلالات عميقة، وتثير العديد من التساؤلات. فمن ناحية، يمكن القول إن كلا التنظيمين يتبنى أيديولوجية متطرفة، ويعتمد العنف كوسيلة لتحقيق أهدافه. فتنظيم القاعدة، بزعامة بن لادن، نفذ هجمات إرهابية واسعة النطاق استهدفت المدنيين في مختلف أنحاء العالم، بينما نفذت حماس عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بما في ذلك عمليات استهدفت المدنيين الإسرائيليين. وكلا التنظيمين يتمتع بدعم شعبي في أوساط معينة، ويعتبر نفسه مدافعًا عن قضايا عادلة.

ولكن من ناحية أخرى، هناك اختلافات جوهرية بين حماس وبن لادن. فحماس هي حركة مقاومة وطنية، تسعى إلى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. بينما كان تنظيم القاعدة تنظيمًا عابرًا للحدود، يسعى إلى إقامة خلافة إسلامية عالمية. حماس تعمل بشكل رئيسي في الأراضي الفلسطينية، بينما كان تنظيم القاعدة ينشط في مناطق مختلفة من العالم. والأهم من ذلك، أن حماس فازت بانتخابات ديمقراطية في قطاع غزة عام 2006، بينما لم يتمتع تنظيم القاعدة بأي شرعية سياسية.

لذلك، فإن المقارنة بين حماس وبن لادن هي مقارنة معقدة ومثيرة للجدل. فهي تتجاهل السياقات التاريخية والسياسية المختلفة التي نشأ فيها كل تنظيم، وتختزل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى مجرد صراع بين الخير والشر. كما أنها تتجاهل حقيقة أن حماس تمثل جزءًا من الشعب الفلسطيني، وأن لها مطالب مشروعة يجب تلبيتها.

ردود الأفعال: استياء وغضب وتأييد مشروط

أثار تصريح بايدن ردود أفعال متباينة في مختلف أنحاء العالم. ففي العالم العربي والإسلامي، قوبل التصريح باستياء وغضب شديدين. واعتبر العديد من المراقبين أن التصريح يمثل انحيازًا سافرًا لإسرائيل، وتجاهلًا للحقوق الفلسطينية. كما أنتقدوا المقارنة بين حماس وبن لادن، واعتبروها محاولة لتشويه صورة الحركة وتبرير العدوان الإسرائيلي.

أما في إسرائيل، فقد قوبل التصريح بتأييد مشروط. فقد رحبت الحكومة الإسرائيلية بتصريح بايدن، واعتبرته دليلًا على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. ولكن بعض المراقبين الإسرائيليين انتقدوا التصريح، واعتبروه غير كافٍ، وطالبوا الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حماس.

وفي الولايات المتحدة، أثار التصريح انقسامًا في الرأي العام. فبينما أيد العديد من الأمريكيين التصريح، واعتبروه ضروريًا لمحاربة الإرهاب، انتقد آخرون التصريح، واعتبروه مبالغًا فيه، ويؤدي إلى تفاقم الصراع في المنطقة.

الخلاصة: تصريح يحمل في طياته مخاطر جمة

تصريح بايدن الذي يربط فيه بين حماس وبن لادن هو تصريح يحمل في طياته مخاطر جمة. فهو لا يساعد على فهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل يزيد من تعقيده وتأزيمه. كما أنه لا يساهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بل يشجع على العنف والتطرف. والأهم من ذلك، أنه يتجاهل حقيقة أن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية، تتطلب حلًا سياسيًا عادلًا وشاملًا، وليس حلًا عسكريًا.

إن الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو حل الدولتين، الذي يضمن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على أراضيهم المحتلة عام 1967، ويعيشون فيها بسلام وأمان مع إسرائيل. هذا الحل يتطلب من جميع الأطراف التخلي عن العنف والتطرف، والانخراط في مفاوضات جادة وصادقة، برعاية دولية. ويتطلب أيضًا من الولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكثر حيادية ونزاهة في عملية السلام، وأن تضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال والالتزام بالقانون الدولي.

بدلًا من مقارنة حماس ببن لادن، يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بحقيقة أن حماس هي جزء من الشعب الفلسطيني، وأن لها مطالب مشروعة يجب تلبيتها. يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط في حوار مع حماس، وأن تحاول إقناعها بالتخلي عن العنف والالتزام بالعمل السياسي السلمي. يجب على الولايات المتحدة أيضًا أن تدعم جهود المصالحة الفلسطينية، وأن تساعد على توحيد الصف الفلسطيني، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

إن تصريح بايدن يمثل فرصة ضائعة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. يجب على الإدارة الأمريكية أن تعيد النظر في سياستها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تتبنى نهجًا أكثر واقعية وعقلانية، يرتكز على احترام الحقوق الفلسطينية، والالتزام بالقانون الدولي، والدعوة إلى حل سياسي عادل وشامل.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا