ذعر في أوروبا من احتمال فوز ترامب ونائبه فانس ووقف دعم أوكرانيا

ذعر في أوروبا من احتمال فوز ترامب ونائبه فانس ووقف دعم أوكرانيا: تحليل معمق

يشكل الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان ذعر في أوروبا من احتمال فوز ترامب ونائبه فانس ووقف دعم أوكرانيا (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=_HeLfpsXeZY) نافذة هامة على حالة القلق المتزايدة في أوساط القيادات السياسية والمحللين الاستراتيجيين في القارة الأوروبية. هذا القلق ينبع من احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، مصحوبًا بنائبه المحتمل جي. دي. فانس، وما يحمله هذا الاحتمال من تداعيات كارثية على الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وعلى مستقبل العلاقات عبر الأطلسي بشكل عام. هذا المقال يسعى إلى تحليل أبعاد هذا الذعر الأوروبي، والأسباب الكامنة وراءه، والتأثيرات المحتملة على الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم.

الأسباب الكامنة وراء الذعر الأوروبي

إن الذعر الأوروبي المتصاعد ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة تراكم تجارب سابقة مع إدارة ترامب الأولى، والتي تميزت بسياسات خارجية غير متوقعة، واتجاه نحو الانعزالية، وتقويض للمؤسسات الدولية، ونظرة مختلفة تمامًا للعلاقات مع الحلفاء الأوروبيين. هناك عدة عوامل تساهم في هذا القلق العميق:

• سياسات ترامب الانعزالية: خلال فترة رئاسته الأولى، أظهر ترامب ميلًا واضحًا نحو الانعزالية، وشكك في جدوى التحالفات التقليدية للولايات المتحدة، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو). هدد ترامب بالانسحاب من الناتو، وطالب الدول الأوروبية بزيادة مساهماتها المالية بشكل كبير، مما أثار شكوكًا حول التزام أمريكا بأمن أوروبا.
• العلاقات المتوترة مع أوروبا: اتسمت علاقات ترامب مع العديد من القادة الأوروبيين بالتوتر والبرود. انتقد ترامب سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية، وساند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مما أضعف الوحدة الأوروبية.
• الشكوك حول دعم أوكرانيا: لطالما أثار ترامب شكوكًا حول الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وألمح إلى أنه قد يوقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا، أو يضغط على كييف للتوصل إلى اتفاق مع روسيا بشروط غير مواتية.
• صعود جي. دي. فانس: اختيار جي. دي. فانس كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس يثير قلقًا إضافيًا. فانس معروف بآرائه المتطرفة، ونظرته المتشككة في التدخل الأمريكي في الشؤون الخارجية، ودعمه الصريح لسياسات ترامب.
• التأثير المحتمل على حلف الناتو: يعتبر حلف الناتو حجر الزاوية في الأمن الأوروبي. فوز ترامب وفانس قد يؤدي إلى إضعاف الحلف، وتقويض مصداقيته، مما يترك أوروبا أكثر عرضة للخطر.

التداعيات المحتملة لوقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا

يعد الدعم الأمريكي لأوكرانيا، سواء العسكري أو الاقتصادي أو الإنساني، عاملاً حاسمًا في قدرة أوكرانيا على مقاومة العدوان الروسي. وقف هذا الدعم، أو حتى تقليصه بشكل كبير، سيكون له تداعيات كارثية على أوكرانيا وعلى الأمن الأوروبي:

• انهيار المقاومة الأوكرانية: بدون الدعم الأمريكي، ستواجه أوكرانيا صعوبة بالغة في الحفاظ على قدراتها الدفاعية، وقد تضطر إلى التنازل عن المزيد من الأراضي لروسيا، أو حتى الاستسلام بالكامل.
• تصعيد الصراع: قد يؤدي الضعف الأوكراني إلى تشجيع روسيا على تصعيد الصراع، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية، مما يزيد من خطر اندلاع حرب أوسع في أوروبا.
• أزمة لاجئين جديدة: قد يؤدي تدهور الوضع في أوكرانيا إلى موجة جديدة من اللاجئين الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية، مما يضع ضغوطًا إضافية على اقتصاداتها وأنظمتها الاجتماعية.
• تقويض الأمن الأوروبي: سيشجع النجاح الروسي في أوكرانيا دولًا أخرى ذات نزعة توسعية على تحدي النظام الدولي، وتهديد جيرانها، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في أوروبا والعالم.
• إضعاف مصداقية الولايات المتحدة: سيوجه وقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا ضربة قوية لمصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق به، ويقوض نفوذها في العالم.

ردود الفعل الأوروبية المحتملة

في مواجهة هذا التهديد الوجودي، من المرجح أن تتخذ الدول الأوروبية عدة خطوات لمواجهة هذا التحدي:

• زيادة الإنفاق الدفاعي: من المتوقع أن تزيد الدول الأوروبية من إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، لتعويض النقص المحتمل في الدعم الأمريكي، وتعزيز قدراتها العسكرية.
• تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي: ستسعى الدول الأوروبية إلى تعزيز التعاون الدفاعي فيما بينها، من خلال مبادرات مثل صندوق الدفاع الأوروبي، لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في مجال الأمن.
• البحث عن حلفاء جدد: قد تسعى الدول الأوروبية إلى بناء علاقات أوثق مع دول أخرى، مثل اليابان وأستراليا، لتعويض النفوذ الأمريكي المتراجع.
• الدبلوماسية المكثفة: ستبذل الدول الأوروبية جهودًا دبلوماسية مكثفة لإقناع ترامب وفانس بتغيير سياساتهما تجاه أوكرانيا وأوروبا، وتسليط الضوء على المخاطر المترتبة على وقف الدعم لأوكرانيا.
• دعم المقاومة الأوكرانية: حتى في حالة وقف الدعم الأمريكي، من المرجح أن تستمر الدول الأوروبية في تقديم الدعم لأوكرانيا، وإن كان بمستويات أقل، للحفاظ على قدرة أوكرانيا على المقاومة.

خلاصة

إن احتمال فوز ترامب وفانس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة يثير ذعرًا حقيقيًا في أوروبا، بسبب المخاوف من وقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وإضعاف حلف الناتو، وتقويض الأمن والاستقرار في القارة. هذا الذعر ليس مبالغًا فيه، بل هو انعكاس للواقع الجيوسياسي المعقد، والتحديات الوجودية التي تواجهها أوروبا في مواجهة العدوان الروسي. على الرغم من هذه التحديات، من المرجح أن تتخذ الدول الأوروبية خطوات استباقية لتعزيز قدراتها الدفاعية، وتعزيز التعاون فيما بينها، والبحث عن حلفاء جدد، ودعم المقاومة الأوكرانية، للحفاظ على أمنها واستقرارها في عالم مضطرب.