إسرائيل تصب الزيت على نار التصعيد بالسويداء ما الذي تريده من سوريا للخبر بقية
إسرائيل تصب الزيت على نار التصعيد بالسويداء: ما الذي تريده من سوريا؟ للخبر بقية
يشهد جنوب سوريا، وتحديداً محافظة السويداء، حراكاً شعبياً متصاعداً منذ أسابيع، مطالباً بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، ورافضاً للفساد والاستبداد. وبينما تتصاعد حدة هذه الاحتجاجات، تطفو على السطح اتهامات لإسرائيل بالوقوف وراء هذه الاضطرابات، أو على الأقل باستغلالها لتحقيق أهدافها الخاصة في سوريا. يطرح هذا المقال تحليلاً معمقاً للأوضاع في السويداء، مع التركيز على الدور المحتمل لإسرائيل، وأهدافها الخفية والمعلنة في سوريا، مستنداً إلى معطيات الواقع وتحليلات الخبراء، ومستلهماً من التحليلات المطروحة في الفيديو المعنون إسرائيل تصب الزيت على نار التصعيد بالسويداء: ما الذي تريده من سوريا؟ للخبر بقية.
السويداء: بؤرة التوتر والقلق
تعتبر السويداء محافظة ذات خصوصية في سوريا، نظراً لغالبية سكانها المنتمين للطائفة الدرزية. لطالما تميزت هذه المحافظة بنوع من الاستقلالية الذاتية، وقدرة نسبية على الحفاظ على تماسكها الاجتماعي والأمني، حتى في ظل الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد. إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور، وتزايد الضغوط المعيشية، وفشل الحكومة السورية في الاستجابة لمطالب السكان، أدى إلى تفجر الوضع، وخروج المظاهرات والاحتجاجات إلى العلن. تتسم هذه الاحتجاجات بالسلمية، وتعبر عن مطالب مشروعة، إلا أن هناك مخاوف من استغلالها من قبل جهات خارجية، تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
إسرائيل وسوريا: تاريخ من الصراع والعداء
لا يمكن فهم الأحداث الجارية في السويداء بمعزل عن تاريخ الصراع الطويل بين إسرائيل وسوريا. لطالما اعتبرت إسرائيل سوريا تهديداً لأمنها القومي، نظراً لدعمها للفصائل الفلسطينية المسلحة، وتحالفها مع إيران، واحتلالها للجولان السوري. ومنذ اندلاع الأزمة السورية، سعت إسرائيل إلى استغلال الوضع، لتقويض نفوذ إيران وحزب الله في سوريا، ومنع تحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق لعمليات عسكرية ضدها. نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على أهداف في سوريا، مدعية أنها تستهدف شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله، ومواقع عسكرية إيرانية. إلا أن هذه الغارات أدت أيضاً إلى سقوط ضحايا مدنيين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا.
الدور الإسرائيلي في السويداء: اتهامات وتحليلات
تتزايد الاتهامات لإسرائيل بالتدخل في الأزمة السورية، وبدعم الاحتجاجات في السويداء، بهدف زعزعة الاستقرار، وخلق واقع جديد يخدم مصالحها. يعتقد البعض أن إسرائيل تسعى إلى إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا، أو إلى تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة، ضعيفة ومتناحرة، بحيث لا تشكل تهديداً لها. يرى آخرون أن إسرائيل تسعى إلى الضغط على الحكومة السورية، لتقديم تنازلات في ملفات معينة، مثل ملف الأسرى والمفقودين، أو ملف التواجد الإيراني في سوريا. هناك أيضاً من يعتقد أن إسرائيل تستغل الأوضاع في السويداء، لخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني، تسهل عليها تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف معينة، أو لتجنيد عملاء ومتعاونين من السكان المحليين.
من الصعب تقديم دليل قاطع على تورط إسرائيل المباشر في الاحتجاجات في السويداء. إلا أن هناك العديد من المؤشرات التي تدعو إلى الشك والريبة. أولاً، إسرائيل لديها مصلحة واضحة في زعزعة الاستقرار في سوريا، وتقويض نفوذ إيران وحزب الله. ثانياً، إسرائيل لديها تاريخ طويل من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ودعم الجماعات المسلحة التي تخدم مصالحها. ثالثاً، هناك تقارير عن قيام إسرائيل بتقديم مساعدات مالية ولوجستية لجماعات معارضة سورية، تعمل في جنوب سوريا. رابعاً، هناك تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، تعبر عن دعمهم للاحتجاجات في السويداء، وتحذر الحكومة السورية من قمع المتظاهرين.
أهداف إسرائيل في سوريا: رؤية استراتيجية
يمكن تلخيص أهداف إسرائيل في سوريا في النقاط التالية:
- تقويض نفوذ إيران وحزب الله: تعتبر إسرائيل إيران وحزب الله تهديداً وجودياً لها، وتسعى إلى منع تحويل سوريا إلى قاعدة انطلاق لعمليات عسكرية ضدها.
- منع تهريب الأسلحة: تسعى إسرائيل إلى منع تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية، وتقوم بشن غارات جوية على شحنات الأسلحة المشتبه بها.
- الحفاظ على أمن الحدود: تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على أمن حدودها مع سوريا، ومنع تسلل المسلحين أو تهريب المخدرات.
- إقامة منطقة عازلة: تسعى إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا، لحماية مستوطناتها في الجولان المحتل، ومنع وقوع هجمات صاروخية أو عمليات تسلل.
- الضغط على الحكومة السورية: تسعى إسرائيل إلى الضغط على الحكومة السورية، لتقديم تنازلات في ملفات معينة، مثل ملف الأسرى والمفقودين، أو ملف التواجد الإيراني في سوريا.
الخبر بقية: سيناريوهات محتملة
لا يمكن التكهن بمستقبل الأوضاع في السويداء، أو بمستقبل الدور الإسرائيلي في سوريا. إلا أن هناك عدة سيناريوهات محتملة:
- تصاعد الاحتجاجات: قد تتصاعد الاحتجاجات في السويداء، وتنتشر إلى مناطق أخرى في سوريا، مما قد يؤدي إلى انهيار النظام السوري، أو إلى اندلاع حرب أهلية شاملة.
- قمع الاحتجاجات: قد تقوم الحكومة السورية بقمع الاحتجاجات في السويداء بالقوة، مما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا، وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
- تسوية سياسية: قد يتم التوصل إلى تسوية سياسية بين الحكومة السورية والمعارضة، تتضمن إصلاحات سياسية واقتصادية، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
- تدخل خارجي: قد تتدخل قوى خارجية في الأزمة السورية، لدعم طرف معين، أو لحماية مصالحها، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع، وتعقيد الأوضاع.
في الختام، تبقى الأوضاع في السويداء وفي سوريا عموماً معقدة ومتداخلة، وتتطلب تحليلاً دقيقاً وشاملاً، لفهم أبعادها المختلفة، وتحديد الجهات الفاعلة، وأهدافها الخفية والمعلنة. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، يضمن حقوق جميع السوريين، ويحقق الاستقرار والسلام في المنطقة.
مقالات مرتبطة