حرقوا الأدوية ونكلوا بالجثث أسيرة محررة تروي تفاصيل ما عايشوه أثناء الحصار على مشفى كمال عدوان
حرقوا الأدوية ونكلوا بالجثث: أسيرة محررة تروي تفاصيل ما عايشوه أثناء الحصار على مشفى كمال عدوان
يثير فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=V4s1SqvI6XM صدمة وغضباً عميقين. فالفيديو يقدم شهادة حية من أسيرة فلسطينية محررة، تروي تفاصيل مروعة عن الحصار الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على مشفى كمال عدوان في قطاع غزة. الشهادة، بكل ما فيها من ألم ومرارة، ترسم صورة قاتمة للظروف اللاإنسانية التي عاشها المرضى والطواقم الطبية والنازحون داخل المشفى خلال فترة الحصار.
تتحدث الأسيرة المحررة بصوت خافت ولكنه مليء بالقوة والإصرار عن مشاهد الرعب التي عايشتها، وكيف تحول المشفى، الذي كان يفترض أن يكون ملاذاً آمناً للمرضى والجرحى، إلى ساحة حرب ومسرح لمعاناة لا تطاق. تصف كيف حُرم المرضى من الدواء والغذاء والماء، وكيف اضطر الأطباء والممرضون إلى العمل في ظروف مستحيلة، معرضين حياتهم للخطر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إن أكثر ما يثير القشعريرة في الشهادة هو الحديث عن حرق الأدوية وتدمير المعدات الطبية من قبل جنود الاحتلال. هذا العمل، الذي يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، يحرم المرضى من حقهم الأساسي في العلاج والرعاية الصحية، ويؤدي إلى تفاقم معاناتهم وتدهور حالتهم الصحية. إن حرق الأدوية في مشفى يكتظ بالمرضى والجرحى هو عمل لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال، وهو جريمة حرب تستدعي تحقيقاً دولياً مستقلاً ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما تتحدث الأسيرة المحررة عن التنكيل بالجثث، وهو عمل مشين يتجاوز كل الحدود الإنسانية والأخلاقية. إن حرمة الموتى هي قيمة أساسية في جميع الثقافات والأديان، والاعتداء على الجثث هو انتهاك صارخ لهذه القيمة. إن التنكيل بالجثث في مشفى كمال عدوان يظهر مدى الاستهتار الإسرائيلي بحقوق الإنسان والقانون الدولي، ومدى تجردهم من أي مشاعر إنسانية.
تؤكد الأسيرة المحررة أن الحصار على مشفى كمال عدوان لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان استهدافاً ممنهجاً للمدنيين العزل. فالمرضى والطواقم الطبية والنازحون الذين لجأوا إلى المشفى كانوا يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات. إن منعهم من الحصول على العلاج والرعاية الصحية وتجويعهم وتعطيشهم هو جريمة حرب متكاملة الأركان.
إن شهادة الأسيرة المحررة هي بمثابة تذكير بالمعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار الظالم. كما أنها دعوة للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة.
إن ما حدث في مشفى كمال عدوان هو وصمة عار على جبين الإنسانية. يجب ألا يمر هذا الحدث مرور الكرام، بل يجب أن يكون نقطة تحول في موقف المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال ورفع الحصار، والسماح للفلسطينيين بالعيش بكرامة وحرية.
إن الفيديو والشهادة التي يقدمها يمثلان صرخة استغاثة من قلب غزة المحاصرة، صرخة يجب أن تصل إلى كل ضمير حي في هذا العالم. إن الصمت على هذه الجرائم هو تواطؤ معها، وإن التخاذل عن نصرة الشعب الفلسطيني هو خيانة للإنسانية جمعاء.
إن شهادة الأسيرة المحررة هي شهادة للتاريخ، ووثيقة دامغة تدين الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه. يجب على الجميع مشاهدة الفيديو ونشر الشهادة، لكي يعرف العالم حقيقة ما يجري في قطاع غزة، ولكي تتحقق العدالة للشعب الفلسطيني.
إن الأمل في غد أفضل لا يزال قائماً، والأمل في تحقيق السلام العادل والشامل لا يزال موجوداً. ولكن هذا الأمل لا يمكن أن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار، واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي.
إن قضية فلسطين هي قضية إنسانية بامتياز، وهي قضية يجب أن تهم كل شخص يؤمن بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية. فلنقف جميعاً إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال، ولنعمل معاً من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
إن شهادة الأسيرة المحررة هي دعوة لنا جميعاً للعمل من أجل عالم أفضل، عالم يسوده العدل والسلام والمساواة، عالم لا مكان فيه للاحتلال والظلم والاضطهاد.
إن الفيديو يذكرنا بواجبنا الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني، وبضرورة التضامن معه في محنته. فلنكن صوتهم في العالم، ولنعمل معاً من أجل تحقيق حلمهم في الحرية والاستقلال.
إن مشفى كمال عدوان، بكل ما شهده من مآسٍ وأهوال، يجب أن يكون رمزاً للصمود والتحدي، ورمزاً للإرادة الفلسطينية التي لا تنكسر. يجب أن يكون أيضاً رمزاً للمسؤولية الدولية، ورمزاً لضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
إن شهادة الأسيرة المحررة هي شهادة على قوة الروح الإنسانية، وعلى قدرة الإنسان على الصمود في وجه الظلم والقهر. إنها شهادة تبعث الأمل في غد أفضل، وتؤكد أن النصر حليف المظلومين.
يجب أن تكون هذه الشهادة حافزاً لنا جميعاً للعمل بجد وإخلاص من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين، ومن أجل عالم أفضل للجميع.
إن القضية الفلسطينية ستبقى حية في قلوبنا وعقولنا، وسنظل نعمل من أجلها حتى يتحقق النصر.
مقالات مرتبطة