انتشال عشرات الشهداء من منزل عائلة أبو علبة شمالي قطاع غزة

انتشال عشرات الشهداء من منزل عائلة أبو علبة شمالي قطاع غزة: شهادة على فظاعة العدوان

يشكل الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان انتشال عشرات الشهداء من منزل عائلة أبو علبة شمالي قطاع غزة وثيقة دامغة على حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة المحاصر. الفيديو، الذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=Am4vJaaJxLM، ليس مجرد مقطع مصور، بل هو صرخة مدوية في وجه العالم، وشهادة حية على فظاعة العدوان الذي يطال المدنيين الأبرياء، وعلى وجه الخصوص الأطفال والنساء وكبار السن.

لا يمكن لأي مشاهد أن يبقى غير متأثر بما يراه في هذا الفيديو. تظهر فيه فرق الإنقاذ والدفاع المدني وهي تنتشل جثث الضحايا، واحدة تلو الأخرى، من تحت أنقاض منزل عائلة أبو علبة. الوجوه مغبرة، وملامح الحزن واليأس بادية على الجميع. الصمت يكاد يكون أشد وطأة من الصراخ، فهو صمت يختزن آلام الفقد، وصدمة الفاجعة، وغضب العجز.

إن رؤية جثث الأطفال الصغار، الذين لم يرتكبوا ذنبًا سوى أنهم ولدوا وعاشوا في غزة، لهو أمر يمزق القلوب. إنها جريمة ضد الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إنها وصمة عار على جبين كل من صمت أو تواطأ أو برر هذه المجازر.

إن قصة عائلة أبو علبة ليست قصة معزولة، بل هي قصة تتكرر يوميًا في غزة. هي قصة آلاف العائلات التي فقدت أحباءها، ودمرت منازلها، وتشردت من ديارها. هي قصة شعب محاصر، ومقهور، ومظلوم، يواجه الموت كل لحظة.

يثير هذا الفيديو العديد من الأسئلة الملحة: إلى متى سيستمر هذا العدوان؟ إلى متى سيستمر صمت المجتمع الدولي؟ إلى متى ستبقى غزة محاصرة؟ إلى متى سيُحرم الفلسطينيون من حقهم في الحياة الكريمة؟

إن مشاهدة هذا الفيديو يجب أن تدفعنا جميعًا إلى التحرك العاجل لوقف هذه المجازر، ورفع الحصار عن غزة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. إن الإنسانية جمعاء مطالبة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمه في نضاله من أجل الحرية والعدالة.

إن التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة يهدف إلى إخفاء حقيقة ما يجري هناك من جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. لكن، بفضل جهود النشطاء والإعلاميين المستقلين، تتسرب بعض الحقائق إلى العالم، وتكشف عن الوجه القبيح لهذا العدوان.

إن فيديو انتشال عشرات الشهداء من منزل عائلة أبو علبة شمالي قطاع غزة هو جزء من هذه الحقائق التي يجب أن تصل إلى كل بيت، وإلى كل قلب. إنه تذكير دائم بمسؤوليتنا الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، وواجبنا في العمل من أجل إنهاء معاناته.

لا يمكن للمرء أن يشاهد هذا الفيديو دون أن يشعر بالغضب والحزن واليأس. ولكن، يجب أن يتحول هذا الشعور إلى دافع للعمل، وإلى إصرار على تغيير الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون. يجب أن نرفع أصواتنا، وندعو إلى مقاطعة الاحتلال، ودعم المقاومة السلمية، والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات حقيقية لوقف العدوان، ورفع الحصار، وتحقيق العدالة.

إن مستقبل غزة، ومستقبل فلسطين، ومستقبل المنطقة بأسرها، يعتمد على قدرتنا على مواجهة الظلم، والدفاع عن الحق، والوقوف إلى جانب المظلومين. إن مشاهدة هذا الفيديو هي خطوة أولى نحو هذا الهدف.

إن عائلة أبو علبة، وكل عائلات غزة، يستحقون منا كل الدعم والتضامن. يستحقون أن نكون صوتهم، وأن ننقل معاناتهم إلى العالم. يستحقون أن نناضل من أجل مستقبل أفضل لهم، ومستقبل يسوده السلام والعدالة والحرية.

إن دماء الشهداء لن تذهب سدى. ستبقى لعنة تطارد القتلة، ونورًا يضيء طريق النصر. سنظل نتذكر عائلة أبو علبة، وكل شهداء غزة، وسنظل نعمل من أجل تحقيق حلمهم في الحرية والكرامة.

هذا الفيديو هو تذكير مؤلم، لكنه ضروري، بواقع الحياة في غزة. إنه دعوة للعمل، ودعوة للتضامن، ودعوة للأمل. دعونا نستمع إلى صرخة غزة، ونعمل معًا لإنقاذها من الموت والدمار.

إن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سياسية، بل هي قضية إنسانية. هي قضية شعب يعاني، ويقاسي، ويناضل من أجل حقه في الحياة. هي قضية كل إنسان يؤمن بالعدالة والحرية والمساواة. فلنكن جميعًا جزءًا من هذا النضال.

غزة تنادينا، فهل من مجيب؟

رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، وألهم أهلهم الصبر والسلوان.