Now

أميركا وباغرام ما الخطوات التي مضت بها واشنطن للسيطرة على القاعدة وما مدى التفائل بقبول أفغانستان

أميركا وباغرام: خطوات واشنطن للسيطرة والتفاؤل الأفغاني المفقود

يستعرض الفيديو المعنون أميركا وباغرام ما الخطوات التي مضت بها واشنطن للسيطرة على القاعدة وما مدى التفاؤل بقبول أفغانستان (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=dnjE45qkeKM) قصة معقدة من التدخل الأجنبي، والاحتلال، والتنازلات القسرية، والآمال المحطمة في أفغانستان، متمثلة في قاعدة باغرام الجوية. هذه القاعدة، التي كانت ذات يوم رمزًا للقوة العسكرية السوفيتية، ثم أصبحت لاحقًا مركز عمليات القوات الأمريكية وحلفائها، تمثل أكثر من مجرد موقع استراتيجي؛ إنها تجسد تاريخًا طويلًا من الصراعات والتحولات السياسية التي لا تزال تلقي بظلالها على مستقبل أفغانستان.

الاستيلاء على باغرام: من السوفييت إلى الأمريكيين

لعبت قاعدة باغرام الجوية دورًا محوريًا في الغزو السوفيتي لأفغانستان في عام 1979. كانت بمثابة نقطة انطلاق للعمليات العسكرية، ومستودعًا للأسلحة والمعدات، ومركزًا للسيطرة الجوية. بعد انسحاب القوات السوفيتية، تدهورت القاعدة وأصبحت مهجورة إلى حد كبير، ولكنها بقيت ذات أهمية استراتيجية كبيرة. بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، سرعان ما أدركت الولايات المتحدة الأهمية الاستراتيجية لباغرام في حربها ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة. استولت القوات الأمريكية على القاعدة في أواخر عام 2001، وسرعان ما حولتها إلى مركز رئيسي لعملياتها العسكرية في أفغانستان والمنطقة.

باغرام كرمز للسيطرة والهيمنة الأمريكية

بمرور الوقت، تطورت باغرام لتصبح أكثر من مجرد قاعدة عسكرية. أصبحت مدينة مكتفية ذاتيًا، تضم مطارًا ضخمًا، ومرافق إقامة، ومراكز قيادة، ومستشفيات، ومخازن ضخمة للأسلحة والذخيرة. كانت بمثابة رمز للقوة العسكرية الأمريكية، وقدرتها على نشر قواتها ومعداتها في أي مكان في العالم. بالنسبة للأفغان، كانت باغرام تمثل أيضًا رمزًا للهيمنة الأجنبية، والتواجد العسكري المستمر، والتدخل في شؤونهم الداخلية. أثارت القاعدة مشاعر مختلطة، تتراوح بين التقدير للمساعدات الأمنية والاقتصادية التي قدمتها، وال resentment والغضب بسبب وجود قوات أجنبية على أراضيهم.

خطوات واشنطن للسيطرة على القاعدة

لم يكن الاستيلاء على باغرام والسيطرة عليها مجرد مسألة عسكرية. تضمنت العملية سلسلة من الخطوات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المعقدة. سعت واشنطن إلى الحصول على دعم الحكومة الأفغانية المؤقتة، وعرضت المساعدة في إعادة بناء البلاد، وتدريب قوات الأمن الأفغانية. كما عملت الولايات المتحدة على بناء تحالف دولي لدعم وجودها العسكري في أفغانستان، وحشدت الدعم المالي واللوجستي من مختلف البلدان.

شملت الخطوات الرئيسية التي اتخذتها واشنطن للسيطرة على قاعدة باغرام ما يلي:

  • إقامة علاقات قوية مع الحكومة الأفغانية: سعت الولايات المتحدة إلى بناء علاقة وثيقة مع الحكومة الأفغانية المدعومة دوليًا، وقدمت لها الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري. كان الهدف من ذلك هو الحصول على موافقة الحكومة الأفغانية على الوجود الأمريكي في البلاد، وتأمين الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية في باغرام.
  • تطوير البنية التحتية للقاعدة: استثمرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في تطوير البنية التحتية لقاعدة باغرام، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية حديثة وقادرة على دعم العمليات العسكرية واسعة النطاق. شمل ذلك بناء مدرجات جديدة، ومرافق إقامة، ومراكز قيادة، ومستشفيات، ومخازن للأسلحة والذخيرة.
  • تدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية: قدمت الولايات المتحدة مساعدات كبيرة لتدريب وتجهيز قوات الأمن الأفغانية، بهدف تمكينها من تولي مسؤولية الأمن في البلاد. كان الهدف من ذلك هو تقليل الاعتماد على القوات الأمريكية، وتمهيد الطريق لانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من أفغانستان.
  • إدارة العلاقات مع المجتمعات المحلية: سعت الولايات المتحدة إلى بناء علاقات جيدة مع المجتمعات المحلية المحيطة بقاعدة باغرام، من خلال توفير فرص العمل، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتنفيذ مشاريع التنمية المحلية. كان الهدف من ذلك هو الحد من الاستياء المحلي من الوجود الأمريكي، ومنع تجنيد الشباب الأفغان في الجماعات المتمردة.
  • التعاون مع الحلفاء الدوليين: عملت الولايات المتحدة عن كثب مع حلفائها الدوليين، مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لضمان استمرار الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي للوجود الدولي في أفغانستان. كان الهدف من ذلك هو تقاسم العبء المالي والعسكري للعمليات في أفغانستان، والحفاظ على التحالف الدولي ضد الإرهاب.

مدى التفاؤل بقبول أفغانستان: وهم أم حقيقة؟

على الرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لبناء علاقات جيدة مع الحكومة الأفغانية والمجتمعات المحلية، إلا أن القبول الحقيقي للوجود الأمريكي في أفغانستان ظل دائمًا موضع شك. بالنسبة للعديد من الأفغان، كانت باغرام تمثل رمزًا للاحتلال الأجنبي، وتذكيرًا بالصراعات التي عانوا منها لعقود. كان هناك دائمًا شعور بالاستياء والغضب تجاه الوجود الأمريكي، والذي تغذى بسبب الخسائر المدنية الناجمة عن العمليات العسكرية، وسوء معاملة السجناء في باغرام، والفساد المستشري في الحكومة الأفغانية.

كان التفاؤل بقبول أفغانستان للوجود الأمريكي يعتمد إلى حد كبير على تصورات خاطئة وتقديرات غير واقعية للوضع على الأرض. اعتقدت واشنطن أن تقديم المساعدات الاقتصادية وتدريب قوات الأمن الأفغانية سيكون كافياً لكسب قلوب وعقول الأفغان، وتأمين دعمهم للوجود الأمريكي. ومع ذلك، تجاهلت واشنطن العوامل الأخرى التي أثرت على الرأي العام الأفغاني، مثل التاريخ الطويل من التدخلات الأجنبية، والفساد المستشري، وغياب الحكم الرشيد، وتصاعد نفوذ طالبان.

الانسحاب الأمريكي وانهيار أفغانستان

في عام 2021، اتخذت إدارة بايدن قرارًا بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان. كان هذا القرار مدفوعًا بالإرهاق من الحرب الطويلة والمكلفة، والرغبة في التركيز على التحديات الداخلية، والاعتقاد بأن الحرب في أفغانستان لا يمكن الفوز بها عسكريًا. ومع ذلك، كان الانسحاب الأمريكي كارثيًا. انهار الجيش الأفغاني بسرعة، واستولت طالبان على السلطة في غضون أسابيع. فر الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد، وانهارت الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب.

دروس مستفادة من تجربة باغرام

تقدم قصة باغرام دروسًا قيمة حول التحديات والمخاطر المرتبطة بالتدخلات العسكرية الأجنبية، وأهمية فهم السياق المحلي، وضرورة بناء علاقات حقيقية مع المجتمعات المحلية. يجب على القوى الأجنبية التي تتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى أن تكون على دراية بالتاريخ والثقافة والديناميكيات الاجتماعية والسياسية المحلية. يجب عليها أيضًا أن تكون مستعدة للاستثمار في التنمية طويلة الأجل، والحكم الرشيد، وبناء المؤسسات، بدلاً من مجرد التركيز على الحلول العسكرية قصيرة الأجل.

كما يجب على القوى الأجنبية أن تكون متواضعة بشأن قدرتها على تغيير المجتمعات الأخرى، وأن تتجنب فرض قيمها وأنظمتها السياسية على الآخرين. يجب عليها أيضًا أن تكون مستعدة للاستماع إلى أصوات المجتمعات المحلية، وأن تأخذ في الاعتبار احتياجاتها وآراءها. في نهاية المطاف، يجب أن يكون هدف التدخل الأجنبي هو تمكين المجتمعات المحلية من تولي مسؤولية مستقبلها، وليس فرض إرادة خارجية عليها.

خلاصة

تظل قاعدة باغرام الجوية رمزًا معقدًا ومثيرًا للجدل في تاريخ أفغانستان الحديث. إنها تمثل قصة من التدخل الأجنبي، والاحتلال، والآمال المحطمة، والدروس المستفادة. بينما تمضي أفغانستان قدمًا، من الضروري أن تتعلم من أخطاء الماضي، وأن تسعى إلى بناء مستقبل أفضل لشعبها، مستقبل قائم على السلام والاستقرار والازدهار.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا