الاحتلال يحاصر مستشفى العودة شمالي غزة
الاحتلال يحاصر مستشفى العودة شمالي غزة: نظرة على كارثة إنسانية
الفيديو المنشور على اليوتيوب تحت عنوان الاحتلال يحاصر مستشفى العودة شمالي غزة (https://www.youtube.com/watch?v=9zV9sFswXa4) يقدم شهادة دامغة على حجم المأساة التي يعيشها القطاع الصحي في غزة، وتحديداً في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر. هذا الحصار ليس مجرد عقبة أمام تقديم الرعاية الطبية، بل هو جريمة حرب مكتملة الأركان، حيث يُحرم المرضى والجرحى من حقهم الأساسي في العلاج، ويُعرّض الطواقم الطبية للخطر الشديد، ويقوض بشكل منهجي البنية التحتية الصحية الهشة أصلاً.
مستشفى العودة: شريان حياة تحت الحصار
مستشفى العودة، الواقع في شمال غزة، يعتبر من المراكز الطبية الحيوية التي تقدم خدماتها لشريحة واسعة من السكان. يلعب المستشفى دوراً محورياً في توفير الرعاية الأولية، الطوارئ، الولادة، وعلاج الأمراض المزمنة. لكن، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات، والذي تفاقم بشكل كبير خلال العدوان الأخير، أصبح المستشفى يعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، الوقود، والمياه. هذا النقص يُعيق قدرة المستشفى على العمل بكامل طاقته، ويجعل حياة المرضى والجرحى على المحك.
تفاصيل الحصار وتداعياته المباشرة
الفيديو المذكور يسلط الضوء على تفاصيل الحصار المفروض على المستشفى، ويستعرض شهادات حية من الأطباء والممرضين والمرضى. هذه الشهادات تكشف عن صورة قاتمة للوضع الإنساني داخل المستشفى. الحصار يتضمن:
- منع وصول الإمدادات الطبية: تعاني المستشفى من نقص حاد في الأدوية الأساسية، والمستهلكات الطبية، والمعدات الجراحية. هذا النقص يجبر الأطباء على اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة بشأن من سيحصل على العلاج ومن سيُترك لمصيره.
- نقص الوقود: تعتمد المستشفى على مولدات الكهرباء لتشغيل الأجهزة الطبية الحيوية، مثل أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة غسيل الكلى، وأجهزة المراقبة. نقص الوقود يعني توقف هذه الأجهزة، مما يهدد حياة المرضى الذين يعتمدون عليها بشكل مباشر.
- نقص المياه: المياه ضرورية للنظافة والتعقيم، وهما أساسيان لمنع انتشار العدوى في المستشفى. نقص المياه يزيد من خطر انتشار الأمراض، ويجعل البيئة داخل المستشفى غير صحية وغير آمنة.
- منع وصول الطواقم الطبية: يواجه الأطباء والممرضون صعوبات جمة في الوصول إلى المستشفى بسبب القيود المفروضة على الحركة. هذا النقص في الكوادر الطبية يزيد من الضغط على العاملين القلائل المتبقين، ويعرضهم للإرهاق الشديد.
- الاستهداف المباشر وغير المباشر: تتعرض المستشفى بشكل مستمر لخطر القصف والقنص، مما يعرض حياة المرضى والطواقم الطبية للخطر المباشر. حتى في حالة عدم وجود قصف مباشر، فإن الضغط النفسي الناجم عن التهديد المستمر يؤثر سلباً على صحة الجميع.
انتهاك للقانون الدولي الإنساني
حصار المستشفيات، ومنع وصول الإمدادات الطبية، واستهداف الطواقم الطبية، كلها أفعال تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل قاطع استهداف المستشفيات والمدنيين، وتُلزم أطراف النزاع بتوفير الحماية لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن منع وصول الإمدادات الطبية الضرورية يعتبر جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
تأثيرات الحصار على الفئات الضعيفة
الحصار المفروض على مستشفى العودة له تأثير مدمر على الفئات الضعيفة في المجتمع، مثل الأطفال، النساء الحوامل، كبار السن، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. هذه الفئات هي الأكثر عرضة للمعاناة من نقص الإمدادات الطبية والغذائية، وهي الأكثر عرضة للموت بسبب الأمراض التي يمكن علاجها بسهولة في الظروف العادية.
المسؤولية الدولية والتحرك العاجل
المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية لوقف هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين في غزة. يجب على الدول والمنظمات الدولية ممارسة الضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة، والسماح بدخول الإمدادات الطبية والإنسانية دون قيود. كما يجب التحقيق في الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
نداء إنساني عاجل
الوضع في مستشفى العودة وفي قطاع غزة بشكل عام كارثي ويتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي. يجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة. يجب على الدول والمنظمات الدولية تقديم المساعدة الطبية والإنسانية العاجلة، والضغط على إسرائيل لرفع الحصار ووقف العدوان. كما يجب على وسائل الإعلام تسليط الضوء على هذه المأساة، وإيصال صوت الضحايا إلى العالم.
خاتمة
الفيديو المنشور على اليوتيوب ما هو إلا نافذة صغيرة على حجم المعاناة التي يعيشها سكان غزة. حصار مستشفى العودة هو مثال صارخ على التجاهل الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني، وعدم احترامها لحياة المدنيين. يجب على العالم أن يستيقظ ويدرك حجم الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعيننا، وأن يتحرك بشكل عاجل لوقف هذه الجرائم وإنقاذ الأرواح.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة