بين فرح وصدمة.. قراءة في ردود فعل الفلسطينيين والإسرائيليين على مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت

يثير إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عن طلبه إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة، ردود فعل متباينة وحادة في كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. فيديو اليوتيوب المعنون بـ بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت يرصد جزءاً من هذه التفاعلات، ويقدم لمحة عن المشاعر المتضاربة التي تسيطر على الشارع في كلا الجانبين.

بالنسبة للفلسطينيين، يمثل هذا الإعلان بارقة أمل ونقطة تحول محتملة في محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على الجرائم المرتكبة بحقهم. الفرحة التي تتجلى في تصريحات بعض الفلسطينيين الذين تم استطلاع آرائهم في الفيديو تعكس سنوات من الإحساس بالظلم والإفلات من العقاب. يعتبرون هذا الإجراء خطوة أولى نحو تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، وتأكيداً على أن المجتمع الدولي بدأ أخيراً في الاستماع إلى معاناتهم. كما يرون في ذلك رداً على سياسة ازدواجية المعايير التي لطالما اتُهم بها المجتمع الدولي في تعامله مع القضية الفلسطينية.

في المقابل، يسود الصدمة والغضب الشارع الإسرائيلي. تتراوح ردود الفعل بين الاستنكار الشديد للإعلان، واعتباره معادياً للسامية ومحاولة لنزع الشرعية عن دولة إسرائيل، وصولاً إلى التشكيك في مصداقية المحكمة الجنائية الدولية واتهامها بالانحياز. يرى العديد من الإسرائيليين أن نتنياهو وغالانت يقومان بواجبهما في حماية إسرائيل من التهديدات الأمنية، وأن توجيه اتهامات إليهما بمثابة تجاهل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما يخشون من أن يؤدي هذا الإعلان إلى عزل إسرائيل دولياً وتقويض جهودها الدبلوماسية.

الفيديو يقدم صورة معقدة للموقف، حيث يظهر أن المشاعر ليست موحدة تماماً في كلا الجانبين. هناك فلسطينيون يشككون في فعالية هذا الإجراء ويخشون من أنه لن يترجم إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع. وفي المقابل، هناك إسرائيليون يعترفون بضرورة التحقيق في الانتهاكات المزعومة، ويدعون إلى الشفافية والمساءلة. هذه الأصوات المتنوعة تعكس الانقسامات العميقة داخل المجتمعين، وتسلط الضوء على الحاجة إلى حوار بناء ومصالحة حقيقية من أجل تحقيق السلام.

في الختام، يعتبر الإعلان عن طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت حدثاً تاريخياً له تداعيات بعيدة المدى على القضية الفلسطينية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني. الفيديو المذكور يقدم نافذة على ردود الفعل المتباينة والمتضاربة في كلا الجانبين، ويذكرنا بالتعقيدات والتحديات التي تواجه عملية السلام.