إسرائيل تزعم أنها لا تستهدف مستشفيات غزة شاهد ما قاله جراح بريطاني ردًا على هذا الادعاء

إسرائيل تزعم أنها لا تستهدف مستشفيات غزة: شهادة جراح بريطاني تفضح الادعاء

في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، تبرز قضية حماية المرافق الطبية في غزة كأحد الجوانب الأكثر حساسية وإثارة للجدل. وبينما تؤكد إسرائيل أنها تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لتجنب استهداف المستشفيات، تتواتر الشهادات والتقارير التي تشير إلى عكس ذلك. الفيديو المعنون إسرائيل تزعم أنها لا تستهدف مستشفيات غزة شاهد ما قاله جراح بريطاني ردًا على هذا الادعاء والمنشور على يوتيوب (https://www.youtube.com/watch?v=TFkMik2wg84) يقدم شهادة مباشرة من جراح بريطاني شهد بنفسه على الوضع المأساوي في مستشفيات غزة، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقية الادعاءات الإسرائيلية.

ملخص الفيديو

يقدم الفيديو مقابلة مع جراح بريطاني (لم يذكر اسمه في العنوان، ولكن يُفترض أنه ظهر في الفيديو) كان يعمل في أحد مستشفيات غزة خلال فترة الصراع. يصف الجراح الوضع الكارثي داخل المستشفى، بدءًا من النقص الحاد في الإمدادات الطبية الأساسية، مرورًا بالضغط الهائل على الكادر الطبي الذي يعمل لساعات طويلة دون توقف، وصولًا إلى العدد المتزايد من الجرحى والمرضى الذين يتدفقون على المستشفى بشكل مستمر. الأهم من ذلك، يركز الجراح على الأدلة التي شاهدها بنفسه والتي تشير إلى استهداف المستشفيات بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء عن طريق القصف المباشر أو عن طريق استهداف المناطق المحيطة بها، مما يعيق وصول المرضى والجرحى إلى المستشفى ويؤثر بشكل كبير على قدرة الكادر الطبي على تقديم الرعاية اللازمة.

النقاط الرئيسية التي أثارها الجراح

• نقص الإمدادات الطبية: يؤكد الجراح على النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية الأساسية، مما يعرض حياة المرضى للخطر ويجعل من المستحيل تقديم الرعاية المناسبة لهم. يصف كيف يضطر الأطباء لاتخاذ قرارات صعبة بشأن من يحصل على العلاج ومن لا يحصل عليه، وهي قرارات لا يمكن لأي طبيب أن يتخيل نفسه مضطرًا لاتخاذها.
• الضغط على الكادر الطبي: يشير الجراح إلى أن الكادر الطبي في غزة يعمل في ظروف لا تطاق، حيث يعملون لساعات طويلة دون توقف، ويعانون من الإرهاق الجسدي والنفسي الشديدين. ويؤكد على أنهم أبطال حقيقيون يضحون بكل شيء من أجل إنقاذ حياة الآخرين.
• استهداف المناطق المحيطة بالمستشفيات: يوضح الجراح أن القصف المكثف للمناطق المحيطة بالمستشفيات يعيق وصول المرضى والجرحى إلى المستشفى، ويجعل من المستحيل على سيارات الإسعاف التنقل بأمان. ويشير إلى أن هذا الأمر يتسبب في تأخير وصول الحالات الحرجة إلى المستشفى، مما يؤدي إلى تفاقم إصاباتهم وزيادة خطر الوفاة.
• أدلة على استهداف مباشر أو غير مباشر: يشدد الجراح على أنه شاهد بنفسه أدلة تشير إلى أن المستشفيات قد تكون مستهدفة بشكل مباشر أو غير مباشر. يشير إلى الأضرار التي لحقت بالمباني القريبة من المستشفى، والأصوات المستمرة للانفجارات التي تهز المستشفى، والقصص التي سمعها من المرضى والجرحى الذين فروا من منازلهم خوفًا على حياتهم.
• التأثير النفسي على المرضى والكادر الطبي: يصف الجراح التأثير النفسي المدمر للصراع على المرضى والكادر الطبي على حد سواء. يشير إلى أنهم يعيشون في حالة دائمة من الخوف والقلق، ويعانون من الصدمات النفسية التي قد تستمر معهم لسنوات طويلة بعد انتهاء الصراع.

تحليل شهادة الجراح

شهادة الجراح البريطاني تعتبر ذات أهمية بالغة لعدة أسباب:

• حيادية الشاهد: الجراح البريطاني ليس طرفًا في الصراع، وشهادته تعتبر أكثر حيادية وموثوقية من شهادات الأطراف المتنازعة.
• الخبرة المباشرة: الجراح كان متواجدًا في غزة وعمل في أحد مستشفياتها خلال فترة الصراع، مما يعني أنه شهد بنفسه على الأحداث والظروف التي يصفها.
• المسؤولية المهنية: كجراح، يتحمل الجراح مسؤولية مهنية وأخلاقية لتقديم شهادة دقيقة وموضوعية عن الأحداث التي شهدها.
• كشف الحقائق: شهادة الجراح تساعد على كشف الحقائق حول الوضع في غزة، وتضع علامات استفهام حول مصداقية الادعاءات الإسرائيلية.

التداعيات القانونية والأخلاقية

إن استهداف المستشفيات والمرافق الطبية يعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني. اتفاقية جنيف الرابعة تحظر بشكل قاطع الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى، وتلزم جميع الأطراف في النزاع المسلح بحماية هذه المرافق وتأمين وصول المرضى والجرحى إليها. وبالتالي، فإن الادعاءات المتعلقة باستهداف إسرائيل للمستشفيات في غزة تثير تساؤلات جدية حول التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، وتستدعي إجراء تحقيق مستقل ومحايد لتحديد المسؤولين عن هذه الانتهاكات ومحاسبتهم.

بالإضافة إلى التداعيات القانونية، هناك تداعيات أخلاقية عميقة لهذه القضية. إن استهداف المستشفيات والمرافق الطبية يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وخاصة الحق في الصحة والحق في الحياة. ويعتبر أيضًا انتهاكًا للقيم الإنسانية الأساسية، مثل الرحمة والتضامن والمسؤولية عن حماية المدنيين.

الخلاصة

فيديو اليوتيوب الذي يتضمن شهادة الجراح البريطاني يمثل مساهمة قيمة في فهم الوضع المأساوي في مستشفيات غزة. شهادة الجراح، إلى جانب التقارير الأخرى الواردة من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، تلقي بظلال من الشك على الادعاءات الإسرائيلية بأنها لا تستهدف المستشفيات. إن حماية المرافق الطبية في مناطق الصراع واجب قانوني وأخلاقي على جميع الأطراف، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في ضمان احترام هذا الواجب ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات. يجب إجراء تحقيق مستقل ومحايد في الادعاءات المتعلقة باستهداف المستشفيات في غزة، ويجب محاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

وفي النهاية، يجب أن نتذكر أن وراء كل رقم وكل تقرير يوجد إنسان يعاني، ويحتاج إلى المساعدة والحماية. يجب أن نسعى جاهدين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإقامة سلام عادل ودائم يضمن حقوق جميع الأطراف، ويحمي المدنيين من ويلات الحرب.