Now

رفح تضع علاقة أميركا وإسرائيل على صفيح ساخن هل تؤثر بمسار الحرب

رفح تضع علاقة أميركا وإسرائيل على صفيح ساخن: هل تؤثر بمسار الحرب؟

العملية العسكرية الإسرائيلية المحتملة في رفح، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني نازح، باتت تشكل نقطة توتر حادة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. هذا التوتر، الذي يتمحور حول المخاوف الإنسانية وتداعيات العملية على استقرار المنطقة، يضع العلاقة الاستراتيجية بين البلدين على صفيح ساخن، ويثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذه العلاقة وتأثيرها المحتمل على مسار الحرب الدائرة في غزة.

الخلافات بين واشنطن وتل أبيب بشأن رفح ليست وليدة اللحظة، بل هي تتراكم منذ أسابيع، مدفوعة بالقلق العميق الذي تبديه الإدارة الأمريكية إزاء الكارثة الإنسانية التي قد تتسبب بها عملية عسكرية واسعة النطاق في المدينة المكتظة بالنازحين. لطالما أكدت واشنطن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والقضاء على حركة حماس، إلا أنها في الوقت نفسه تشدد على ضرورة الالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين الأبرياء.

تتمثل النقطة المحورية في الخلاف في غياب خطة إسرائيلية واضحة ومقنعة لإجلاء المدنيين من رفح وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية لهم في أماكن أخرى. ترى الإدارة الأمريكية أن شن عملية عسكرية قبل توفير بدائل آمنة وكافية للنازحين سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق ما شهده القطاع حتى الآن، وستزيد من حدة التوتر الإقليمي وتعرقل جهود السلام.

في المقابل، تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن رفح هي آخر معقل كبير لحركة حماس، وأن القضاء على الحركة بشكل كامل يتطلب السيطرة على المدينة وتدمير الأنفاق التي تربطها بسيناء المصرية. ترى إسرائيل أن عدم التحرك في رفح سيسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها والاستعداد لجولة أخرى من العنف، وهو ما يشكل تهديدًا وجوديًا لأمنها القومي.

هذا التباين في الأولويات والرؤى يخلق وضعًا بالغ الحساسية يختبر متانة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية. فمن جهة، لا يمكن للولايات المتحدة تجاهل التزاماتها الأخلاقية والقانونية تجاه حماية المدنيين، ولا يمكنها أن تتجاهل المخاطر الكبيرة التي تترتب على عملية عسكرية غير مدروسة في رفح. ومن جهة أخرى، لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن دعمها لإسرائيل، حليفها الاستراتيجي الأهم في المنطقة، خاصة في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة التي تواجهها.

التهديدات الأمريكية لإسرائيل بتعليق أو تقييد المساعدات العسكرية، وإن كانت غير مسبوقة، تعكس مدى قلق الإدارة الأمريكية من الوضع في رفح. هذه التهديدات تهدف إلى الضغط على إسرائيل لتقديم ضمانات قوية بشأن حماية المدنيين وتقديم خطة إجلاء مفصلة وواقعية. ومع ذلك، فإن هذه التهديدات تحمل في طياتها مخاطر جمة، فقد تؤدي إلى تقويض الثقة بين البلدين وإضعاف قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الأمنية.

إن تأثير التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مسار الحرب في غزة لا يزال غير واضح. فمن ناحية، قد يدفع الضغط الأمريكي إسرائيل إلى تعديل خططها العسكرية في رفح وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ومن ناحية أخرى، قد يدفع الضغط الإسرائيلي إلى المضي قدمًا في العملية العسكرية بغض النظر عن المخاطر الإنسانية، وذلك اعتقادًا منها بأن مصالحها الأمنية العليا تتطلب ذلك.

بغض النظر عن النتيجة النهائية، فإن التوتر الحالي يمثل تحديًا كبيرًا للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، وقد يكون له تداعيات طويلة الأمد على استقرار المنطقة. ففي حال تفاقم الوضع وتدهورت العلاقات بين البلدين، قد يؤدي ذلك إلى تقويض جهود السلام وتعزيز نفوذ الجهات المتطرفة في المنطقة. وعلى العكس من ذلك، إذا تمكنت واشنطن وتل أبيب من إيجاد حل وسط يحافظ على أمن إسرائيل ويحمي المدنيين، فقد يفتح ذلك الباب أمام فرص جديدة لتحقيق السلام والاستقرار.

بالإضافة إلى البعد الإنساني والأمني، يحمل التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل أبعادًا سياسية داخلية في كلا البلدين. ففي الولايات المتحدة، يواجه الرئيس بايدن ضغوطًا متزايدة من قبل الجناح اليساري في حزبه الديمقراطي لوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل. وفي إسرائيل، يواجه رئيس الوزراء نتنياهو ضغوطًا من قبل اليمين المتطرف في حكومته للمضي قدمًا في العملية العسكرية في رفح بغض النظر عن المعارضة الدولية.

هذه الضغوط الداخلية تزيد من تعقيد الوضع وتجعل من الصعب على كلا الزعيمين التوصل إلى حل وسط. فكل منهما حريص على الحفاظ على قاعدته السياسية وتجنب الظهور بمظهر الضعيف أمام خصومه. وهذا قد يؤدي إلى تصلب المواقف وتصعيد التوتر بين البلدين.

في الختام، يمكن القول أن العملية العسكرية المحتملة في رفح تمثل اختبارًا حقيقيًا للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية. فالتوتر المتزايد بين البلدين يهدد بتقويض هذه العلاقة الاستراتيجية، وقد يكون له تداعيات خطيرة على مسار الحرب في غزة واستقرار المنطقة بأسرها. يبقى السؤال: هل ستتمكن واشنطن وتل أبيب من تجاوز هذه الأزمة وإيجاد حل يحافظ على مصالحهما المشتركة ويحمي المدنيين الأبرياء؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل العلاقة بين البلدين ومستقبل السلام في المنطقة.

إن تحليل الفيديو المعني (والذي لا يمكنني الوصول إليه مباشرة) من شأنه أن يضيف أبعادًا أخرى لهذه القضية المعقدة، مثل تحليل وجهات النظر المختلفة التي يتم طرحها، وتقييم تأثير الأحداث الجارية على الرأي العام، واستكشاف السيناريوهات المحتملة لمستقبل العلاقة الأمريكية الإسرائيلية في ظل هذه الظروف الصعبة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا