Now

ظهور طائرة وغواصة وطبق طائر فى نقوش مصر القديمة

ظهور طائرة وغواصة وطبق طائر فى نقوش مصر القديمة: تحليل نقدي

انتشر على نطاق واسع في السنوات الأخيرة، وخاصة عبر منصات مثل يوتيوب، مقطع فيديو بعنوان ظهور طائرة وغواصة وطبق طائر فى نقوش مصر القديمة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=mhNP2a_10Z8). يدعي هذا الفيديو، وغيره من المقاطع المماثلة، وجود دليل قاطع على أن المصريين القدماء كانوا على علم بتقنيات متطورة للغاية، تفوق بكثير ما هو معترف به في الأوساط الأكاديمية التقليدية، بل وربما تواصلوا مع كائنات فضائية. يقدم الفيديو صورًا لنقوش ورسوم موجودة في المعابد والمقابر المصرية القديمة، ويزعم أن هذه الصور تمثل طائرات وغواصات وأطباقًا طائرة. يهدف هذا المقال إلى تحليل هذا الادعاء بشكل نقدي، وتقديم تفسير بديل أكثر واقعية للنقوش المعنية، مع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي والثقافي للمصريين القدماء.

النقوش المثيرة للجدل: نظرة فاحصة

عادة ما يركز الفيديو على عدة نقوش محددة، أبرزها تلك الموجودة في معبد سيتي الأول في أبيدوس. يظهر في هذا المعبد سلسلة من الصور المركبة التي تم تفسيرها على أنها تمثل طائرة هليكوبتر ودبابة وغواصة. يدعي أنصار هذه النظرية أن هذه الصور دليل قاطع على وجود تقنيات متطورة في مصر القديمة. إلا أن هذا التفسير يتجاهل السياق التاريخي والتقني للنقوش المصرية القديمة، ويعتمد على قراءة سطحية للصور دون فهم الرموز والمعاني التي قصدها الفنانون المصريون.

الواقع أن هذه النقوش الموجودة في معبد سيتي الأول هي مثال على ما يعرف بـ الكتابة التصحيحية أو الكتابة المتراكبة. أثناء حكم سيتي الأول، تم نحت نقوش معينة على جدران المعبد. لاحقًا، في عهد رمسيس الثاني، قاموا بتغيير بعض هذه النقوش. عملية التغيير هذه لم تكن دائمًا مثالية، مما أدى إلى تداخل النقوش القديمة والجديدة. نتيجة لذلك، تظهر بعض الصور بشكل غريب وغير متناسق، مما يخلق وهمًا بوجود أشكال غير مألوفة، مثل تلك التي تم تفسيرها على أنها طائرات وغواصات.

لتوضيح هذه النقطة، يمكن تشبيه الأمر بمحاولة الكتابة فوق نص مكتوب بالفعل دون مسحه بشكل كامل. ستنتج عن ذلك صورة مشوشة وغير واضحة، يمكن تفسيرها بأكثر من طريقة. هذا بالضبط ما حدث في معبد سيتي الأول، حيث تداخلت النقوش القديمة والجديدة لتخلق صورًا غير واضحة تم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها تقنيات متطورة.

الرمزية المصرية القديمة: مفتاح الفهم

من المهم أيضًا فهم أن الفن المصري القديم كان مليئًا بالرمزية. لم يكن الفنانون المصريون يهدفون إلى تصوير الواقع بشكل حرفي، بل كانوا يستخدمون الرموز والأشكال المجردة للتعبير عن الأفكار الدينية والفلسفية. على سبيل المثال، غالبًا ما كانت الحيوانات تمثل صفات معينة، مثل القوة والشجاعة والحكمة. الأشكال الهندسية كانت تستخدم لتمثيل النظام الكوني والتوازن. فهم هذه الرمزية أمر ضروري لفهم النقوش المصرية القديمة بشكل صحيح.

عندما ننظر إلى النقوش المصرية القديمة من منظور رمزي، نجد أن العديد من الصور التي تم تفسيرها على أنها تقنيات متطورة يمكن تفسيرها بشكل مختلف تمامًا. على سبيل المثال، الصورة التي تم تفسيرها على أنها طائرة قد تكون ببساطة تمثيلًا رمزيًا لإله الشمس رع وهو يحلق في السماء على مركبته السماوية. الصورة التي تم تفسيرها على أنها غواصة قد تكون تمثيلًا لرحلة إله الشمس إلى العالم السفلي، حيث يعود إلى الحياة كل صباح.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أن المصريين القدماء كانوا يمتلكون خيالًا واسعًا وقدرة كبيرة على الإبداع. كانوا قادرين على ابتكار صور وأشكال معقدة للتعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم. لا ينبغي أن نفترض أن كل صورة غريبة أو غير مألوفة يجب أن تكون تمثيلًا لتقنية متطورة. في كثير من الأحيان، تكون هذه الصور ببساطة تعبيرًا عن خيال الفنان المصري القديم وقدرته على الإبداع.

التفسير العلمي مقابل التفسير الزائف

يكمن الفرق الأساسي بين التفسير العلمي والتفسير الزائف للنقوش المصرية القديمة في المنهجية المستخدمة. يعتمد التفسير العلمي على الأدلة المادية والتاريخية، ويأخذ في الاعتبار السياق الثقافي والاجتماعي للنقوش. يعتمد على البحث الدقيق والتحليل النقدي، ويحاول تقديم تفسير معقول وموثوق به بناءً على الأدلة المتاحة.

في المقابل، يعتمد التفسير الزائف على الافتراضات المسبقة والتفسيرات السطحية. يتجاهل الأدلة المادية والتاريخية، ويركز على إيجاد دليل يدعم فكرة مسبقة، مثل فكرة وجود كائنات فضائية أو تقنيات متطورة في مصر القديمة. غالبًا ما يعتمد على التخمين والتكهنات، ويتجاهل الحقائق العلمية والتاريخية.

في حالة النقوش المثيرة للجدل في معبد سيتي الأول، فإن التفسير العلمي يركز على حقيقة أن هذه النقوش هي نتيجة لـ الكتابة التصحيحية أو الكتابة المتراكبة. يقدم هذا التفسير تفسيرًا معقولًا وموثوقًا به للصور الغريبة التي تظهر في النقوش، ولا يتطلب اللجوء إلى افتراضات غير مدعومة بالأدلة، مثل فكرة وجود طائرات وغواصات في مصر القديمة.

الخلاصة: الحذر من التفسيرات السطحية

في الختام، من المهم أن نكون حذرين عند تفسير النقوش المصرية القديمة. يجب أن نتجنب التفسيرات السطحية التي تعتمد على الافتراضات المسبقة والتخمينات. بدلاً من ذلك، يجب أن نركز على فهم السياق التاريخي والثقافي للنقوش، وأن نعتمد على الأدلة المادية والتاريخية لتقديم تفسيرات معقولة وموثوقة بها.

إن فكرة وجود طائرات وغواصات وأطباق طائرة في مصر القديمة هي فكرة مثيرة ومغرية، ولكنها لا تستند إلى أي دليل مادي أو تاريخي. إن النقوش التي تم تفسيرها على أنها تمثل هذه التقنيات المتطورة هي ببساطة نتيجة لعملية الكتابة التصحيحية أو الكتابة المتراكبة، وهي ظاهرة معروفة وموثقة في علم المصريات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الفن المصري القديم كان مليئًا بالرمزية، وأن الصور التي تظهر فيه غالبًا ما تحمل معاني رمزية أعمق من مجرد تمثيل حرفي للواقع.

بدلاً من البحث عن دليل على وجود كائنات فضائية أو تقنيات متطورة في مصر القديمة، يجب أن نركز على فهم الحضارة المصرية القديمة بكل تعقيداتها وروعتها. يجب أن نقدر إنجازاتهم العظيمة في مجالات الهندسة المعمارية والفن والأدب والعلوم، وأن نتعلم من حكمتهم ومعرفتهم. بهذه الطريقة فقط يمكننا حقًا أن نفهم ونقدر الحضارة المصرية القديمة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

آية تفتح الرزق و أعمال تجلب الفقر و سلوك قد يقلب حال الفقير الى غني

هام و صادم القمر يعرض خريطة الأرض مع اطلانطس و الجزائر الكبير و ما وراء الجدار الجليدي صنع الله

القصة التي لم تسمعها و الخريطة الحقيقية لرحلة ذو القرنين الى أرض يأجوج و مأجوج و الجدار الجليدي

استعدو سر يكشف لأول مرة عن مثلث برمودا في بحر الظلمات الأطلسي اكبر بحار الارض الذي اخفو جزء كبير منه

فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت سر البيت الناجي من الكارثة

رحلة الى أنتاركتيكا إنتهت بفضيحة الشمس المزيفة تظهر من جديد

اكتشاف علمي مذهل يثبت أن مكة وسط الأرض في الموقع صفر الذي سرقته بريطانيا

العين حق و الامريكان يتدربون عليها سريا و ميكانيكا الكم تفك شفرتها و تفسر القدرات النفسية

آيات كأنك اول مرة تقرأها الإنسان له نفس واحدة و لكن قد يملك أكثر من روح

لما نعيش فتبات موبيلات وننسى الذات والزيتون

حبه ملح مش كتير الله ولا قليله

محاكمة الماحى إيهاب حريرى وكل من ورائه إن كنتم مؤمنين بالله