مصطفى البرغوثي من منتدى الجزيرة: 7 أكتوبر وما تلاه نسف فكرة الحل الوسط مع الحركة الصهيونية

في ظهور له ضمن منتدى الجزيرة، قدم الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، تحليلاً شاملاً للأحداث التي أعقبت السابع من أكتوبر، مؤكدًا على أنها مثلت نقطة تحول حاسمة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ونسفت بشكل قاطع فكرة الحلول الوسط أو التسويات الجزئية مع الحركة الصهيونية.

استهل البرغوثي حديثه بالتأكيد على أن السابع من أكتوبر لم يكن حدثًا معزولًا، بل هو نتيجة مباشرة لعقود من الاحتلال والقمع واليأس الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. وأوضح أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية كان رد فعل طبيعيًا على هذا الواقع المرير، وأن محاولة تصويره كعمل إرهابي دون سياقه التاريخي والسياسي هو تضليل متعمد للحقائق.

ثم انتقل البرغوثي إلى تحليل تداعيات السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن رد الفعل الإسرائيلي الوحشي، والذي تمثل في القصف العشوائي لقطاع غزة المحاصر، وارتكاب المجازر بحق المدنيين، كشف عن الوجه الحقيقي للحركة الصهيونية، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها حركة استيطانية إحلالية لا تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني، ولا ترغب في التعايش السلمي معه.

وأكد البرغوثي أن هذا الرد الإسرائيلي العنيف قد نسف بشكل كامل فكرة الحلول الوسط، أو التسويات الجزئية التي كانت مطروحة في السابق، والتي تقوم على أساس تقديم تنازلات من الجانب الفلسطيني مقابل وعود غير مضمونة من الجانب الإسرائيلي. وأوضح أن ما حدث بعد السابع من أكتوبر أظهر أن إسرائيل لا تحترم أي اتفاقيات أو تعهدات، وأنها مستعدة لارتكاب أي شيء من أجل تحقيق أهدافها الاستيطانية والتوسعية.

وشدد البرغوثي على أن المرحلة الحالية تتطلب من الشعب الفلسطيني إعادة تقييم استراتيجيته، والتركيز على بناء الوحدة الوطنية، وتفعيل المقاومة الشعبية الشاملة، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافه الوطنية المشروعة، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

واختتم البرغوثي حديثه بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، ورفع الحصار عن غزة، وإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة.