ترمب يتوعّد رؤساء الجامعات الأميركية الداعمة لغزة بقطع التمويل

في تصريح أثار جدلاً واسعاً، توعد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رؤساء الجامعات الأميركية التي يرى أنها تدعم الاحتجاجات المؤيدة لغزة بقطع التمويل الفيدرالي عنها في حال عودته إلى البيت الأبيض. هذا التهديد، الذي ورد في فيديو انتشر على نطاق واسع على يوتيوب، يمثل تصعيداً ملحوظاً في الجدل الدائر حول حرية التعبير والحقوق الطلابية في الجامعات الأميركية، ويثير تساؤلات حول مستقبل التمويل التعليمي والسياسة الجامعية.

منذ اندلاع الحرب في غزة، شهدت الجامعات الأميركية موجة من الاحتجاجات الطلابية تضامناً مع الفلسطينيين، مطالبة بوقف إطلاق النار وسحب الاستثمارات الجامعية من الشركات التي تدعم إسرائيل. هذه الاحتجاجات، التي اتسم بعضها بالفوضى والاشتباكات مع الشرطة، أثارت غضب بعض السياسيين والمواطنين، الذين يرون فيها معاداة للسامية ودعماً للإرهاب.

يرى ترمب أن هذه الاحتجاجات تجاوزت حدود حرية التعبير، وأن الجامعات التي تسمح بها أو تتغاضى عنها تستحق العقاب. ويستند في تهديده بقطع التمويل إلى سلطة الرئيس في التأثير على ميزانية التعليم الفيدرالية، وهو ما يمثل سلاحاً قوياً يمكن استخدامه لتشكيل السياسة الجامعية.

لكن منتقدين يرون في تهديد ترمب اعتداءً على استقلالية الجامعات وحرية التعبير الأكاديمية. ويؤكدون أن الجامعات يجب أن تكون ملاذاً آمناً للنقاش الحر وتبادل الأفكار، حتى لو كانت هذه الأفكار مثيرة للجدل أو غير شعبية. ويحذرون من أن قطع التمويل سيؤدي إلى تقويض جودة التعليم والبحث العلمي، ويضر بسمعة الجامعات الأميركية على مستوى العالم.

يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان ترمب سينفذ تهديده بالفعل في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة. لكن مجرد طرح هذا التهديد يثير قلقاً عميقاً في الأوساط الأكاديمية، ويشير إلى أن قضية فلسطين ستظل حاضرة بقوة في السياسة الأميركية، حتى بعد انتهاء الحرب في غزة.