مُتجاهلين القصف الأميركي شاهد مليونية في ساحة السبعين بصنعاء تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في غزة
متجاهلين القصف الأميركي: مليونية في ساحة السبعين بصنعاء تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في غزة
في مشهد تحدٍ وإصرار، اجتمع مئات الآلاف، وربما تجاوز العدد المليون، في ساحة السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء، في مظاهرة حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. المظاهرة التي وثقها فيديو منشور على يوتيوب بعنوان مُتجاهلين القصف الأميركي شاهد مليونية في ساحة السبعين بصنعاء تنديدا بالجرائم الإسرائيلية في غزة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=UnCHyYhV-as)، تأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها اليمن، حيث يعاني البلد من حرب أهلية مستمرة وتدخلات خارجية متعددة، بما في ذلك القصف الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها.
إن انعقاد هذه المظاهرة بهذا الحجم الكبير يحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. فهو يعكس قدرة اليمنيين على التوحد والتعبير عن آرائهم رغم التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية التي تواجههم. كما يمثل رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية لا تزال حية في قلوب اليمنيين، وأنهم لن يصمتوا أمام الظلم والمعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة.
دلالات المظاهرة في سياق الحرب اليمنية
لا يمكن فهم مغزى هذه المظاهرة بمعزل عن السياق اليمني المعقد. فالبلاد تشهد حربا أهلية منذ سنوات، أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بشكل كارثي. ورغم ذلك، فإن اليمنيين، بمختلف انتماءاتهم وولاءاتهم السياسية، يجدون في القضية الفلسطينية نقطة التقاء تجمعهم وتوحدهم. إن التنديد بالجرائم الإسرائيلية في غزة يمثل بالنسبة للكثير من اليمنيين تعبيرا عن رفض الظلم والاستبداد والقهر الذي يعانون منه بأنفسهم. كما أن مشاركة أعداد كبيرة من المواطنين في هذه المظاهرة، رغم المخاطر الأمنية المحتملة، تؤكد على إصرارهم على ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي والمشاركة في القضايا التي تهمهم.
إضافة إلى ذلك، فإن تزامن المظاهرة مع استمرار القصف الأميركي على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن، يحمل رسالة تحدٍ واضحة للولايات المتحدة وحلفائها. فالشعب اليمني يرفض التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، ويرى أن هذه التدخلات تزيد من تعقيد الوضع وتعمق الأزمة الإنسانية. إن المشاركة في المظاهرة، رغم القصف الأميركي، تعكس تصميم اليمنيين على عدم الخضوع للضغوط الخارجية، وعلى مواصلة دعمهم للقضية الفلسطينية مهما كانت التحديات.
رسائل المظاهرة إلى المجتمع الدولي
تحمل المظاهرة في ساحة السبعين بصنعاء رسائل متعددة إلى المجتمع الدولي، أبرزها:
- التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية: المظاهرة تؤكد على أن القضية الفلسطينية لا تزال تحتل مكانة مركزية في قلوب اليمنيين، وأنهم لن يتخلوا عن دعمهم للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
- إدانة العدوان الإسرائيلي: المظاهرة تعبر عن إدانة قوية للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذه الجرائم وحماية المدنيين الفلسطينيين.
- رفض التدخلات الخارجية: المظاهرة تعبر عن رفض اليمنيين للتدخلات الخارجية في شؤونهم الداخلية، وتطالب بوقف القصف الأميركي وجميع أشكال التدخل الأجنبي في اليمن.
- المطالبة بالسلام العادل: المظاهرة تدعو إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الاستقرار والأمن للجميع.
إن هذه الرسائل يجب أن تصل إلى صناع القرار في العالم، وأن تدفعهم إلى إعادة النظر في سياساتهم تجاه المنطقة، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم الذي يضمن حقوق جميع الشعوب.
تأثير المظاهرة على الرأي العام
لا شك أن المظاهرة في ساحة السبعين بصنعاء سيكون لها تأثير كبير على الرأي العام، سواء في اليمن أو في المنطقة العربية والعالم. فالمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عن الحشود الضخمة التي تملأ الساحة، والهتافات التي تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، والرسائل التي تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي، كلها عوامل تساهم في تشكيل وعي عام مناصر للقضية الفلسطينية ومناهض للظلم والاستبداد.
كما أن المظاهرة تمثل مصدر إلهام للناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وتؤكد على أن النضال من أجل العدالة والحرية لا يزال ممكناً، حتى في ظل أصعب الظروف. إن رؤية اليمنيين يتحدون القصف الأميركي ويخرجون إلى الشوارع للتعبير عن آرائهم، تبعث الأمل في إمكانية تحقيق التغيير الإيجابي في المنطقة والعالم.
خلاصة
إن المظاهرة المليونية في ساحة السبعين بصنعاء، التي وثقها فيديو اليوتيوب المشار إليه، تمثل حدثاً مهماً يحمل دلالات عميقة في السياق اليمني والإقليمي والدولي. فهي تعكس قدرة اليمنيين على التوحد والتعبير عن آرائهم رغم التحديات الكبيرة التي تواجههم، وتؤكد على مركزية القضية الفلسطينية في قلوبهم، وتوجه رسائل قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما أن المظاهرة تمثل مصدر إلهام للناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وتؤكد على أن النضال من أجل العدالة والحرية لا يزال ممكناً، حتى في ظل أصعب الظروف.
إن هذه المظاهرة يجب أن تدفعنا جميعاً إلى التفكير في مسؤوليتنا تجاه الشعب الفلسطيني، وإلى العمل على دعم نضاله من أجل الحرية والاستقلال، وإلى المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق جميع الشعوب في المنطقة.
مقالات مرتبطة