Now

حراك الشارع والتأثير في موقف لندن وواشنطن بلعبة مفاتيح الحل والتعقيد للعدوان على غزة

حراك الشارع والتأثير في موقف لندن وواشنطن بلعبة مفاتيح الحل والتعقيد للعدوان على غزة

يشكل حراك الشارع، وما يرافقه من مظاهرات واحتجاجات، قوة ضاغطة لا يستهان بها على الحكومات وصناع القرار في مختلف أنحاء العالم. وعندما يتعلق الأمر بقضايا دولية معقدة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعدوان على غزة، تزداد أهمية هذا الحراك وتأثيره. هذا المقال، مستلهماً من فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=Q1-FlEog7E4، يسعى إلى تحليل كيف يمكن لحراك الشارع أن يؤثر في موقف لندن وواشنطن، وهما قوتان لهما دور محوري في هذا الصراع، وكيف يمكن أن يكون هذا الحراك جزءاً من لعبة مفاتيح الحل والتعقيد المتعلقة بالعدوان على غزة.

قوة الشارع: صوت الشعوب المؤثر

لا يمكن التقليل من أهمية حراك الشارع في تشكيل الرأي العام والتأثير على السياسات الحكومية. ففي الديمقراطيات الغربية، تعتمد الحكومات على دعم شعبي واسع النطاق لتنفيذ سياساتها، سواء كانت داخلية أو خارجية. وعندما يخرج الشارع بأعداد كبيرة للتعبير عن رفضه لسياسة معينة، أو مطالبته باتخاذ موقف مغاير، فإن ذلك يضع ضغوطاً كبيرة على الحكومة، ويجبرها على إعادة النظر في حساباتها.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لطالما كان حراك الشارع، خاصة في الدول الغربية، عاملاً مهماً في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية. المظاهرات والاعتصامات والفعاليات المختلفة التي تنظمها حركات التضامن مع فلسطين، والمنظمات الحقوقية، وأفراد المجتمع المدني، تساهم في رفع مستوى الوعي بالقضية، وحشد التأييد لها. هذه التحركات الشعبية تعمل أيضاً على مواجهة الروايات المضللة التي تحاول تبرير الاحتلال والعدوان، وتساهم في تشكيل صورة أكثر واقعية وموضوعية عن الصراع.

لندن وواشنطن: مفاتيح الحل والتعقيد

تتمتع كل من لندن وواشنطن بنفوذ كبير في السياسة الدولية، وتلعبان دوراً محورياً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الولايات المتحدة الأمريكية هي الحليف الأقوى لإسرائيل، وتقدم لها دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً هائلاً. هذا الدعم يمنح إسرائيل قوة كبيرة، ويجعلها أقل استعداداً لتقديم تنازلات، أو الانخراط في عملية سلام حقيقية. أما المملكة المتحدة، فلها تاريخ طويل في المنطقة، وتربطها علاقات وثيقة مع كل من إسرائيل والدول العربية. ولذلك، يمكن للندن أن تلعب دوراً مهماً في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، والضغط من أجل حل عادل وشامل.

لكن، في الواقع، غالباً ما يميل موقف لندن وواشنطن إلى جانب إسرائيل، على حساب الحقوق الفلسطينية. هذا الميل يعود إلى عدة أسباب، منها: الضغوط التي تمارسها جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، التأثير القوي للوبي الصهيوني في وسائل الإعلام والسياسة، الاعتبارات الاستراتيجية التي تجعل إسرائيل حليفاً مهماً للغرب في المنطقة، والخوف من ردود الفعل العنيفة من قبل بعض الجماعات المتطرفة.

ولذلك، فإن تغيير موقف لندن وواشنطن، وجعله أكثر توازناً وعدلاً، يعتبر تحدياً كبيراً، ولكنه ليس مستحيلاً. حراك الشارع يمكن أن يكون جزءاً مهماً من هذا التغيير، من خلال الضغط على الحكومات، وكشف الحقائق، وتشكيل رأي عام داعم للحقوق الفلسطينية.

تأثير حراك الشارع على موقف لندن وواشنطن: آليات وقيود

هناك عدة آليات يمكن من خلالها لحراك الشارع أن يؤثر في موقف لندن وواشنطن:

  • تشكيل الرأي العام: المظاهرات والاحتجاجات والفعاليات المختلفة تساهم في رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية. هذا الوعي المتزايد يمكن أن يؤدي إلى تغيير في الرأي العام، وجعله أكثر تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني، وأكثر انتقاداً للسياسات الإسرائيلية.
  • الضغط على السياسيين: عندما يرى السياسيون أن هناك شريحة كبيرة من الناخبين تدعم القضية الفلسطينية، فإنهم قد يكونون أكثر استعداداً لاتخاذ مواقف أكثر جرأة، أو على الأقل، إعادة النظر في مواقفهم السابقة.
  • دعم المنظمات الحقوقية: حراك الشارع يمكن أن يوفر دعماً معنوياً ومادياً للمنظمات الحقوقية التي تعمل على فضح الانتهاكات الإسرائيلية، ومقاضاة المسؤولين عنها.
  • مقاطعة المنتجات الإسرائيلية: حركة المقاطعة (BDS) هي مثال على كيف يمكن لحراك الشارع أن يؤثر اقتصادياً على إسرائيل، ويضغط عليها لتغيير سياساتها.

ومع ذلك، هناك أيضاً بعض القيود التي تحد من تأثير حراك الشارع:

  • التغطية الإعلامية المتحيزة: غالباً ما تتجاهل وسائل الإعلام الغربية حراك الشارع الداعم لفلسطين، أو تقوم بتشويهه، من خلال تصوير المتظاهرين على أنهم معادون للسامية، أو داعمون للإرهاب.
  • نفوذ اللوبي الصهيوني: يتمتع اللوبي الصهيوني بنفوذ كبير في وسائل الإعلام والسياسة، ويمكنه أن يعرقل أي محاولة لتغيير السياسات الغربية تجاه إسرائيل.
  • الاعتبارات الاستراتيجية: تعتبر إسرائيل حليفاً مهماً للغرب في المنطقة، ولذلك، فإن الحكومات الغربية غالباً ما تفضل الحفاظ على علاقات جيدة معها، حتى لو كان ذلك على حساب الحقوق الفلسطينية.

لعبة مفاتيح الحل والتعقيد: كيف يمكن لحراك الشارع أن يلعب دوراً؟

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو صراع معقد ومتشابك، وتتداخل فيه العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الحل لهذا الصراع يتطلب معالجة هذه العوامل بشكل شامل، والوصول إلى تسوية عادلة وشاملة تلبي حقوق جميع الأطراف.

حراك الشارع يمكن أن يلعب دوراً مهماً في هذه اللعبة المعقدة، من خلال:

  • تسليط الضوء على الحقائق: حراك الشارع يمكن أن يساهم في كشف الحقائق المتعلقة بالاحتلال والعدوان، وفضح الانتهاكات الإسرائيلية، وتقديم صورة أكثر واقعية وموضوعية عن الصراع.
  • الضغط على الأطراف المعنية: حراك الشارع يمكن أن يضغط على الحكومات الغربية لتغيير سياساتها تجاه إسرائيل، وعلى إسرائيل لإنهاء الاحتلال والعدوان، وعلى القيادة الفلسطينية للوحدة والعمل المشترك.
  • بناء تحالفات: حراك الشارع يمكن أن يساهم في بناء تحالفات بين مختلف القوى والشخصيات التي تدعم القضية الفلسطينية، سواء في الغرب أو في العالم العربي والإسلامي.
  • تقديم بدائل: حراك الشارع يمكن أن يقترح بدائل للحلول التقليدية التي فشلت في تحقيق السلام، مثل حل الدولتين، أو الدولة الواحدة، أو غيرها من الحلول الإبداعية.

باختصار، حراك الشارع ليس حلاً سحرياً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكنه جزء مهم من لعبة مفاتيح الحل والتعقيد. من خلال الضغط على الحكومات، وكشف الحقائق، وتشكيل رأي عام داعم للحقوق الفلسطينية، يمكن لحراك الشارع أن يساهم في تغيير ميزان القوى، والوصول إلى حل عادل وشامل.

الخلاصة

إن حراك الشارع يمثل قوة دافعة للتغيير، وقادرة على التأثير في مواقف الدول الكبرى كلندن وواشنطن، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا حساسة مثل العدوان على غزة. من خلال التوعية، والضغط السياسي، والمقاطعة، وبناء التحالفات، يمكن للشارع أن يساهم في كشف الحقائق، وتغيير الرأي العام، ودفع الحكومات إلى تبني سياسات أكثر عدلاً وتوازناً. على الرغم من التحديات والقيود التي تواجه هذا الحراك، إلا أنه يبقى عنصراً أساسياً في لعبة مفاتيح الحل والتعقيد، ومفتاحاً نحو تحقيق السلام والعدالة في فلسطين.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا