كيف سقطت حماة بأيدي الفصائل المسلحة؟.. تحليل من المرصد السوري لحقوق الإنسان

يتناول هذا المقال تحليلًا لأسباب سقوط مدينة حماة السورية في أيدي الفصائل المسلحة، وذلك بناءً على المعلومات التي قدمها مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في مقابلة تلفزيونية (رابط الفيديو مرفق أدناه). يهدف هذا التحليل إلى فهم السياق التاريخي والسياسي والعسكري الذي أدى إلى هذا التطور الدراماتيكي في الصراع السوري.

يشير مدير المرصد إلى أن عدة عوامل متداخلة ساهمت في سقوط حماة. أولاً، يذكر تزايد الاستياء الشعبي من النظام السوري في حماة والمناطق المحيطة بها، وذلك بسبب القمع السياسي والاقتصادي. هذا الاستياء خلق بيئة حاضنة للفصائل المسلحة الباحثة عن قاعدة شعبية لدعم عملياتها.

ثانيًا، يلفت الانتباه إلى ضعف التنسيق بين قوات النظام السوري المتمركزة في حماة. هذا الضعف في التنسيق، بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية داخل صفوف الجيش، سهل على الفصائل المسلحة تنفيذ هجمات منسقة ومباغتة. كما أن نقص الإمدادات والتجهيزات العسكرية للجيش في تلك الفترة، نتيجة لتوسع رقعة الحرب في مناطق أخرى، أضعف قدرته على الدفاع عن المدينة.

ثالثًا، يوضح أن الفصائل المسلحة تمكنت من الاستفادة من الدعم الخارجي، سواء كان دعمًا ماليًا أو لوجستيًا أو عسكريًا. هذا الدعم مكنها من الحصول على الأسلحة والمعدات اللازمة لتنفيذ عملياتها، وتعزيز قدراتها القتالية.

رابعًا، يشدد على أهمية العامل الجغرافي. فالمدينة محاطة بمناطق ريفية واسعة، مما سهل على الفصائل المسلحة التحرك والتنقل بحرية، وتجنب المراقبة والرصد من قبل قوات النظام.

بالإضافة إلى هذه العوامل الرئيسية، يذكر مدير المرصد عوامل أخرى ثانوية ساهمت في سقوط حماة، مثل الدعاية الإعلامية التي استخدمتها الفصائل المسلحة لجذب المزيد من المقاتلين، وتشويه صورة النظام السوري. وأخيرًا، يشير إلى دور بعض الشخصيات المحلية التي انضمت إلى الفصائل المسلحة، وقدمت لها معلومات استخباراتية هامة ساعدتها في التخطيط لعملياتها.

ختامًا، يرى مدير المرصد أن سقوط حماة لم يكن مجرد انتصار عسكري للفصائل المسلحة، بل كان أيضًا مؤشرًا على تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في سوريا، وتعمق الانقسامات الداخلية، وتزايد التدخلات الخارجية.

رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=uYImTsjMaLU