Now

هل يفتقر نتنياهو إلى خطة لليوم التالي للحرب

هل يفتقر نتنياهو إلى خطة لليوم التالي للحرب؟

عنوان هذا المقال مستوحى من فيديو على يوتيوب يحمل نفس الاسم، ويتناول سؤالًا جوهريًا يتردد صداه في أروقة السياسة والإعلام وحتى بين عامة الناس المهتمين بالشأن الفلسطيني الإسرائيلي: هل يمتلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤية واضحة وملموسة لما سيحدث في غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية؟ السؤال ليس مجرد ترف فكري، بل يمس صميم مستقبل المنطقة برمتها، ويحدد مسارات السلام (أو بالأحرى، الاستقرار النسبي) والحرب لسنوات قادمة.

منذ بدء العمليات العسكرية في غزة ردًا على هجوم السابع من أكتوبر، ركز الخطاب الإسرائيلي الرسمي على هدف واحد رئيسي: القضاء على حركة حماس وقدراتها العسكرية والإدارية. هذا الهدف، على الرغم من أهميته من وجهة نظر إسرائيلية، يظل غير كافيًا للإجابة على السؤال الأهم: ماذا بعد؟ ببساطة، القضاء على حماس، حتى لو تحقق بشكل كامل (وهو أمر مشكوك فيه)، لا يعني بالضرورة تحقيق الاستقرار أو السلام. الفراغ الذي سيخلفه غياب حماس، إذا لم يتم ملؤه ببديل مقبول وفعال، قد يؤدي إلى فوضى عارمة وصراعات داخلية، مما يخلق بيئة مثالية لظهور تنظيمات أكثر تطرفًا وعنفًا.

الفيديو المذكور، والذي يمكن مشاهدته على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=13xRpzIVp-U، يسلط الضوء على جوانب متعددة من هذا الإشكال. يتطرق إلى غياب استراتيجية واضحة من جانب الحكومة الإسرائيلية لما بعد الحرب، وإلى التناقضات الظاهرة في تصريحات المسؤولين، وإلى الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل لتقديم رؤية مستقبلية قابلة للتطبيق.

إحدى المشكلات الرئيسية تكمن في الانقسامات العميقة داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها. فهناك تيارات مختلفة تتنافس على تحديد شكل اليوم التالي. بعض الأصوات تدعو إلى احتلال طويل الأمد لغزة، وإعادة بناء المستوطنات التي تم إخلاؤها عام 2005. هذه الرؤية، بالطبع، غير مقبولة دوليًا، وستزيد من عزلة إسرائيل وتفاقم الصراع. تيارات أخرى، أكثر اعتدالًا، تدعو إلى تسليم إدارة غزة إلى سلطة فلسطينية مجددة ومدعومة دوليًا. لكن هذا الخيار يواجه تحديات كبيرة، أبرزها ضعف السلطة الفلسطينية الحالية، وعدم قدرتها على بسط سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى معارضة بعض الأطراف الإسرائيلية التي لا تثق في قدرة السلطة الفلسطينية على منع عودة حماس أو أي تنظيم آخر.

بالإضافة إلى الانقسامات الداخلية، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لتقديم خطة واضحة لليوم التالي. الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، أعربت مرارًا وتكرارًا عن قلقها بشأن غياب استراتيجية واضحة، وحثت إسرائيل على الانخراط في حوار جاد مع السلطة الفلسطينية والدول العربية والمجتمع الدولي للتوصل إلى حلول مستدامة. الدول الأوروبية أيضًا تضغط على إسرائيل في هذا الاتجاه، وتحذر من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

من الجدير بالذكر أن غياب خطة واضحة لليوم التالي ليس مجرد خطأ استراتيجي، بل هو أيضًا عامل يقوض فرص تحقيق السلام والأمن على المدى الطويل. فبدون رؤية مستقبلية مقنعة، سيظل الفلسطينيون يشعرون باليأس والإحباط، مما يزيد من احتمالات اندلاع أعمال عنف جديدة. كما أن عدم وجود خطة واضحة يسمح لحماس (أو أي تنظيم آخر) بإعادة تنظيم صفوفها واستعادة نفوذها، مما يعيدنا إلى نقطة البداية.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لا يمتلك نتنياهو خطة واضحة لليوم التالي؟ هناك عدة تفسيرات محتملة. أحدها هو أن نتنياهو يفضل التريث والتأجيل، منتظرًا تطورات الأحداث على الأرض لكي يحدد مساره. تفسير آخر هو أن نتنياهو يواجه ضغوطًا كبيرة من شركائه في الائتلاف الحكومي، الذين يتبنون مواقف متشددة تجاه القضية الفلسطينية، مما يمنعه من تقديم أي تنازلات أو حلول وسط. تفسير ثالث هو أن نتنياهو ببساطة لا يمتلك رؤية واضحة للمستقبل، وأنه يركز بشكل أساسي على البقاء في السلطة، بغض النظر عن العواقب.

بغض النظر عن الأسباب، فإن غياب خطة واضحة لليوم التالي يمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل المنطقة. يجب على إسرائيل أن تدرك أن الحل العسكري وحده غير كاف لتحقيق الأمن والاستقرار. يجب عليها أن تنخرط في حوار جاد مع الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي عادل وشامل يضمن حقوق الجميع. يجب عليها أن تفكر في مستقبل غزة بعد حماس، وأن تعمل على إعادة بنائها وتنميتها، وتمكين سكانها من العيش بكرامة وأمان. يجب عليها أن تتخلى عن سياسة الاستيطان، وأن تحترم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. باختصار، يجب على إسرائيل أن تختار بين طريق السلام وطريق الحرب، بين التعاون والصراع، بين المستقبل والماضي.

إن التحدي الذي يواجهه نتنياهو (وإسرائيل عمومًا) ليس مجرد تحد عسكري أو أمني، بل هو تحد سياسي وأخلاقي. إنه تحد يتعلق بقدرة إسرائيل على رؤية ما وراء اللحظة الراهنة، وعلى التفكير في مستقبل المنطقة برمتها. إنه تحد يتعلق بقدرة إسرائيل على الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، وعلى التعايش معهم بسلام وأمان. إنه تحد يتعلق بقدرة إسرائيل على أن تكون جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة.

في الختام، يمكن القول أن السؤال المطروح في عنوان هذا المقال (وهو عنوان الفيديو المذكور) لا يزال مفتوحًا. الإجابة عليه تعتمد على الخيارات التي ستتخذها إسرائيل في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة. نأمل أن تختار إسرائيل طريق السلام، وأن تعمل على بناء مستقبل أفضل للجميع في المنطقة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا