قصف رفح: مأساة تتجدد في حي تل السلطان

في فيديو مؤلم انتشر على موقع يوتيوب، تحت عنوان 5 شهداء بينهم امرأة حامل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا يؤوي نازحين في حي تل السلطان غربي رفح، تتكشف فصول جديدة من المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة.

يصور الفيديو، الذي تداولته العديد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، الآثار المدمرة لقصف استهدف منزلاً كان يؤوي نازحين في حي تل السلطان غربي رفح. المشاهد قاسية ومؤثرة، حيث تظهر فرق الإنقاذ وهي تنتشل الجثث من تحت الأنقاض، وسط صرخات الفزع والألم.

الخبر الأكثر إيلاماً في هذا الفيديو هو استشهاد خمسة أشخاص، من بينهم امرأة حامل. هذه المعلومة تزيد من فداحة الجريمة، وتؤكد على أن القصف لم يفرق بين مدني أعزل وآخر، بل طال حتى الأجنة في بطون أمهاتهم. إن استهداف المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وجميع الأعراف والقيم الإنسانية.

حي تل السلطان، الذي كان يعتبر ملاذاً آمناً نسبياً للنازحين الفارين من القصف في مناطق أخرى من قطاع غزة، أصبح الآن مسرحاً للموت والدمار. هذه الحادثة تثير تساؤلات جدية حول مدى فعالية التدابير المتخذة لحماية المدنيين في مناطق الصراع، وتدعو إلى ضرورة إجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجريمة لمحاسبة المسؤولين عنها.

إن هذا الفيديو، وغيره من الفيديوهات التي توثق جرائم الحرب في غزة، يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي. يجب على العالم أن يتحرك بشكل عاجل لوقف هذه المأساة الإنسانية، والضغط على جميع الأطراف للامتثال للقانون الدولي وحماية المدنيين.

إن دماء الشهداء، بمن فيهم المرأة الحامل وجنينها، لن تذهب هدراً. ستظل هذه الجريمة وصمة عار على جبين الإنسانية، وستظل تذكرنا بواجبنا الأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.