Now

عزمي بشارة الحرب على غزة بين المتغيرات الداخلية في إسرائيل والتحركات الأميركية وحسابات اليوم التالي

عزمي بشارة: الحرب على غزة بين المتغيرات الداخلية في إسرائيل والتحركات الأميركية وحسابات اليوم التالي

تحليل معمق قدمه المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة في فيديو على اليوتيوب يحمل عنوان الحرب على غزة بين المتغيرات الداخلية في إسرائيل والتحركات الأميركية وحسابات اليوم التالي، يقدم فيه رؤية شاملة للأبعاد المختلفة للحرب الدائرة في غزة. يتناول بشارة في تحليله المتغيرات الداخلية في إسرائيل، والتحركات الأميركية على المستويين السياسي والعسكري، بالإضافة إلى سيناريوهات اليوم التالي المحتملة، محاولًا استشراف مستقبل الصراع وتأثيراته على المنطقة.

المتغيرات الداخلية في إسرائيل: مجتمع منقسم وبحث عن الشرعية

يشير الدكتور بشارة إلى أن الحرب على غزة لم تأتِ في فراغ، بل هي نتاج تراكمات داخلية في المجتمع الإسرائيلي. يصف المجتمع الإسرائيلي بأنه مجتمع يعيش حالة من الانقسام العميق، لا سيما فيما يتعلق بالقضايا السياسية والاجتماعية. هذا الانقسام، بحسب بشارة، انعكس بشكل واضح على أداء الحكومة الإسرائيلية خلال الحرب، وعلى قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة وموحدة. كما يوضح أن الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو تعاني من أزمة شرعية داخلية، وأن الحرب على غزة تمثل بالنسبة لها محاولة لاستعادة هذه الشرعية وتوحيد الصفوف خلفها.

ويضيف بشارة أن هناك تيارًا قويًا في المجتمع الإسرائيلي يدعو إلى حلول جذرية للقضية الفلسطينية، بما في ذلك إعادة احتلال غزة وطرد سكانها. هذا التيار، وإن كان يمثل أقلية، إلا أنه يتمتع بنفوذ كبير داخل الحكومة والمؤسسة العسكرية، ويدفع باتجاه تصعيد العنف وتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب الفلسطيني. بالمقابل، هناك أصوات أخرى في المجتمع الإسرائيلي تدعو إلى حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، وإلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. هذه الأصوات، بحسب بشارة، مهمشة ومستبعدة من دائرة صنع القرار، ولكنها تمثل الأمل الوحيد في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

التحركات الأميركية: دعم غير مشروط وتوازنات معقدة

يتناول الدكتور بشارة الدور الأميركي في الحرب على غزة، ويصفه بأنه دور محوري وحاسم. يوضح أن الولايات المتحدة تقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل على المستويين السياسي والعسكري، وأن هذا الدعم يمثل عاملًا أساسيًا في استمرار الحرب وتصعيدها. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تستخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لحماية إسرائيل من أي قرار يدينها أو يفرض عليها عقوبات. كما أنها تقدم لها مساعدات عسكرية ضخمة، تمكنها من مواصلة عملياتها العسكرية في غزة.

ومع ذلك، يوضح بشارة أن هناك بعض التوازنات المعقدة التي تحكم التحركات الأميركية. فالولايات المتحدة، بحسب بشارة، تسعى إلى الحفاظ على مصالحها في المنطقة، والتي تشمل ضمان أمن إسرائيل، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على تدفق النفط. هذه المصالح قد تتعارض في بعض الأحيان، مما يجعل الدور الأميركي أكثر تعقيدًا وتناقضًا. على سبيل المثال، الولايات المتحدة قد تدعم إسرائيل في حربها على غزة، ولكنها في نفس الوقت قد تدعو إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان الفلسطينيين. هذه التناقضات، بحسب بشارة، تعكس التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في إدارة علاقاتها مع إسرائيل ومع الدول العربية.

حسابات اليوم التالي: سيناريوهات قاتمة ومستقبل مجهول

يخصص الدكتور بشارة جزءًا كبيرًا من تحليله لمناقشة سيناريوهات اليوم التالي للحرب على غزة. يوضح أن هناك العديد من السيناريوهات المحتملة، تتراوح بين استمرار الوضع الراهن، وإعادة احتلال غزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويشير إلى أن كل سيناريو من هذه السيناريوهات يحمل في طياته تحديات ومخاطر كبيرة.

ويرى بشارة أن استمرار الوضع الراهن، أي استمرار الحصار على غزة واستمرار العنف المتقطع، هو السيناريو الأكثر ترجيحًا. هذا السيناريو، بحسب بشارة، يعني استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، واستمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة. أما سيناريو إعادة احتلال غزة، فهو سيناريو كارثي، بحسب بشارة، لأنه سيؤدي إلى المزيد من العنف والدمار، وسيخلق حالة من المقاومة الشعبية المستمرة. أما سيناريو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فهو السيناريو الأكثر صعوبة، ولكنه السيناريو الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

ويختتم بشارة تحليله بالتأكيد على أن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتوقف على عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات الداخلية في إسرائيل، والتحركات الأميركية، وقدرة الشعب الفلسطيني على الصمود والمقاومة. ويشدد على أن الحل الوحيد العادل والدائم للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الحل، بحسب بشارة، هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يضمن الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة.

نقد وتحليل إضافي

تحليل الدكتور عزمي بشارة يتميز بالعمق والشمولية، ويعرض رؤية متوازنة للأبعاد المختلفة للحرب على غزة. إلا أنه يمكن إضافة بعض النقاط الإضافية لتوضيح الصورة بشكل أكبر. على سبيل المثال، يمكن التطرق إلى دور بعض الدول العربية في الأزمة، وإلى تأثير الصراع على الرأي العام العالمي. كما يمكن التطرق إلى دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام حول الصراع، وإلى أهمية مكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن التركيز بشكل أكبر على الأسباب الجذرية للصراع، وعلى أهمية معالجة هذه الأسباب لتحقيق السلام الدائم. هذه الأسباب تشمل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستمرار الاستيطان، والحصار على غزة، والتمييز ضد الفلسطينيين في إسرائيل. إن معالجة هذه الأسباب، بحسب العديد من المحللين، هي الشرط الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي الختام، يمكن القول أن تحليل الدكتور عزمي بشارة يمثل إضافة قيمة إلى النقاش الدائر حول الحرب على غزة، ويساهم في فهم أعمق لأبعاد الصراع وتحدياته. هذا التحليل، بالإضافة إلى التحليلات الأخرى، يمكن أن يساعد في صياغة رؤية أكثر وضوحًا لمستقبل الصراع، وفي اتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق السلام العادل والدائم.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا