دانيال هغاري: ننتظر قرارا سياسيا بخصوص الجبهة الشمالية – تحليل وتقييم

انتشر مؤخراً على موقع يوتيوب مقطع فيديو يظهر فيه المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، دانيال هغاري، وهو يتحدث عن الوضع على الجبهة الشمالية، وتحديداً فيما يتعلق بالتوترات المتصاعدة مع حزب الله اللبناني. التصريح الأهم الذي ورد في الفيديو هو تأكيد هغاري على أن الجيش ينتظر قراراً سياسياً بشأن كيفية التعامل مع هذه الجبهة.

هذا التصريح يثير عدة تساؤلات مهمة حول طبيعة الوضع الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وحول التحديات التي تواجهها القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل. فمن الواضح أن الجيش الإسرائيلي، رغم جاهزيته وقدراته العسكرية، لا يمتلك وحده صلاحية اتخاذ قرار بشأن طبيعة الرد أو التصعيد في هذه المنطقة الحساسة. هذا الأمر يضع المسؤولية الأكبر على عاتق الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ القرار المناسب الذي يوازن بين الأمن القومي، وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة، واعتبارات داخلية وخارجية أخرى.

يشير مصطلح قرار سياسي إلى أن المسألة تتجاوز البعد العسكري البحت، وتتطلب تقييماً شاملاً للأبعاد الدبلوماسية والاقتصادية والإقليمية. فالتصعيد العسكري مع حزب الله قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، وقد يجلب تدخل أطراف أخرى، كما أن له تكلفة اقتصادية باهظة على كلا الطرفين. لذلك، فإن القرار السياسي يجب أن يأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل.

كما أن توقيت هذا التصريح له دلالته. ففي ظل استمرار الحرب في غزة، يبدو أن إسرائيل حريصة على عدم فتح جبهة قتال أخرى، إلا إذا كانت مضطرة لذلك. ومع ذلك، فإن استمرار التوتر على الحدود الشمالية، والتهديدات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، قد يدفع الأمور نحو التصعيد بشكل غير مقصود. لذلك، فإن انتظار قرار سياسي يعكس رغبة في التروي والتفكير ملياً قبل اتخاذ أي خطوة قد تؤدي إلى حرب شاملة.

ختاماً، يظل مصير الجبهة الشمالية معلقاً بـ قرار سياسي ينتظره الجيش الإسرائيلي. هذا القرار سيكون له تأثير كبير على مستقبل المنطقة، وعلى العلاقات بين إسرائيل ولبنان، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين. يبقى السؤال الأهم هو: ما هو هذا القرار، ومتى سيتم اتخاذه؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مسار الأحداث في الأيام والأسابيع القادمة.