وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار الأردن لا يمكن أن يستغني عن استحقاقاته
تحليل وتأمل في خطاب وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار: الأردن لا يمكن أن يستغني عن استحقاقاته
تثير تصريحات وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، في الفيديو المنشور على يوتيوب والذي يحمل عنوان وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار الأردن لا يمكن أن يستغني عن استحقاقاته تساؤلات عميقة حول مفهوم الاستحقاقات الوطنية، ودور الثقافة في تحقيقها، والتحديات التي تواجه الأردن في الحفاظ عليها وتطويرها. يمثل هذا الخطاب، في جوهره، دعوة إلى التفكير النقدي حول الهوية الأردنية، ومكانة الأردن في العالم، والطموحات التي يسعى الشعب الأردني إلى تحقيقها.
لتحليل خطاب الوزيرة النجار، يجب أولاً فهم السياق الذي ألقي فيه. الأردن، كدولة ذات تاريخ عريق وموقع جيوسياسي حساس، يواجه تحديات متعددة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي. هذه التحديات تتراوح بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وصولاً إلى التحديات الأمنية والسياسية التي تفرضها الأوضاع الإقليمية المضطربة. في ظل هذه الظروف، يصبح الحديث عن الاستحقاقات ليس مجرد ترف فكري، بل ضرورة حتمية للحفاظ على قوة الدولة ومناعتها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات والتغلب عليها.
ما هي هذه الاستحقاقات التي تشير إليها الوزيرة؟ من الواضح أن المقصود ليس مجرد الحقوق المادية أو المكتسبات الاقتصادية. بل يتجاوز ذلك ليشمل مجموعة أوسع من القيم والمبادئ التي تقوم عليها الهوية الوطنية الأردنية. هذه الاستحقاقات تتضمن، على سبيل المثال لا الحصر:
- الحفاظ على الهوية الثقافية: الأردن يمتلك تراثًا ثقافيًا غنيًا ومتنوعًا، يمتد عبر آلاف السنين. الحفاظ على هذا التراث، وتطويره، ونقله إلى الأجيال القادمة، يعتبر استحقاقًا أساسيًا يجب على الدولة والمجتمع العمل على تحقيقه. يشمل ذلك حماية المواقع الأثرية، ودعم الفنون والأدب، وتعزيز اللغة العربية، وتشجيع التعبير الإبداعي بكافة أشكاله.
- تعزيز الوحدة الوطنية: الأردن يتميز بتنوعه الثقافي والاجتماعي. الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، يعتبر استحقاقًا حيويًا لضمان استقرار الدولة وازدهارها. يتطلب ذلك بناء جسور الثقة بين مختلف الفئات، ومحاربة التعصب والتطرف، وتعزيز قيم المواطنة والمساواة.
- تحقيق التنمية المستدامة: الأردن يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. تحقيق التنمية المستدامة، التي تضمن تحسين مستوى معيشة المواطنين، وتوفير فرص العمل، وحماية البيئة، يعتبر استحقاقًا أساسيًا يجب على الدولة العمل على تحقيقه. يتطلب ذلك تبني سياسات اقتصادية رشيدة، والاستثمار في التعليم والتدريب، وتشجيع الابتكار والإبداع.
- الحفاظ على الأمن والاستقرار: الأردن يقع في منطقة مضطربة تشهد صراعات ونزاعات مستمرة. الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية الحدود، ومواجهة التحديات الأمنية، يعتبر استحقاقًا أساسيًا لضمان بقاء الدولة واستمرارها. يتطلب ذلك بناء جيش قوي، وتعزيز الأجهزة الأمنية، وتطوير العلاقات الإقليمية والدولية.
- ممارسة الديمقراطية والحريات: الأردن يسعى إلى بناء نظام ديمقراطي يضمن مشاركة المواطنين في الحكم، وحماية الحريات الأساسية، وتعزيز حقوق الإنسان. ممارسة الديمقراطية والحريات، يعتبر استحقاقًا أساسيًا يجب على الدولة العمل على تحقيقه. يتطلب ذلك إصلاح القوانين، وتطوير المؤسسات، وتشجيع المشاركة السياسية، وحماية حرية التعبير.
تشير الوزيرة النجار بوضوح إلى أن هذه الاستحقاقات ليست مجرد أهداف نسعى إلى تحقيقها، بل هي حقوق أساسية لا يمكن للأردن أن يتنازل عنها. هذا التأكيد يعكس إيمانًا عميقًا بقدرة الأردن على تجاوز التحديات، وتحقيق طموحاته، والحفاظ على مكانته المتميزة في المنطقة والعالم.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الاستحقاقات ليس بالأمر السهل. يتطلب ذلك جهودًا متضافرة من جميع أفراد المجتمع، وتعاونًا وثيقًا بين الدولة والمواطنين، والتزامًا قويًا بالقيم والمبادئ الوطنية. يجب أن ندرك أن الاستحقاقات ليست مجرد هدايا نتلقاها، بل هي مسؤوليات نتحملها، وجهود نبذلها، وتضحيات نقدمها.
في هذا السياق، يبرز دور الثقافة كعنصر أساسي في تحقيق الاستحقاقات الوطنية. الثقافة ليست مجرد مجموعة من الفنون والآداب، بل هي مجموعة القيم والمعتقدات والتقاليد التي تشكل هوية المجتمع، وتوجه سلوكه، وتحدد طموحاته. الثقافة هي الأساس الذي تبنى عليه الحضارات، وهي المحرك الذي يدفع التنمية، وهي السلاح الذي نواجه به التحديات.
من خلال دعم الفنون والأدب، وتعزيز اللغة العربية، وحماية التراث الثقافي، يمكن للثقافة أن تساهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتقوية الوحدة الوطنية، وتنمية الوعي الوطني. كما يمكن للثقافة أن تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تشجيع الابتكار والإبداع، وتطوير المهارات والقدرات، وخلق فرص العمل.
إضافة إلى ذلك، يمكن للثقافة أن تلعب دورًا هامًا في تعزيز الأمن والاستقرار، من خلال نشر قيم التسامح والتعايش، ومحاربة التعصب والتطرف، وتنمية الوعي بالمخاطر التي تهدد المجتمع. كما يمكن للثقافة أن تساهم في ممارسة الديمقراطية والحريات، من خلال تشجيع الحوار والنقاش، وتعزيز المشاركة السياسية، وحماية حرية التعبير.
إذن، خطاب وزيرة الثقافة الأردنية ليس مجرد تصريح رسمي، بل هو دعوة إلى العمل، ورسالة إلى الشعب الأردني، مفادها أن الأردن قادر على تحقيق طموحاته، والحفاظ على استحقاقاته، من خلال العمل الجاد، والتعاون الوثيق، والالتزام بالقيم والمبادئ الوطنية. يجب أن نستمع إلى هذه الرسالة، وأن نعمل على ترجمتها إلى واقع ملموس، من خلال دعم الثقافة، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة، والحفاظ على الأمن والاستقرار، وممارسة الديمقراطية والحريات.
في الختام، يمكن القول أن خطاب الوزيرة النجار يمثل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التفكير في مستقبل الأردن، ومكانة الأردن في العالم. يجب أن نغتنم هذه الفرصة، وأن نعمل على بناء أردن قوي ومزدهر، يحافظ على استحقاقاته، ويحقق طموحاته، ويساهم في بناء عالم أفضل.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة