في ظل اشتعال المشهد في سوريا.. كيف تنظر المعارضة لمسار أستانا؟

يشكل مسار أستانا، منذ انطلاقه، محطة جدلية في سياق الأزمة السورية. وبينما يعتبره البعض آلية ضرورية لخفض التصعيد وتحقيق الاستقرار المؤقت، تنظر إليه أطراف المعارضة السورية بقدر كبير من الشك والريبة. الفيديو المتاح على يوتيوب والذي يحمل عنوان في ظل اشتعال المشهد في سوريا.. كيف تنظر المعارضة لمسار أستانا؟ يتيح لنا فهمًا أعمق لوجهة نظر المعارضة حيال هذه العملية.

عادةً ما يرتكز نقد المعارضة لمسار أستانا على عدة نقاط أساسية. أولًا، هناك شعور بالإقصاء والتهميش، حيث ترى المعارضة نفسها مستبعدة من المفاوضات الجادة التي تحدد مستقبل سوريا. هذا الإقصاء يقوض شرعية المسار ويقلل من فرص نجاحه على المدى الطويل، حيث لا يمكن تحقيق حل مستدام دون مشاركة فعلية وتمثيل حقيقي لمختلف أطياف الشعب السوري.

ثانيًا، تتهم المعارضة مسار أستانا بالتركيز بشكل مفرط على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإهمال الجوانب السياسية والإنسانية. فبينما يتم التركيز على خفض التصعيد في بعض المناطق، غالبًا ما يتم تجاهل قضايا أساسية مثل إطلاق سراح المعتقلين، وعودة اللاجئين والنازحين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب. هذا التجاهل يقوض الثقة في المسار ويجعله غير قادر على تحقيق السلام الشامل والمستدام.

ثالثًا، تعبر المعارضة عن قلقها من أن مسار أستانا يخدم مصالح دول إقليمية ودولية أكثر من خدمته لمصالح الشعب السوري. فالدول الضامنة للمسار، وهي روسيا وتركيا وإيران، لديها أجندات خاصة في سوريا، وقد تستخدم المسار لتحقيق هذه الأجندات على حساب تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.

مع ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن مسار أستانا قد ساهم في خفض التصعيد في بعض المناطق السورية، وأتاح الفرصة لإجراء بعض المفاوضات وتبادل الأسرى. ولكن، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية تحويل هذا المسار إلى عملية سياسية شاملة وحقيقية، تشارك فيها جميع الأطراف السورية، وتستهدف تحقيق حل مستدام للأزمة السورية، يضمن حقوق الشعب السوري وسيادته ووحدة أراضيه.

ختامًا، فهم وجهة نظر المعارضة السورية تجاه مسار أستانا أمر بالغ الأهمية لفهم تعقيدات المشهد السوري وتقييم فرص تحقيق السلام. الفيديو المذكور يقدم رؤية قيمة حول هذا الموضوع، ويسلط الضوء على التحديات والعقبات التي تواجه عملية السلام في سوريا.