أسعد بشارة هناك الكثير مما يمكن أن نتوقعه في العلاقات الإيرانية الأميركية وتحديدا بالملف اللبناني

أسعد بشارة: الكثير مما يمكن أن نتوقعه في العلاقات الإيرانية الأميركية وتحديدا بالملف اللبناني

تحليل معمق يقدمه أسعد بشارة في هذا الفيديو المنشور على يوتيوب، يتناول فيه العلاقات الإيرانية الأميركية المعقدة وتأثيرها المحتمل على الملف اللبناني. يقدم بشارة رؤية تحليلية تستند إلى فهم عميق للتاريخ والجغرافيا السياسية للمنطقة، مع التركيز على ديناميكيات القوة المتغيرة والتحديات التي تواجه لبنان في ظل هذه الظروف.

العلاقات الإيرانية الأميركية: سياق تاريخي

يشير بشارة في تحليله إلى أن العلاقات الإيرانية الأميركية مرت بمراحل مختلفة، بدأت بالتحالف والتعاون في عهد الشاه، ثم تحولت إلى عداء وتوتر شديدين بعد الثورة الإسلامية عام 1979. هذا التحول الجذري أدى إلى قطيعة دبلوماسية وعقوبات اقتصادية، بالإضافة إلى دعم متبادل لأطراف متناحرة في صراعات إقليمية مختلفة. يوضح بشارة أن هذا العداء التاريخي ليس مجرد صراع أيديولوجي، بل هو أيضًا صراع على النفوذ والمصالح في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعتبر إيران قوة إقليمية طامحة تسعى إلى لعب دور أكبر في تحديد مستقبل المنطقة، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية وحماية حلفائها.

يضيف بشارة أن الاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) الذي تم التوصل إليه عام 2015 كان بمثابة محاولة لتهدئة التوتر وتقليل المخاطر، ولكنه سرعان ما انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب. هذا الانسحاب أدى إلى تصعيد التوتر مرة أخرى، وفرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، مما أثر سلبًا على اقتصادها وأثار مخاوف من نشوب صراع عسكري.

الملف اللبناني: ساحة للصراع بالوكالة

يرى بشارة أن لبنان كان ولا يزال ساحة للصراع بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة وحلفائهما. تدعم إيران حزب الله، وهو قوة سياسية وعسكرية مؤثرة في لبنان، بينما تدعم الولايات المتحدة حلفاء آخرين في البلاد. هذا الدعم المتبادل يؤدي إلى تعميق الانقسامات السياسية والطائفية في لبنان، ويجعل من الصعب تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. يؤكد بشارة أن الوضع في لبنان معقد للغاية، ويتأثر بعوامل داخلية وإقليمية ودولية، وأن أي حل للأزمة اللبنانية يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه العوامل المتداخلة.

يشير بشارة إلى أن حزب الله يعتبر جزءًا أساسيًا من استراتيجية إيران الإقليمية، وأن إيران تستخدمه كأداة لتعزيز نفوذها في المنطقة ومواجهة خصومها. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية وتسعى إلى تقويض قوته ونفوذه. هذا التنافس بين إيران والولايات المتحدة ينعكس سلبًا على الوضع في لبنان، ويجعل من الصعب على الحكومة اللبنانية اتخاذ قرارات مستقلة وحماية مصالحها الوطنية.

التحديات التي تواجه لبنان

يعدد بشارة التحديات التي تواجه لبنان، والتي تشمل: الأزمة الاقتصادية الحادة، والفساد المستشري، والانقسامات السياسية والطائفية، والتدخلات الخارجية. يرى بشارة أن هذه التحديات متراكمة ومتداخلة، وأنها تتطلب حلولًا شاملة وجذرية. يؤكد بشارة أن لبنان بحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية عميقة، وإلى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وحماية مصالح البلاد.

يضيف بشارة أن الأزمة الاقتصادية في لبنان هي الأخطر منذ عقود، وأنها أدت إلى تدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات البطالة والفقر. يرى بشارة أن الفساد هو أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الاقتصادية، وأن مكافحة الفساد هي ضرورة حتمية لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني. كما يؤكد بشارة على أهمية الوحدة الوطنية والتغلب على الانقسامات السياسية والطائفية، من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

السيناريوهات المحتملة

يقدم بشارة مجموعة من السيناريوهات المحتملة للعلاقات الإيرانية الأميركية وتأثيرها على لبنان. أحد هذه السيناريوهات هو استمرار الوضع الراهن من التوتر والعقوبات، مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان وزيادة الضغوط على حزب الله. سيناريو آخر هو التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي في إيران، ولكنه قد لا يغير بالضرورة الوضع في لبنان. سيناريو ثالث هو نشوب صراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة أو حلفائهما، مما سيكون له تداعيات كارثية على المنطقة بأسرها، بما في ذلك لبنان.

يرى بشارة أن السيناريو الأخير هو الأقل احتمالًا، ولكنه ليس مستبعدًا تمامًا. يؤكد بشارة على أهمية الحوار والدبلوماسية كوسيلة لتجنب الصراع وتقليل التوتر. كما يدعو بشارة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للبنان لمساعدته على تجاوز الأزمة الاقتصادية وتحقيق الاستقرار السياسي.

رسالة أمل

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان، يختتم بشارة تحليله برسالة أمل. يرى بشارة أن لبنان لديه القدرة على تجاوز هذه الأزمة وبناء مستقبل أفضل، ولكنه يتطلب ذلك إرادة سياسية قوية وتعاونًا بين جميع الأطراف. يؤكد بشارة على أهمية دور الشباب اللبناني في تحقيق التغيير والإصلاح، ويدعوهم إلى المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية.

يشدد بشارة على أن مستقبل لبنان يعتمد على قدرة اللبنانيين على التوحد والعمل معًا من أجل بناء دولة قوية ومزدهرة تحترم حقوق جميع مواطنيها وتحمي مصالحها الوطنية.

هذا التحليل العميق الذي يقدمه أسعد بشارة يسلط الضوء على التعقيدات والتحديات التي تواجه لبنان في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، ويقدم رؤية متوازنة ومستنيرة حول مستقبل البلاد.