كلمة رئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل الاحتلال واهم إذا ظن أن اغتيال القادة سيكسر المقاومة
تحليل كلمة خالد مشعل: الاحتلال واهم إذا ظن أن اغتيال القادة سيكسر المقاومة
تمثل كلمة رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، المنشورة على اليوتيوب (الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=pJ0GG6xGBQs) وثيقة سياسية هامة تعكس رؤية الحركة وتقييمها للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. تركز الكلمة بشكل أساسي على فكرة مركزية مفادها أن اغتيال قادة المقاومة لن ينجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو إضعاف حركته، بل على العكس، قد يؤدي إلى نتائج عكسية تعزز المقاومة وتزيد من تصميمها على تحقيق أهدافها.
السياق العام للكلمة وأهميتها
تأتي هذه الكلمة في سياق تاريخي وسياسي معقد، يتميز بتصاعد وتيرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتكرار عمليات الاغتيال التي تستهدف قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة، وخاصة حركة حماس. تدرك الحركة أن هذه العمليات تمثل جزءًا من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقويض قدرات المقاومة وإضعاف بنيتها التنظيمية، بالإضافة إلى بث الرعب في صفوف الشعب الفلسطيني وثنيه عن دعم المقاومة. لذلك، تكتسب كلمة مشعل أهمية خاصة لأنها تمثل ردًا مباشرًا على هذه الاستراتيجية، وتوجه رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن هذه المحاولات لن تحقق أهدافها.
كما تأتي الكلمة في ظل انقسام سياسي فلسطيني مستمر، وتحديات داخلية تواجه حركة حماس على صعيد إدارة قطاع غزة والحفاظ على شعبيتها في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر. وبالتالي، فإن هذه الكلمة موجهة أيضًا إلى الداخل الفلسطيني، بهدف تعزيز الوحدة الوطنية وحشد الدعم الشعبي للمقاومة، وتأكيد قدرة الحركة على الاستمرار في قيادة النضال ضد الاحتلال رغم كل التحديات.
تحليل محتوى الكلمة ومضامينها
يمكن تحليل كلمة خالد مشعل إلى عدة محاور رئيسية:
1. التأكيد على مشروعية المقاومة
يستهل مشعل كلمته بالتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك المقاومة المسلحة. ويعتبر هذا الحق حقًا أصيلًا ومكفولًا بموجب القانون الدولي، حيث أن الشعب الفلسطيني يعيش تحت احتلال غير شرعي ويمارس ضده أبشع أنواع القمع والاضطهاد. ويرفض مشعل أي محاولة لنزع الشرعية عن المقاومة أو تصويرها على أنها إرهاب، مؤكدًا أنها رد فعل طبيعي على الاحتلال وجرائمه.
2. التقليل من تأثير الاغتيالات على المقاومة
يشدد مشعل على أن اغتيال القادة لن ينجح في كسر المقاومة أو إضعافها، بل على العكس، قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ويستند في ذلك إلى التجربة التاريخية، حيث أن عمليات الاغتيال التي نفذها الاحتلال ضد قادة المقاومة في الماضي لم تنجح في القضاء على المقاومة، بل أدت إلى ظهور قادة جدد أكثر تصميمًا وعزيمة على مواصلة النضال. ويؤكد مشعل أن المقاومة ليست مرتبطة بأشخاص معينين، بل هي حركة شعبية واسعة تضم آلاف المقاتلين والمؤيدين الذين يؤمنون بحقهم في الحرية والاستقلال.
3. الدعوة إلى الوحدة الوطنية
يوجه مشعل دعوة إلى جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية إلى الوحدة ورص الصفوف في مواجهة الاحتلال. ويؤكد أن الوحدة هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال، وأن الانقسام يضعف الشعب الفلسطيني ويسهل على الاحتلال تحقيق أهدافه. ويدعو مشعل إلى تجاوز الخلافات الداخلية والتركيز على الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
4. التمسك بالثوابت الوطنية
يؤكد مشعل على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948، ورفض أي تسوية تنتقص من هذا الحق. كما يؤكد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، وأن أي حل سياسي يجب أن يضمن السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس الشرقية. ويرفض مشعل أي تنازلات بشأن هذه الثوابت، ويعتبرها خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
5. توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي
يوجه مشعل رسالة إلى المجتمع الدولي، يدعوه فيها إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمه وانتهاكاته، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وينتقد مشعل ازدواجية المعايير التي يمارسها المجتمع الدولي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث يدين المقاومة الفلسطينية ويتجاهل جرائم الاحتلال.
الرسائل الضمنية في الكلمة
بالإضافة إلى الرسائل المباشرة التي تتضمنها الكلمة، هناك أيضًا رسائل ضمنية يمكن استخلاصها:
- رسالة طمأنة إلى قواعد حماس: تهدف الكلمة إلى طمأنة قواعد حماس بأن الحركة قوية ومتماسكة، وأنها قادرة على الاستمرار في قيادة المقاومة رغم كل التحديات.
- رسالة تحذير إلى إسرائيل: تهدف الكلمة إلى تحذير إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياسة الاغتيالات، والتأكيد على أن هذه السياسة لن تحقق أهدافها، بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
- رسالة إلى الوسطاء: تهدف الكلمة إلى توضيح موقف حماس من أي مفاوضات أو تسويات محتملة، والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التنازل عنها.
الخلاصة
تعتبر كلمة خالد مشعل وثيقة سياسية هامة تعكس رؤية حركة حماس للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. تؤكد الكلمة على مشروعية المقاومة، وتقلل من تأثير الاغتيالات على المقاومة، وتدعو إلى الوحدة الوطنية، وتتمسك بالثوابت الوطنية، وتوجه رسالة إلى المجتمع الدولي. تمثل الكلمة ردًا مباشرًا على الاستراتيجية الإسرائيلية التي تهدف إلى تقويض المقاومة الفلسطينية، وتوجه رسالة واضحة إلى الاحتلال بأن هذه المحاولات لن تحقق أهدافها. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث في المستقبل، وما إذا كانت هذه الكلمة ستساهم في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
مقالات مرتبطة