بعد اغتيال العاروري وزير خارجية لبنان خائفون من جرنا إلى حرب أقليمية أوسع
بعد اغتيال العاروري: وزير خارجية لبنان خائفون من جرنا إلى حرب إقليمية أوسع
رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=yo9Ecr1PJ4
اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير 2024، هز لبنان وأثار مخاوف جدية من انزلاق البلاد إلى حرب إقليمية أوسع. هذا الحدث، الذي نُسب على نطاق واسع إلى إسرائيل، أعاد إلى الأذهان ذكريات الحروب السابقة التي دمرت لبنان وجعلته ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. ردود الفعل اللبنانية، كما يظهر في الفيديو المذكور، تتراوح بين الإدانة الشديدة والقلق العميق من تبعات هذا الاغتيال على استقرار البلاد والمنطقة.
الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، كانت دائمًا منطقة حساسة وتشكل نقطة اشتعال محتملة. الاغتيال داخل هذه المنطقة يمثل تصعيدًا خطيرًا، ويُنظر إليه على أنه تحد مباشر لحزب الله ولسيادة لبنان. وزير الخارجية اللبناني، كما يتضح من خلال التحليلات والتصريحات المقتبسة في الفيديو، يعبر عن هذه المخاوف بوضوح، محذرًا من أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تجر لبنان إلى صراع لا يريده ولا يستطيع تحمله.
إن السياق الإقليمي يلعب دورًا حاسمًا في فهم هذه المخاوف. الحرب في غزة، المستمرة منذ أكتوبر 2023، أدت بالفعل إلى تصعيد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل أصبح شبه يومي، مما يثير باستمرار شبح حرب شاملة. اغتيال العاروري يزيد من هذا الخطر، حيث قد يدفع حزب الله إلى الرد بشكل أقوى، مما قد يؤدي إلى دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها.
المخاوف اللبنانية لا تقتصر فقط على احتمال نشوب حرب مباشرة مع إسرائيل. هناك أيضًا قلق عميق من أن لبنان قد يصبح مرة أخرى ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية. الصراع بالوكالة، الذي شهدته البلاد في الماضي، قد يتجدد، مما يزيد من زعزعة الاستقرار وتعميق الانقسامات الداخلية. لبنان، الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية خانقة، لا يمكنه تحمل المزيد من الصدمات.
الردود الأولية على اغتيال العاروري في لبنان كانت متنوعة. الحكومة اللبنانية أدانت الاغتيال بشدة، واعتبرته انتهاكًا لسيادة لبنان وتصعيدًا خطيرًا. حزب الله تعهد بالانتقام، لكنه لم يحدد طبيعة الرد أو توقيته. القوى السياسية الأخرى عبرت عن قلقها من التداعيات المحتملة، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.
لكن التحدي يكمن في كيفية تحقيق ذلك. لبنان دولة ضعيفة ومنقسمة، وتفتقر إلى القدرة على حماية نفسها من التدخلات الخارجية. الحكومة اللبنانية تواجه صعوبات في فرض سيطرتها على كامل أراضيها، وحزب الله يتمتع بنفوذ كبير وقدرات عسكرية تجعله قوة مستقلة داخل الدولة. في هذا السياق، يصبح من الصعب على لبنان أن يلعب دورًا فاعلًا في منع التصعيد أو حماية نفسه من التورط في صراع أوسع.
إحدى المشاكل الرئيسية هي الانقسامات السياسية العميقة في لبنان. هناك قوى سياسية تدعم حزب الله وتعتبره قوة مقاومة ضد إسرائيل، بينما هناك قوى أخرى تعارضه وتتهمه بتقويض سيادة الدولة وجر البلاد إلى صراعات إقليمية. هذه الانقسامات تجعل من الصعب على لبنان أن يتخذ موقفًا موحدًا أو أن يتفق على استراتيجية واضحة للتعامل مع التحديات الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك، الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان منذ عام 2019 تجعل البلاد أكثر عرضة للخطر. الانهيار الاقتصادي أدى إلى تفاقم الفقر والبطالة، وزيادة الغضب الشعبي، وتقويض قدرة الدولة على تقديم الخدمات الأساسية. في هذا السياق، يصبح من السهل على القوى الخارجية استغلال الوضع واستخدام لبنان كساحة لتصفية الحسابات.
المجتمع الدولي يلعب دورًا مهمًا في هذه الأزمة. الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى تدعو إلى ضبط النفس وتدعم استقرار لبنان، لكنها في الوقت نفسه تدعم إسرائيل وتعتبرها حليفًا استراتيجيًا. هذا الموقف المزدوج يجعل من الصعب على المجتمع الدولي أن يلعب دورًا فاعلًا في منع التصعيد أو حماية لبنان من التورط في صراع أوسع.
الحل يكمن في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة. يجب على لبنان أن يعمل على تعزيز وحدته الوطنية وتجاوز الانقسامات السياسية. يجب على الحكومة اللبنانية أن تعمل على استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها الأمنية. يجب على المجتمع الدولي أن يدعم لبنان في جهوده لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
لكن الأهم من ذلك هو وقف التصعيد الإقليمي. يجب على جميع الأطراف المعنية أن تعمل على خفض التوترات وتجنب الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العنف. يجب على إسرائيل أن تتوقف عن انتهاك سيادة لبنان وأن تحترم قرارات الأمم المتحدة. يجب على حزب الله أن يتجنب الأعمال التي يمكن أن تجر لبنان إلى حرب مع إسرائيل.
إن الوضع في لبنان هش للغاية، والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها. اغتيال العاروري يمثل منعطفًا خطيرًا، وقد يدفع البلاد إلى المجهول. يجب على جميع الأطراف المعنية أن تتحلى بالحكمة والمسؤولية وأن تعمل على تجنب الكارثة. لبنان لا يستطيع تحمل المزيد من الحروب والدمار.
في الختام، الفيديو المشار إليه يسلط الضوء على المخاوف المشروعة التي تنتاب وزير الخارجية اللبناني والعديد من اللبنانيين بشأن إمكانية جر بلادهم إلى حرب إقليمية أوسع في أعقاب اغتيال صالح العاروري. هذه المخاوف متجذرة في تاريخ لبنان المضطرب، وهشاشة وضعه السياسي والاقتصادي، وتصاعد التوترات الإقليمية. لتجنب الكارثة، يجب على جميع الأطراف المعنية إعطاء الأولوية لخفض التصعيد، والعمل على تحقيق الاستقرار في لبنان، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع في المنطقة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة
Youtube
مدة القراءة