تكوين هل تنقلنا لشئ اين دكتور هداية و د محمد نصر و د على الكيالى و المستشار احمد ماهر و غيرهم
تكوين هل تنقلنا لشيء؟ نظرة على غياب وجوه مألوفة عن الساحة الفكرية
يثير فيديو اليوتيوب بعنوان تكوين هل تنقلنا لشئ اين دكتور هداية و د محمد نصر و د على الكيالى و المستشار احمد ماهر و غيرهم تساؤلاً مهماً حول مصير النخب الفكرية والثقافية التي كانت حاضرة بقوة في المشهد العام، وتسليط الضوء على الأسباب الكامنة وراء اختفائهم أو تراجع ظهورهم. الفيديو، المتاح على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=inx9TifKPfg، يدعو إلى التفكير في التغيرات التي طرأت على الساحة الفكرية، وكيف أثرت هذه التغيرات على دور المثقفين والمفكرين في المجتمع.
الحديث عن غياب شخصيات مثل الدكتور هداية والدكتور محمد نصر والدكتور علي الكيالي والمستشار أحمد ماهر وغيرهم يطرح عدة تساؤلات أساسية. هل يتعلق الأمر باختفاء حقيقي أم بتغير في طريقة الظهور والتأثير؟ وهل يعكس هذا الغياب تحولاً في اهتمامات الجمهور، أو قيوداً مفروضة على حرية التعبير؟ أم أن الأمر يتعلق ببساطة بدورة الحياة الفكرية، حيث يفسح جيل من المفكرين المجال لجيل جديد؟
تحولات المشهد الفكري:
لا يمكن إنكار أن المشهد الفكري والثقافي في العالم العربي، وفي مصر تحديداً، قد شهد تحولات عميقة خلال السنوات الأخيرة. هذه التحولات يمكن إرجاعها إلى عدة عوامل:
- صعود وسائل التواصل الاجتماعي: لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي طريقة تفاعل الناس مع المعلومات والأفكار. أصبح بإمكان أي شخص أن يصبح ناشراً للمحتوى، وأن يصل إلى جمهور واسع دون الحاجة إلى المرور عبر القنوات التقليدية كالتلفزيون والصحف. هذا أدى إلى تشتت الانتباه، وإلى صعوبة بروز الأصوات الجادة والموضوعية وسط الكم الهائل من المعلومات والأخبار الكاذبة والآراء السطحية.
- التغيرات السياسية والاجتماعية: أثرت التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة بشكل كبير على المناخ الفكري والثقافي. في بعض الأحيان، أدت هذه التغيرات إلى فرض قيود على حرية التعبير، مما دفع بعض المفكرين إلى التزام الصمت أو الهجرة. وفي أحيان أخرى، أدت هذه التغيرات إلى ظهور أصوات جديدة تعبر عن وجهات نظر مختلفة، وتتحدى الأفكار السائدة.
- تراجع دور المؤسسات الثقافية التقليدية: تراجعت في بعض الأحيان أهمية المؤسسات الثقافية التقليدية كدور النشر والجامعات في دعم المفكرين والمثقفين. هذا أدى إلى صعوبة حصول هؤلاء على الدعم المالي والإعلامي اللازم لمواصلة عملهم.
- تغير اهتمامات الجمهور: قد يكون الجمهور قد تحول إلى اهتمامات أخرى غير تلك التي كان يطرحها هؤلاء المفكرون. قد يكون الجمهور يبحث عن محتوى ترفيهي أكثر، أو محتوى يتناول قضايا أكثر إلحاحاً في حياته اليومية.
الأسباب المحتملة لغياب الشخصيات المذكورة:
بالنظر إلى الأسماء التي ذكرها الفيديو، يمكن طرح بعض الفرضيات حول أسباب غيابهم:
- الدكتور هداية: ربما يتعلق الأمر بقرار شخصي بالتفرغ لأمور أخرى، أو بالتركيز على مجال معين من البحث والتخصص. من الوارد أيضاً أن يكون قد فضل الانسحاب من المشهد العام بسبب الضغوط أو القيود.
- الدكتور محمد نصر: قد يكون الدكتور محمد نصر قد اختار التركيز على عمله الأكاديمي أو البحثي، أو ربما فضل الابتعاد عن الأضواء بسبب خلافات فكرية أو سياسية.
- الدكتور علي الكيالي: قد يكون الدكتور علي الكيالي قد فضل التركيز على أنشطته الخاصة، أو ربما وجد صعوبة في التكيف مع التغيرات التي طرأت على الساحة الإعلامية.
- المستشار أحمد ماهر: قد يكون المستشار أحمد ماهر قد فضل التركيز على عمله القانوني، أو ربما شعر بالإحباط بسبب الوضع السياسي أو الاجتماعي.
من المهم التأكيد على أن هذه مجرد فرضيات، وأن الأسباب الحقيقية قد تكون أكثر تعقيداً. من الوارد أيضاً أن تكون هذه الشخصيات لا تزال موجودة وتعمل، ولكنها ببساطة لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الإعلامي الذي كانت تحظى به في الماضي.
هل يعني الغياب نهاية الدور الفكري؟
لا يعني غياب هذه الشخصيات بالضرورة نهاية الدور الفكري في المجتمع. ربما يعني أن هناك جيلاً جديداً من المفكرين والمثقفين يظهر، وأن هناك طرقاً جديدة للتعبير عن الأفكار والتأثير في الرأي العام. وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، أتاحت فرصاً جديدة للمفكرين للتواصل مع الجمهور مباشرة، وللتعبير عن آرائهم دون الحاجة إلى المرور عبر القنوات التقليدية.
ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن غياب الأصوات الجادة والموضوعية يمثل خسارة للمجتمع. فالمفكرون والمثقفون يلعبون دوراً حيوياً في تحليل القضايا المعقدة، وفي تقديم الحلول البديلة، وفي إلهام الناس للتفكير النقدي والإبداعي.
الحاجة إلى بيئة فكرية صحية:
لضمان استمرار الدور الفكري في المجتمع، يجب العمل على خلق بيئة فكرية صحية تشجع على حرية التعبير، وتدعم المفكرين والمثقفين، وتتيح لهم الفرصة للتواصل مع الجمهور والتأثير في الرأي العام. هذا يتطلب:
- حماية حرية التعبير: يجب ضمان حرية التعبير للجميع، بما في ذلك المفكرون والمثقفون. يجب حماية هؤلاء من التهديد أو الترهيب أو الرقابة.
- دعم المؤسسات الثقافية: يجب دعم المؤسسات الثقافية التقليدية كدور النشر والجامعات، وتمكينها من لعب دور فعال في دعم المفكرين والمثقفين.
- تشجيع الحوار والنقاش: يجب تشجيع الحوار والنقاش المفتوح حول القضايا المختلفة، وتوفير منصات للمفكرين للتعبير عن آرائهم وتبادل الأفكار.
- الاستثمار في التعليم: يجب الاستثمار في التعليم، وتعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب.
- مكافحة المعلومات المضللة: يجب مكافحة المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، وتعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور.
الخلاصة:
يثير فيديو تكوين هل تنقلنا لشئ اين دكتور هداية و د محمد نصر و د على الكيالى و المستشار احمد ماهر و غيرهم قضية مهمة حول مصير النخب الفكرية والثقافية في المجتمع. غياب بعض هذه الشخصيات قد يعكس تحولات في المشهد الفكري، أو قيوداً مفروضة على حرية التعبير، أو ببساطة دورة الحياة الفكرية. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن غياب الأصوات الجادة والموضوعية يمثل خسارة للمجتمع. لضمان استمرار الدور الفكري في المجتمع، يجب العمل على خلق بيئة فكرية صحية تشجع على حرية التعبير، وتدعم المفكرين والمثقفين، وتتيح لهم الفرصة للتواصل مع الجمهور والتأثير في الرأي العام.
يبقى السؤال المطروح: هل هذا الغياب هو بداية لشيء جديد، أم مجرد نهاية لمرحلة؟ الإجابة تكمن في قدرتنا على فهم التحولات التي يشهدها المشهد الفكري، وعلى الاستعداد لمواجهة التحديات التي تواجه المفكرين والمثقفين، وعلى العمل معاً لخلق بيئة فكرية صحية ومزدهرة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة