استقبلت 18 طفلًا برصاص في الرأس طبيبة مُنعت من العودة إلى غزة تروي فظائع ما شهدته

استقبلت 18 طفلًا برصاص في الرأس: شهادة طبيبة من غزة

يعرض فيديو اليوتيوب المنشور على الرابط https://www.youtube.com/watch?v=92dNpWc3KqM شهادة مروعة لطبيبة فلسطينية عملت في غزة خلال فترة تصعيد الصراع. تروي الطبيبة، التي مُنعت لاحقًا من العودة إلى غزة، تفاصيل صادمة عن حجم المعاناة الإنسانية التي شهدتها، وخصوصًا الإصابات المميتة التي تعرض لها الأطفال. تمثل هذه الشهادة نافذة مؤلمة على الواقع المرير الذي يواجهه القطاع الصحي في غزة في ظل الظروف الاستثنائية.

وصف الفيديو ومضمونه

الفيديو عبارة عن مقابلة شخصية مع الطبيبة. تتحدث الطبيبة بصوت هادئ وثابت، لكنه يحمل في طياته ألمًا عميقًا وصدمة لما رأته. تصف الأجواء داخل المستشفى، والاكتظاظ الشديد بالجرحى، والنقص الحاد في الإمدادات الطبية، والإرهاق الشديد الذي يعانيه الطاقم الطبي. لكن الجزء الأكثر تأثيرًا في الشهادة هو تفصيلها لحالات الأطفال الذين استقبلتهم المستشفى مصابين برصاص في الرأس. تروي الطبيبة أنها استقبلت 18 طفلًا بهذه الإصابات، وهو رقم كارثي يشير إلى استهداف مباشر للأطفال أو إلى استخدام أسلحة ذات تأثير عشوائي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين.

تتحدث الطبيبة عن شعورها بالعجز أمام هذه الحالات، وعن الصعوبة البالغة في التعامل مع إصابات الأطفال الحرجة في ظل نقص الإمكانيات. تصف كيف كانت تحاول جاهدة إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال، لكن أغلبهم فارقوا الحياة متأثرين بجراحهم. لا تقتصر الشهادة على وصف الحالات الطبية، بل تتعدى ذلك إلى وصف الأثر النفسي الذي تركته هذه الأحداث عليها وعلى زملائها في العمل. تتحدث عن الكوابيس التي تراودها، وعن الشعور بالذنب لعدم قدرتها على إنقاذ المزيد من الأرواح، وعن الإحباط العميق الذي تشعر به تجاه الوضع الإنساني في غزة.

أهمية الشهادة وتأثيرها

تكتسب هذه الشهادة أهمية كبيرة لعدة أسباب. أولاً، لأنها شهادة مباشرة من شاهد عيان عاين الواقع المؤلم في غزة عن قرب. تختلف الشهادات المباشرة عن التقارير الإخبارية الرسمية في أنها تحمل بعدًا إنسانيًا قويًا، وتساعد على فهم حجم المعاناة الإنسانية بشكل أعمق. ثانيًا، لأنها شهادة من طبيبة، أي من شخص متخصص ومؤهل لتقييم الإصابات وتحديد أسبابها. شهادة الطبيبة تعطي مصداقية أكبر للرواية، وتساعد على توثيق الانتهاكات التي وقعت. ثالثًا، لأنها شهادة من شخص مُنع من العودة إلى غزة، وهو ما يثير تساؤلات حول محاولة إخفاء الحقائق ومنع الشهود من الإدلاء بشهاداتهم.

من المتوقع أن يكون لهذه الشهادة تأثير كبير على الرأي العام. فمن خلال وصفها المؤثر والمفصل لحالات الأطفال المصابين برصاص في الرأس، تنجح الطبيبة في كسر حاجز الصمت وتسليط الضوء على معاناة الأطفال في غزة. قد تدفع هذه الشهادة المنظمات الحقوقية الدولية إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الحالات، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات. كما قد تساهم في زيادة الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات جادة لإنهاء الحصار على غزة وتوفير الحماية للمدنيين.

الوضع الإنساني في غزة وتأثيره على القطاع الصحي

تعكس شهادة الطبيبة الواقع المأساوي للوضع الإنساني في غزة، والذي يتفاقم بسبب الحصار المستمر منذ سنوات. يعاني القطاع الصحي في غزة من نقص حاد في الإمدادات الطبية، والأدوية، والمعدات الطبية، والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. كما يعاني من نقص في الكوادر الطبية المتخصصة، بسبب الهجرة والقيود المفروضة على حركة الأفراد. هذا النقص الحاد في الإمكانيات يجعل من الصعب على المستشفيات تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى والجرحى، ويزيد من معدلات الوفاة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر الوضع الاقتصادي المتردي في غزة بشكل كبير على صحة السكان. يعاني معظم السكان من الفقر والبطالة، ويعجزون عن توفير الغذاء الصحي والماء النظيف والرعاية الصحية اللازمة. يؤدي ذلك إلى انتشار الأمراض المزمنة والأوبئة، وزيادة معدلات سوء التغذية، وارتفاع معدلات وفيات الأطفال. كما يؤثر الوضع النفسي الصعب الذي يعيشه السكان على صحتهم العقلية، ويؤدي إلى انتشار الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية الأخرى.

المطالبة بالتحقيق والمساءلة

تثير شهادة الطبيبة تساؤلات جدية حول الانتهاكات التي وقعت في غزة، وتدعو إلى إجراء تحقيق مستقل ومحايد في هذه الانتهاكات. من الضروري تحديد المسؤولين عن استهداف الأطفال والمدنيين، ومحاسبتهم على جرائمهم. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين في غزة، والضغط على جميع الأطراف للامتثال للقانون الدولي الإنساني. يجب أن تتوقف جميع أشكال العنف ضد المدنيين، ويجب توفير الحماية اللازمة للأطفال والنساء وكبار السن.

بالإضافة إلى ذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدة الإنسانية اللازمة لغزة، ويدعم القطاع الصحي المتدهور. يجب توفير الإمدادات الطبية والأدوية والمعدات الطبية اللازمة للمستشفيات، ويجب دعم الكوادر الطبية المحلية. يجب أيضًا العمل على رفع الحصار عن غزة، والسماح بحرية حركة الأفراد والبضائع. يجب أن يحصل سكان غزة على حقوقهم الأساسية في الحياة والصحة والتعليم والعيش بكرامة.

خاتمة

تمثل شهادة الطبيبة الفلسطينية صرخة مدوية ضد الظلم والمعاناة الإنسانية في غزة. يجب أن نستمع إلى هذه الصرخة، وأن نعمل جميعًا من أجل إنهاء هذا الوضع المأساوي. يجب أن نتذكر دائمًا أن وراء كل رقم وإحصائية قصة إنسانية، وأن كل طفل فقد حياته هو خسارة فادحة للبشرية جمعاء. يجب أن نسعى جاهدين من أجل تحقيق العدالة والسلام في غزة، ومن أجل ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.