Now

أسامة حمدان للجزيرة كل ما يفعله الجانب الأمريكي هو شراء الوقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية

تحليل لتصريحات أسامة حمدان حول الدور الأمريكي في غزة: قراءة في اتهامات شراء الوقت

يثير فيديو اليوتيوب بعنوان أسامة حمدان للجزيرة كل ما يفعله الجانب الأمريكي هو شراء الوقت من أجل استمرار الإبادة الجماعية (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=obgT_cP9M70) جملة من التساؤلات والتحليلات المعمقة حول طبيعة الدور الأمريكي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحديداً فيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. التصريحات التي أدلى بها أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، تمثل اتهاماً صريحاً للإدارة الأمريكية بالتواطؤ، أو على الأقل، بتمكين إسرائيل من الاستمرار في عملياتها العسكرية التي يصفها حمدان بـ الإبادة الجماعية.

من الضروري، قبل الخوض في تحليل هذه التصريحات، فهم السياق الذي جاءت فيه. غالباً ما تأتي هذه التصريحات في أوقات تصاعد التوتر وتزايد الخسائر البشرية في غزة، مما يزيد من حدة اللهجة والتعبيرات المستخدمة. كما يجب أن نضع في الاعتبار أن أسامة حمدان يتحدث من موقع القيادة في حركة حماس، وهي حركة مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية، وبالتالي فإن مواقفه تعبر عن رؤية الحركة للصراع.

جوهر الاتهام: شراء الوقت

العبارة المفتاحية في تصريحات حمدان هي شراء الوقت. هذا الاتهام يعني أن الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية، والتي قد تبدو ظاهرياً كجهود للتهدئة أو الوساطة، هي في الواقع مجرد تكتيك لإتاحة المجال لإسرائيل لمواصلة عملياتها العسكرية وتحقيق أهدافها على الأرض. وبعبارة أخرى، يرى حمدان أن الولايات المتحدة لا تسعى حقاً إلى وقف العدوان، بل تسعى إلى إدارته بطريقة تخدم المصالح الإسرائيلية.

هذا الاتهام يستند إلى عدة عوامل يمكن استخلاصها من الخطاب الفلسطيني العام، ومنها:

  • الدعم العسكري والسياسي المستمر لإسرائيل: على الرغم من الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، تستمر الولايات المتحدة في تزويد إسرائيل بالأسلحة والمساعدات العسكرية، فضلاً عن توفير الدعم السياسي لها في المحافل الدولية، بما في ذلك استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع صدور قرارات تدين إسرائيل.
  • التركيز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها: غالباً ما تركز التصريحات الأمريكية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الصاروخية من غزة، مع إغفال أو تهميش معاناة المدنيين الفلسطينيين والخسائر الفادحة في الأرواح والبنية التحتية. هذا التركيز، بحسب وجهة النظر الفلسطينية، يعطي إسرائيل ضوءاً أخضر للاستمرار في عملياتها العسكرية دون محاسبة حقيقية.
  • الضغط المحدود على إسرائيل: على الرغم من بعض التصريحات التي تدعو إلى ضبط النفس أو حماية المدنيين، فإن الضغط الأمريكي الفعلي على إسرائيل لوقف العدوان يظل محدوداً وغير كافٍ، بحسب وجهة النظر الفلسطينية. لم يتم فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية على إسرائيل، ولم يتم تعليق المساعدات العسكرية، مما يشير إلى أن الولايات المتحدة ليست جادة في وقف العدوان.
  • التركيز على اليوم التالي: بدلاً من التركيز على وقف العدوان الفوري، غالباً ما تركز الإدارة الأمريكية على اليوم التالي للصراع، وعلى كيفية إعادة إعمار غزة وتحقيق حل الدولتين. هذا التركيز، بحسب وجهة النظر الفلسطينية، يصرف الانتباه عن الجرائم التي ترتكب حالياً في غزة ويسمح لإسرائيل بالاستمرار في عملياتها العسكرية دون رقابة.

الإبادة الجماعية: اتهام خطير

وصف أسامة حمدان للعمليات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية هو اتهام خطير يحمل دلالات قانونية وسياسية عميقة. الإبادة الجماعية هي جريمة دولية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وتشمل الأفعال التي ترتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكاً كلياً أو جزئياً. هذه الأفعال تشمل قتل أفراد الجماعة، أو إلحاق أذى بدني أو روحي خطير بأفراد الجماعة، أو إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً، أو فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة، أو نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.

إن اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية يتطلب إثبات وجود نية محددة لدى القادة الإسرائيليين لإهلاك الفلسطينيين في غزة كجماعة. هذا الإثبات صعب للغاية، ويتطلب أدلة قوية ومقنعة. ومع ذلك، فإن حجم الدمار والخسائر البشرية في غزة، والظروف المعيشية المتردية التي يعيشها الفلسطينيون، والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، كلها عوامل تثير تساؤلات جدية حول ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وحتى ما إذا كانت هناك عناصر تدل على نية الإبادة الجماعية.

وجهة النظر الأمريكية

من المهم أيضاً أن نضع في الاعتبار وجهة النظر الأمريكية. ترى الإدارة الأمريكية أن دعمها لإسرائيل يستند إلى عدة عوامل، منها:

  • العلاقات التاريخية والاستراتيجية: تربط الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات تاريخية واستراتيجية وثيقة، تعود إلى قيام دولة إسرائيل في عام 1948. تعتبر إسرائيل حليفاً استراتيجياً مهماً للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وتتعاون الدولتان في مجالات الأمن والاستخبارات والاقتصاد.
  • التزام أمني: تلتزم الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وتعتبر أن حماية إسرائيل من التهديدات الخارجية هي مصلحة أمريكية. هذا الالتزام ينعكس في المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم.
  • مكافحة الإرهاب: ترى الولايات المتحدة أن إسرائيل شريك مهم في مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر أن حركة حماس منظمة إرهابية تهدد أمن إسرائيل والمنطقة.
  • السعي إلى السلام: تدعي الولايات المتحدة أنها تسعى إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن دعمها لإسرائيل يهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات.

ومع ذلك، فإن هذه المبررات لا تقنع الكثيرين في العالم العربي والإسلامي، الذين يرون أن الولايات المتحدة منحازة بشكل كامل لإسرائيل وتتجاهل حقوق الفلسطينيين ومعاناتهم. هذا الانحياز، بحسب وجهة النظر العربية والإسلامية، يقوض مصداقية الولايات المتحدة كطرف وسيط نزيه في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويؤدي إلى استمرار العنف والصراع.

الخلاصة

تصريحات أسامة حمدان حول الدور الأمريكي في غزة تمثل اتهاماً خطيراً للإدارة الأمريكية بالتواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. هذه التصريحات تعكس رؤية الحركة للصراع وتستند إلى عوامل عدة، منها الدعم العسكري والسياسي المستمر لإسرائيل، والتركيز على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والضغط المحدود على إسرائيل، والتركيز على اليوم التالي للصراع. من الضروري فهم السياق الذي جاءت فيه هذه التصريحات، ووضعها في سياق أوسع للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية. من المهم أيضاً أن نضع في الاعتبار وجهة النظر الأمريكية ومبرراتها لدعم إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نأخذ في الاعتبار معاناة الفلسطينيين والخسائر الفادحة في الأرواح والبنية التحتية في غزة. في نهاية المطاف، الحل الوحيد للصراع هو تحقيق سلام عادل ودائم يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة.

مقالات مرتبطة

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

Youtube

مدة القراءة

  • متابعة الخبر

  • القراءة لاحقاً

  • متابعة الصفحي

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا