Now

صواريخنا وأسلحتنا خط أحمر الحرس الثوري الإيراني يحسم موقفه من المفاوضات النووية مع أميركا

صواريخنا وأسلحتنا خط أحمر: الحرس الثوري الإيراني يحسم موقفه من المفاوضات النووية مع أميركا

في خضمّ التجاذبات الإقليمية والدولية المتصاعدة، وفي ظلّ مساعٍ حثيثة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، يبرز موقف الحرس الثوري الإيراني كلاعبٍ أساسي ومؤثر في تحديد مسار هذه المفاوضات. الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان صواريخنا وأسلحتنا خط أحمر الحرس الثوري الإيراني يحسم موقفه من المفاوضات النووية مع أميركا يلقي الضوء على هذا الموقف الحاسم، ويكشف عن الخطوط الحمراء التي لا يمكن لإيران تجاوزها في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة أو غيرها من القوى العالمية.

إنّ فهم موقف الحرس الثوري الإيراني يتطلب أولاً إدراك طبيعة هذه المؤسسة ودورها في النظام السياسي الإيراني. فالحرس الثوري ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو مؤسسة اقتصادية وسياسية واجتماعية عميقة الجذور في المجتمع الإيراني. يتمتع الحرس الثوري بنفوذ واسع في مختلف القطاعات، بدءًا من الدفاع والأمن القومي، مرورًا بالاقتصاد والتجارة، وصولًا إلى الإعلام والثقافة. ولهذا السبب، فإنّ أي قرار يتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني، أو مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، لا يمكن أن يتم دون موافقة الحرس الثوري أو على الأقل دون الأخذ في الاعتبار مواقفه ومصالحه.

الفيديو المشار إليه يوضح بشكل قاطع أنّ الحرس الثوري يعتبر برنامجه الصاروخي وقدراته الدفاعية الأخرى خطًا أحمر لا يمكن التنازل عنه أو التفاوض بشأنه. هذا الموقف يستند إلى عدة عوامل، أولها إدراك الحرس الثوري أنّ هذه القدرات هي الضمانة الحقيقية لأمن إيران واستقرارها في منطقة مضطربة ومليئة بالتحديات. ففي ظلّ التهديدات المتزايدة من قبل بعض دول المنطقة، وكذلك من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، يعتبر الحرس الثوري أنّ تطوير القدرات الدفاعية، وخاصة الصاروخية، هو ضرورة استراتيجية لا غنى عنها لحماية المصالح الوطنية الإيرانية.

العامل الثاني الذي يدعم هذا الموقف هو تجربة إيران مع الاتفاق النووي السابق، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. فبعد توقيع الاتفاق في عام 2015، التزمت إيران ببنوده وقامت بتقليص برنامجها النووي بشكل كبير. ولكن في المقابل، لم تحصل إيران على الفوائد الاقتصادية التي وعدت بها، وذلك بسبب العقوبات الأمريكية المستمرة. وفي عام 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بشكل أحادي الجانب، وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران. هذه التجربة المريرة جعلت الحرس الثوري أكثر تشككًا في أي اتفاقات مستقبلية مع الولايات المتحدة، وأكثر حرصًا على الحفاظ على قدراته الدفاعية كضمانة ضد أي خروقات أو انتهاكات محتملة.

العامل الثالث هو البعد الإيديولوجي لهذا الموقف. فالحرس الثوري يعتبر نفسه حاميًا للثورة الإسلامية وقيمها، ومدافعًا عن المستضعفين في العالم. وهو يرى أنّ تطوير القدرات الدفاعية هو جزء من هذه الرسالة، وأنّ التنازل عن هذه القدرات هو تنازل عن المبادئ الأساسية للثورة. هذا البعد الإيديولوجي يجعل من الصعب على الحرس الثوري التراجع عن موقفه، حتى في ظلّ الضغوط الاقتصادية والسياسية المتزايدة.

الفيديو يوضح أيضًا أنّ الحرس الثوري يرفض أي محاولات لربط البرنامج النووي الإيراني ببرنامجه الصاروخي أو بدوره الإقليمي. فالحرس الثوري يعتبر هذه القضايا منفصلة تمامًا، ويرفض أي محاولة لدمجها في مفاوضات واحدة. وهو يرى أنّ البرنامج النووي هو حق سيادي لإيران، وأنّ تطوير القدرات الدفاعية هو شأن داخلي لا يحق لأي دولة أخرى التدخل فيه. أما بالنسبة للدور الإقليمي لإيران، فالحرس الثوري يعتبره جزءًا من مسؤولياته في حماية المصالح الوطنية الإيرانية ودعم حلفائها في المنطقة.

بالنظر إلى هذه العوامل، يمكن القول إنّ موقف الحرس الثوري الإيراني من المفاوضات النووية مع أمريكا هو موقف حاسم وواضح. الحرس الثوري لن يسمح بالتفاوض على برنامجه الصاروخي أو قدراته الدفاعية الأخرى، وسيرفض أي محاولة لربط البرنامج النووي الإيراني بهذه القضايا. هذا الموقف يمثل تحديًا كبيرًا لأي محاولات لإحياء الاتفاق النووي، ويتطلب من الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى أن تأخذ في الاعتبار هذه الحقائق وأن تتعامل معها بواقعية ومرونة.

إنّ تجاهل موقف الحرس الثوري أو التقليل من أهميته لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور وزيادة التوترات في المنطقة. فالحرس الثوري هو لاعب رئيسي في إيران، ومواقفه لها تأثير كبير على السياسة الخارجية الإيرانية. ولذلك، فإنّ أي حل للأزمة النووية الإيرانية يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح الحرس الثوري ومخاوفه، وأن يسعى إلى إيجاد حلول وسط ترضي جميع الأطراف.

في الختام، يمكن القول إنّ الفيديو صواريخنا وأسلحتنا خط أحمر الحرس الثوري الإيراني يحسم موقفه من المفاوضات النووية مع أميركا يقدم تحليلًا مهمًا لموقف الحرس الثوري الإيراني من المفاوضات النووية مع أمريكا. هذا الموقف يعكس رؤية الحرس الثوري لأمن إيران ومصالحها الوطنية، ويشكل تحديًا كبيرًا لأي محاولات لإحياء الاتفاق النووي. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإنّ الحوار والتفاوض يظلان الخيار الأفضل لحل الأزمة النووية الإيرانية وتجنب التصعيد في المنطقة.

إنّ فهم تعقيدات المشهد السياسي الإيراني ودور الحرس الثوري فيه أمر ضروري لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. ويتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للمواقف المختلفة، والتواصل الفعال بين الأطراف المعنية، والبحث عن حلول وسط ترضي الجميع.

إن مستقبل العلاقات الإيرانية الأمريكية، ومستقبل الاتفاق النووي، ومستقبل الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كلها أمور معلقة على هذه المفاوضات الحساسة. ولذلك، يجب على جميع الأطراف أن تتحلى بالمسؤولية والمرونة، وأن تسعى إلى إيجاد حلول مستدامة تضمن مصالح الجميع وتحافظ على السلام والأمن في المنطقة.

مقالات مرتبطة

الجيش الإسرائيلي مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم في رفح جنوبي قطاع غزة

كيف يُقرأ التصعيد الإسرائيلي الجديد على لبنان

مصدر قيادي بحزب الله للجزيرة الاعتداءات فرصة لتوحيد اللبنانيين ووقف العدوان أولوية قبل أي شيء آخر

إسرائيل تصعد في جنوب لبنان ما وراء الخبر يناقش رسائل التصعيد

مصادر عسكرية للجزيرة الدعم السريع يقصف بالمدفعية الثقيلة مراكز الإيواء وحيي أبو شوك ودرجة

المبعوث الأممي إلى سوريا للجزيرة ما تقوم به إسرائيل في سوريا مؤذ ومضر

الناطق العسكري باسم أنصار الله قصفنا هدفا عسكريا في يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي

عمليات بارزة على الحدود الأردنية الإسرائيلية من الدقامسة إلى معبر اللنبي تعرف إليها

وول ستريت جورنال عن مسؤولين ترمب أخبر مساعديه أن نتنياهو يُفضل استخدام القوة بدلا من التفاوض

في حفل موسيقي عالمي قائد أوركسترا إسرائيلي يهاجم حرب غزة

مسار الأحداثالاحتلال يواصل عملياته بمدينة غزة وعمليات متعددة ضد أهداف إسرائيلية

الخارجية الأردنية تدين إطلاق النار على جسر اللنبي وتفتح تحقيقا عاجلا