الإختلافات فى تعريف المحكم و المتشابه الراسخون فى العلم ليس العلماء لا تضاد بين الآيات
الاختلافات في تعريف المحكم والمتشابه: نظرة على الفيديو الاختلافات فى تعريف المحكم و المتشابه الراسخون فى العلم ليس العلماء لا تضاد بين الآيات
يتناول الفيديو المنشور على يوتيوب بعنوان الاختلافات فى تعريف المحكم و المتشابه الراسخون فى العلم ليس العلماء لا تضاد بين الآيات قضية جوهرية في فهم القرآن الكريم وتفسيره، وهي قضية المحكم والمتشابه. هذه القضية ليست مجرد مسألة لغوية أو اصطلاحية، بل هي مفتاح لفهم مراد الله تعالى من كلامه، وتجنب الوقوع في التناقض الظاهري بين الآيات، أو تحميل النصوص معاني لا تحتملها.
الرابط الخاص بالفيديو هو: https://www.youtube.com/watch?v=TXK-J1i3c0I
يقوم الفيديو بتحليل دقيق لتعريف المحكم والمتشابه كما ورد في القرآن الكريم، وبالتحديد في قوله تعالى في سورة آل عمران: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ.
التعريف اللغوي والاصطلاحي للمحكم والمتشابه
قبل الخوض في تفاصيل الاختلافات التي يثيرها الفيديو، من الضروري تقديم تعريف مبسط للمحكم والمتشابه لغة واصطلاحًا:
- المحكم لغةً: هو المتقن، المحكم البناء، الذي لا خلل فيه. ويدل على الإحكام والإتقان والصلابة.
- المحكم اصطلاحًا: هو الآية الواضحة الدلالة، التي لا تحتمل إلا معنى واحدًا ظاهرًا، أو التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل. وقيل هو الذي عرف معناه، إما بظاهره أو بنص أو إجماع.
- المتشابه لغةً: هو الذي يشبه غيره، أو الذي يشتبه معناه. ويدل على الالتباس والغموض.
- المتشابه اصطلاحًا: هو الآية التي تحتمل أكثر من معنى، أو التي تحتاج إلى تفسير أو تأويل للوصول إلى معناها الحقيقي. وقيل هو الذي لا يعرف معناه إلا بالرجوع إلى المحكم، أو إلى السنة النبوية.
الاختلافات في تعريف المحكم والمتشابه
يسلط الفيديو الضوء على أن العلماء اختلفوا في تعريف المحكم والمتشابه، وأن هذا الاختلاف ليس اختلافًا جوهريًا بقدر ما هو اختلاف في التفاصيل والتطبيقات. بعض هذه الاختلافات يمكن تلخيصها فيما يلي:
- الشمولية والجزئية: يرى بعض العلماء أن المحكم هو الآية التي لا تحتاج إلى بيان، سواء كانت عامة أو خاصة، مطلقة أو مقيدة. بينما يرى آخرون أن المحكم هو الآية التي لا تحتاج إلى بيان في معناها الظاهر، بغض النظر عن كونها عامة أو خاصة.
- التأويل: يرى بعض العلماء أن المتشابه هو الآية التي لا يعلم تأويلها إلا الله، وأن الراسخين في العلم يؤمنون بها ولا يحاولون تأويلها. بينما يرى آخرون أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، ولكنهم لا ينفردون بهذا التأويل، بل يرجعون إلى المحكمات وإلى السنة النبوية لبيان معناه.
- النسخ: يرى بعض العلماء أن الآيات المنسوخة هي من قبيل المتشابه، لأن العمل بها قد انتهى. بينما يرى آخرون أن الآيات المنسوخة ليست من المتشابه، بل هي من قبيل المحكم الذي تم نسخه.
- الأمثال والقصص: يرى بعض العلماء أن الأمثال والقصص القرآنية هي من قبيل المتشابه، لأنها تحتاج إلى تدبر وتأمل للوصول إلى العبرة والموعظة. بينما يرى آخرون أنها من قبيل المحكم، لأن معناها الظاهر واضح ومفهوم.
الراسخون في العلم: هل هم العلماء أم الله؟
يستعرض الفيديو أحد أهم النقاط الخلافية في تفسير الآية الكريمة، وهي المتعلقة بعبارة وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ. هل هي معطوفة على قوله تعالى وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ، أم أنها جملة مستقلة؟ بمعنى آخر، هل الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه أم لا؟
هناك قراءتان مشهورتان للآية: قراءة الوقف على كلمة اللَّهُ، وقراءة الوصل. قراءة الوقف تعني أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله، وأن الراسخين في العلم يؤمنون به ولا يحاولون تأويله. وقراءة الوصل تعني أن الراسخين في العلم يعلمون تأويل المتشابه، ولكنهم لا ينفردون بهذا التأويل، بل يرجعون إلى المحكمات وإلى السنة النبوية لبيان معناه.
يرى الفيديو أن كلا القراءتين صحيحة، وأن الاختلاف بينهما ليس اختلافًا جوهريًا. فالراسخون في العلم لا يدعون علم الغيب، ولا ينفردون بتأويل المتشابه، بل يرجعون دائمًا إلى المحكمات وإلى السنة النبوية، ويتجنبون التأويلات الباطلة التي تؤدي إلى الفتنة.
لا تضاد بين الآيات
يؤكد الفيديو على أن الهدف الأساسي من فهم المحكم والمتشابه هو إزالة أي تضاد ظاهري بين الآيات. فالقرآن الكريم كلام الله، ولا يمكن أن يكون فيه تناقض أو تعارض. وإذا بدا للمرء أن هناك تضادًا بين آيتين، فعليه أن يعلم أن الخلل يكمن في فهمه هو، وليس في القرآن نفسه.
ولإزالة هذا التضاد الظاهري، يجب على المسلم أن يتبع الخطوات التالية:
- الرجوع إلى المحكمات: يجب عليه أن يرجع إلى الآيات المحكمات التي هي أم الكتاب، وأن يفهم المتشابه في ضوء المحكم.
- الرجوع إلى السنة النبوية: يجب عليه أن يرجع إلى السنة النبوية التي هي بيان للقرآن، وأن يفهم المتشابه في ضوء السنة.
- التدبر والتأمل: يجب عليه أن يتدبر ويتأمل في الآيات، وأن يسأل أهل العلم، وأن يستشيرهم في فهمه.
- التجرد والإخلاص: يجب عليه أن يكون متجردًا ومخلصًا في طلب الحق، وأن يتجنب الهوى والتعصب.
الخلاصة
إن قضية المحكم والمتشابه قضية مهمة جدًا في فهم القرآن الكريم وتفسيره. يجب على المسلم أن يفهم هذه القضية فهمًا صحيحًا، وأن يتجنب التأويلات الباطلة التي تؤدي إلى الفتنة. ويجب عليه أن يعلم أن القرآن الكريم كلام الله، ولا يمكن أن يكون فيه تناقض أو تعارض. وإذا بدا له أن هناك تضادًا بين آيتين، فعليه أن يعلم أن الخلل يكمن في فهمه هو، وليس في القرآن نفسه.
الفيديو الذي تناولناه يقدم عرضًا مبسطًا ومفيدًا لهذه القضية، ويوضح الاختلافات بين العلماء في تعريف المحكم والمتشابه، ويوضح أن هذه الاختلافات ليست اختلافات جوهرية، بل هي اختلافات في التفاصيل والتطبيقات. كما يؤكد الفيديو على أن الهدف الأساسي من فهم المحكم والمتشابه هو إزالة أي تضاد ظاهري بين الآيات، وأن القرآن الكريم كلام الله، ولا يمكن أن يكون فيه تناقض أو تعارض.
مشاهدة الفيديو المذكور والتمعن فيما يحتويه من أفكار وتحليلات، يمكن أن يسهم بشكل كبير في فهم أعمق للقرآن الكريم، وفي تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة في تفسيره.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة